ثلاثة تطوّرات متزامنة ومترابطة: إطباق الحصار على حلب في سوريا، إقدام تحالف الانقلابيين على إنشاء «مجلس سياسي أعلى» للحكم في اليمن، والإعلان في بغداد عن ضم «الحشد الشعبي» إلى القوات المسلحة..
من أين لبنيامين نتنياهو أن يقول أن علاقات إسرائيل مع دول عربية «مهمّة» تشهد «انقلابا» وتمرّ بمرحلة «تحوّل جذري»، في حين أن المعروف يقتصر على تطوّر متنام للعلاقة مع مصر والأردن. وهذا متوقّع؛ لأن الدولتين موقّعتان على معاهدتي سلام مع إسرائيل، لكن القاهرة وعمّان لم تفصحا أخيرا عن توافق استثنائي.
أثبتت شهور طويلة من التعامل مع خطط لإنهاء الصراع في سورية تماسك محور روسيا - إيران - نظام بشار الأسد، وتمسّكه بشروطه للحل السياسي من جهة، وامتلاكه بديلا هو الحل العسكري من جهة أخرى، مستندا إلى اختلال ميزان القوى لمصلحته، وبالتالي عدم اكتراثه بالكلفة البشرية والاقتصادية والعمرانية.
السيد حسن نصرالله، المعبّر عن السياسة الإيرانية، فلديه مرشحان من تياره، لكنه يعطّل جلسة الانتخاب؛ لأنه غير واثق بنجاح مرشحه المفضّل. هذا المرشح، ميشال عون، هو من يصفه قاسم بأنه "غير تابع إقليميا ودوليا" و"قادر على طمأنة القلقين"، ويشكو من أن "فيتو" السعودية أجهض "اتفاقا شبه ناجز" لاختياره.
السلطة أهمّ من الوطن. أهمّ من الشعب والدولة والشرعية. أهمّ من العمران والاقتصاد... لأن السلطة، كما ارتسمت ومورست بعد الاستحواذ عليها في يمن علي عبدالله صالح ومن سبقه من ضبّاط، قبل «توحيد» الشطرين وبعده، أعفت الحاكم من واجبات إنشاء الدولة واحترام الشعب والاهتمام بالتنمية، وتحوّلت مصهراً للاستبداد، وهو أسوأ أنماط الفساد. ولأن السلطة، كما استورثها الحوثيون من علي عبدالله صالح وكما باشروها، تحاول تخليق «ما بعد بعد» الاستبداد، لذلك تحوّلت معهم فعلَ احتلال، وهو أسوأ الأسوأ. وهكذا تبدو الحكومة الشرعية، وهي «تشاورهم» في الكويت لأنهم يستكثرون عليها أن تفاوضهم، في دور «الأم» المضطرّة للتخلّي عن ولدها حيّاً مخافة تقطيعه، وبالتالي قتله كما يريد مَن ينازعونها عليه، وفقاً للمثل الأخلاقي الكلاسيكي المعروف. غير أن الأخلاقية مفتقدة كليّاً عند الحوثيين وحليفهم.
استهان "الحزب" بتلك الإجراءات، رغم أن إقرارها استغرق وقتا طويلا، ولعله اعتقد أن مصادرته للدولة، و"فائض القوة" الذي يُظهره، وإمكاناته الترهيبية، قد تردع الأمريكيين أنفسهم. الواقع أن التضييق المصرفي عليه وعلى جمهوره قد يدفعه إلى أسوأ السيناريوات التخريبية.
ليل الخميس - الجمعة (5 - 6 أيار - مايو) قصف طيران النظام السوري مخيم "غطاء الرحمة" للنازحين في بلدة الكمونة بريف إدلب. كان هؤلاء هربوا من جحيم حلب إلى ما ظنّوه ملاذا آمنا أو شبه آمن. قتل وأصيب أكثر من مئة منهم في جريمة حرب موصوفة، بعد ساعات على جلسة لمجلس الأمن دان فيها معظم الأعضاء الهجمات الوحشية
لحقيقة العارية هي الآتية: #الأسد?-?خامنئي-بوتين?-?أوباما?-?مجرمون?-?يحرقون?-?حلب... إنهم يقتلون الأطفال والنساء، الأطباء والممرضين والمسعفين. يريدون قتل المكان الذي وُجد وتألق قبل أن تُوجد أماكنهم، بلدانهم، دولهم، وقبل أن يكونوا..
لم يتغيّر شيء خلال عام، وقريبا ستتزامن الذكرى الـ16 لـ"التحرير" مع الذكرى الثانية للعجز والتعجيز عن انتخاب رئيس للجمهورية، لأن نصر الله قال إن "المعارك الأخرى" مؤجّلة، فهو لا يزال ينتظر إعلان "انتصار" الأسد وإيران..
جاء يوم، خلال الأسبوع الماضي، كان الوضع الميداني في مناطق ريف حلب الشمالي كالآتي: الطائرات الروسية تقصف مواقع المعارضة على مدار الساعة، متجنِّبة مواقع مجاورة لتنظيم "داعش"، فيما كان هذا الأخير يهاجم أيضا المعارضة بالتزامن مع هجمات من قوات "وحدات حماية الشعب" الكردية.
لن يتّضح مسار "جنيف 3" قبل أسابيع وربما شهور. هناك مَن يتوقعون استمرار التجاذب إلى نهاية آذار (مارس) المقبل، ليبدأ التفاوض الفعلي على "العملية السياسية". لكن، قبل ذلك، لا بدّ من إنجاز ملموس في المقدمات الضرورية التي طلبتها المعارضة.
"نحن لا نشكّل تهديدا لأي شعب أو حكومة"... العبارة لحسن روحاني أمام مجلس الشورى الإيراني، وليس معروفا كيف أمكنه التلفظ بها وهو يعلم جيدا أنها كذبٌ فاقع.
ما زاد في ارتياح الأسد، أنه وجد لنفسه دورا جديدا يمكّنه من اللعب ولو بحذر شديد على الحساسيات بين روسيا وإيران، ليبقى مستفيدا من توافقهما وتنافرهما، موزعا الأدوار على الأعوان المكلّفين التنسيق من كلّ منهما.
لم تشأ إيران أن تفهم أن الكيل طفح والصبر نفد عربيا، وليس سعوديا فحسب، وأنها إذا شاءت امتحان العرب خليجيين ومشرقيين ومغاربة بالنسبة إلى السعودية، بل إذا حاولت اختبار المسلمين حول العالم