وعلى الرغم من أن «مجموعة أستانا» أثبتت دونما شك أنها المحرك الأساسي المسؤول عن التحول الذي طرأ على الأزمة السورية منذ عام 2015، فإن فاعليتها تتضاءل الآن، على ما يبدو.
خلال زيارته لواشنطن في يوليو (تموز)، كان الملك عبد الله محقاً في طلب توضيح من إدارة بايدن بشأن ما وصلت إليه مطالبتها بـ«التغيير السلوكي» لنظام الأسد، والمطالبة بتدخل أميركي في سبيل تحقيق ذلك. للأسف، يبدو أن الأسد موجود ليبقى، لكن هذا لا ينبغي أن يؤدي إلى قيام جيرانه أو المجتمع الدولي ككل بمنحه مطلق
تقف الأزمة السورية اليوم أبعد من أن تكون قد انتهت، وإنما بدلا عن ذلك توحي التطورات التي شهدتها الأسابيع الأخيرة بأننا نعاين فصلا جديدا يبدأ في الأزمة، تبدو فيه الديناميكيات المرتبطة حصريا بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام العامل المحوري، وراء حالة انعدام الاستقرار التي ستتمخض عنها.
قبل بضعة أسابيع، كان الجيش السوري – مدعوما بالقوة الجوية الروسية – يتحرك سريعا صوب الشمال إلى داخل محافظة إدلب، مخلّفا شريطا طويلا من الموت والدمار وراءه أينما حل أو ارتحل. لقد سُحقت القرى والبلدات بالأرض سحقا شديدا، ما أجبر تجمعات وأحياء بأكملها على الفرار نحو الحدود التركية.