الحرب المعتمدة على ضربات جوية لفترة طويلة ومفتوحة، من دون تغيير في المواقع على الأرض، قد تأتي بتطوّرات مفاجئة وخطيرة وتتسبّب بإرباكات إضافية لـ «التحالف» الدولي... هذه خلاصة تقديرات لسياسيين وعسكريين، عرب وغربيين، خصوصاً إذا كان تنظيم «داعش» يحتاج إلى عاصمة ما لتدعيم عناصر «دولته». فهو يواصل من جهة
"تم نزع فتيل التفجير في طرابلس... كل من في طرابلس يعرف أن المعتدين على الجيش لا علاقة لهم بالمدينة... طرابلس لن تصطدم بالجيش اللبناني... هناك امتداد لـ "حزب الله" يريد توريط الجيش في الشمال... وهناك قائمة بالأسماء المتورّطة"... تلك عيّنة مما يقال للتطمين بأن الوضع في عاصمة الشمال على ما يرام..
أواخر عام 2011 كان طرفا الصراع في سورية يعتقدان بأن ثمة أملاً بنهاية قريبة وممكنة للأزمة. فلا مصلحة للنظام في أن تطول، والمعارضة بمختلف أطيافها لا تريد تخريب البلد أو مزيداً من الضحايا. وإذا بمسؤول كبير من صلب النظام يفاجئ مجالسين يثق بهم بقوله: للأسف، لا حلّ قريباً، وأخشى ألا يكون هناك حلٌ أبداً..
لم يقل أحد إن الحرب بدأت، لكن هناك من يقول يومياً إنها ستطول، وقد تدوم سنة أو سنتين أو أكثر، وهناك من وصفها بـ «حرب دائمة» كانت مشتعلة بأساليب أخرى ولم يكن فيها «إرهاب» كما يسمّى الآن. وإذا كانت الضربات الجوية تؤشر إلى بداية، فإن الإشارة إلى النهاية ستبقى في علم الغيب.
تَلقى «الحرب على داعش» إجماعاً دولياً، باستثناء روسيا وايران اللتين تؤيدان «مبدئياً» القضاء على هذا التنظيم الإرهابي وتعارضان، كلٌ لأسبابها، الآلية المتبعة لتحقيقه، لكن عدم تقدّمهما بأي أفكار لتطوير تلك الآلية أفشى استياءهما فقط من استبعادهما، لأسباب مفهومة، عن «التحالف»..
كتب عبد الوهاب بدرخان: في عام 1993 كان للولايات المتحدة تدخل وصف بأنه «إنساني» في الصومال، على رأس قوة دولية لحفظ السلام انتدبتها الأمم المتحدة غداة سقوط نظام سياد بري وبروز خطر مجاعة مع انتشار ميليشيات متناحرة وشيوع الفوضى.
إذا كان القضاء على الإرهاب سيعتمد على تنسيق مع النظامين الإيراني والسوري، ومع ميليشيا «حزب الله» (اللبناني/ الإيراني)، ومع حكومة عراقية تعوّل على جيش تلاعب الإيرانيون بعقيدته القتالية ورفدوه بميليشيات شيعية، فهذا يقترح في المقابل ضرورة التنسيق مع الإرهابيين أنفسهم..
كتب عبد الوهاب بدرخان: بدا مشهد وزير الدفاع ورئيس الأركان الأميركيين، في مؤتمر صحافي يوم الجمعة الماضي، كأنه نسخة من مشاهد في أفلام خيالية لمسؤولين كبار وهم يعلنون عن خطر شديد غير مسبوق دهم الأمة والعالم، لكنهم عازمون على التصدّي له وإنهائه.
كتب عبد الوهاب بدرخان: ليس هناك أكثر وضوحاً مما شاهدناه الأسبوع الماضي في العراق. عودة قوية للتفاهم الأميركي-الإيراني على شخصية رئيس الوزراء المقبل. وهي تثير تساؤلات كثيرة من أهمها: هل كان هذا التفاهم يقتصر حصرياً على الشخص من دون السياسات، وهل أن تجديده يشمل شخص حيدر العبادي والسياسات المتوقعة منه؟
كتب عبد الوهاب بدرخان: بعد أعوام متتالية لم تُسمع خلالها كلمة «السيادة» من أفواه الفريق السياسي الذي يهيمن عليه «حزب الله» في لبنان، كان لا بدّ من أن ينتهك مسلحو «داعش» و«جبهة النصرة» الحدود ويهاجموا الجيش اللبناني ليتذكّر هذا الفريق أن ثمة شيئاً اسمه «السيادة» وأن ما حصل اعتداء عليها..
كتب عبد الوهاب بدرخان: يمرّ النظام السوري بأسوأ حال منذ بداية أزمته، ومنذ "الانتصارات" التي جيّرتها له إيران و"حزب الله" والميليشيات العراقية. موسكو منشغلة جداً بأوكرانيا. طهران منهمكة بمعالجة الخلل الاستراتيجي الذي أصاب منظومة نفوذها بعد الفشل الذريع لنظام نوري المالكي.
لم تتبرّع أي جهة، أي حكومة أو جهاز أو مركز أبحاث، بكشف طبيعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). صحيح أن مراحل نشأته لمناوءة الاحتلال الأميركي للعراق، ثم امتداده إلى سوريا، صارت معروفة، لكن مصادر سلاحه وتمويله وكذلك عناصر قوته وجاذبيته المتزايدة وقدرته على الاستقطاب والتدريب والاستيعاب، لاتزال مجهولة. عندما أعلن عن إنشاء تنظيم «القاعدة» عام 1998 كان كل شيئ معروفاً عنه تقريباً، بحكم انبثاقه من بيئة «الأفغان العرب» التي قصد معظم عناصرها أفغانستان (بعلم الاستخبارات وبتزكية منها) لـ «الجهاد» ضد الاحتلال السوفييتي، كما أن شخصية أسامة بن لادن ووجوده في أفغانستان خلال أعوام «الجهاد» لعبا دوراً رئيسياً في اجتذاب المتطوّعين.
كتب عبد الوهاب بدرخان: كان الصوت العربي الأكثر ضعفاً وخفوتاً، على المستويين الرسمي والشعبي، ضد العدوان الإسرائيلي الثالث على غزّة. وكان هناك انتظار تلقائي مؤلم
كتب عبد الوهاب بدرخان: كان لا بد من العودة بالإسلام إلى أحلك مراحله، وأن تُطرح مسألة «الخلافة» على هذا النحو الدموي المقترن بالإرهاب، والكاريكاتوري الأسود، لكي يستطيع المشروع الإيراني تقديم نفسه كـ «بديل» نموذجي يبدو فيه «الولي الفقيه»/ المرشد نسخةً منقّحة من «الخليفة الراشد»..
كتب عبد الوهاب بدرخان: أطلق العماد ميشال عون إشارة أولى تشي بأن حظوظه في الرئاسة هبطت عما كانت، أو كما كان يتصوّرها، قبل أسابيع. لكنها إشارة بمثابة إنذار، فالجنرال لن يستسلم بسهولة، وسيذهب إلى أقصى حدّ في إزعاج الخصوم، بعدما اكتفى بالتعبير تلميحاً (في مقابلته التلفزيونية الأخيرة) عن امتعاضه..