زار بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، العاصمة الإيطالية روما، يوم الجمعة الماضي، حاملاً معه عروضاً ومطالب للحكومة الإيطالية، وبرنامجاً واسعاً في مجال التعاون الاقتصادي والتقني. لكن العرض الكبير كان استعداد إسرائيل لتزويد إيطاليا بكميات ضخمة من الغاز.
إسرائيل اليوم في عقدها الثامن من العمر. تطورت عبر مراحل ثلاث، في عالم تغيرت فيه موازين القوة والتحالفات. العرب أيضا لحقهم التغيير من الاحتلال إلى الاستقلال. تعالت شعارات الوحدة، وتحرير فلسطين، ورفض وجود دولة إسرائيل. لكن صراع العرب فيما بينهم، بقي على حاله كما كان بين قبائلهم منذ قرون.
تآكل الدولة في وسط القارة وغربها، وانعكاسه على النسيج الاجتماعي والتماسك الوطني والقدرات الاقتصادية، لا يمكن أن يواجه بتدخل خارجي روسي أو فرنسي أو غيرهما. التنظيمات الإرهابية لن تتراجع وسترفع من قدراتها، مستثمرة في تهريب البشر، ونهب ثروات مناجم الذهب والمنغنيز وغيرهما. الحرب الروسية الأوكرانية ستسهم في توسيع وتصعيد المواجهة بين روسيا وفرنسا على الساحة الأفريقية، ولن تتردد روسيا في توظيف الحماس الشعبي الداعم لوجودها على التراب الأفريقي.
السؤال الكبير الذي لا يغيب في إيطاليا هو: كم سيكون عمر هذه الحكومة التي وُلدت من رحم أزمة مالية خانقة بسبب «كورونا» والحرب الأوكرانية الروسية، وارتفاع أسعار الغاز والنفط والتضخم، وتكوينها اللامتجانس؟
الرئيس التونسي قيس سعيد، وعد بجمهورية لا يزال كثير من التونسيين يقفون أمام باب الأيام ينتظرون خروجها من غرفة الولادة. المخاض يزمجر في الشوارع وفي ردهات الأحزاب والجامعات وحلقات المجتمع المدني. تونس تخوض معارك بعضها بارد وبعضها يشعله الغموض..
بدأ العد التنازلي الساخن في معركة الانتخابات الرئاسية الفرنسية. صراع قديم يعود كل خمس سنوات بعد أن تم تخفيض المدة الرئاسية من سبع سنوات إلى خمس. كل جولة انتخابية رئاسية في فرنسا، تتغير فيها برامج المترشحين ولغتهم وشعاراتهم..
الخلاصة، لا مناص من خروج المفكرين والباحثين والمبدعين العرب من الحفر في الماضي السحيق، والبحث في المعرفة العلمية، وإيصالها إلى العامة بوسائل الاتصال الحديثة المختلفة التي صارت الحبل الذي يمتد للجميع للخروج من حفر الماضي السحيق، والتوقف عن مضغ الماضي الهشيم بأسنان الحروف.
قال الشاعر التونسي المصري الكبير «تونس أيا خضراء، يا حارقة الأكباد، غزلانك البيضاء تصعب على الصياد». رحل الشاعر الكبير، لكن تونس الخضراء وغزلانها بكل ألوانها، لا تزال تحوم في بساط ريح آخر..
عاد المشير إدريس ديبي إتنو إلى تشاد لتعود إليه كما كان يعود إليها من دون توقف على ظهر عربة صحراوية يعلوها السلاح متقدماً قواته التي يغطيها غبار الصحراء تندفع نحو عدو لتفتك به قوة الحكم، أو كي تردّ قوة مسلحة معادية تقاتله من أجل افتكاك غنيمة السلطة..
هناك وجود إسلامي شيعي تحركه إيران وتتحرك به، ووجود إسلامي سني تحركه تركيا وتتحرك به، الغائب هو الوجود الإسلامي السني العربي القادر على خلق معادلة توازن، يحقق السلام والتعاون برؤية جديدة في المنطقة، تتجاوز الاصطفافات العقائدية العنيفة.
تتحرَّك الشهور والسنوات بين مايو (أيار) 1948 ويونيو (حزيران) 1967. من النكبة، كما حفرت في لغة تاريخنا وإعلامنا وخطابات زعمائنا، يوم أعلن ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل على جزء من الأرض الفلسطينية. في هذا العام، بلغت الدولة الإسرائيلية سنَّ الشيخوخة، صار عمرها 72 عاما، هل ضعف بصرها أو تساقطت بعض
رواندا أرض المأساة والمعجزة، مليون قتيل في حرب أهلية همجية دامت 100 يومٍ بين قبيلتي الهوتو والتوتسي. جبالٌ من جثت الرجال والنساء والأطفال تكدَّست في الشوارع والوديان والمزارع وطفت فوق مياه الأنهار والبحيرات. لم يصل صراخ الضحايا إلى آذان الدنيا، ولم تهتز الضمائر التي لا تعرف خرائط الفقراء المنسيين.
بدأت تونس هذا الأسبوع رحلة أخرى في طريق جديد. أدى الرئيس قيس سعيّد اليمين الدستورية وباشر قيادته للبلاد. التحدي الأساسي أمام الرئيس والقوى السياسية في البلاد هو تشكيل الحكومة. حسب الدستور التونسي، سيكلف الحزب الحاصل على الترتيب الأول في نتائج الانتخابات البرلمانية بتشكيل الحكومة وهو حزب «النهضة»، وق
تنتقل تونس من انتخاب إلى آخر، وبين كل منها برزخ يتسع ويضيق. الانتخابات الرئاسية تداعى لها عشرات، والبرلمانية آلاف، كانت الأسماء في الخضمين لوحة صراع تداخلت فيها ألوان الماضي والحاضر، وبينهما علامات استفهام وتعجب وتعرجات المجهول. في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية تهاوت أسماء كانت تمتلك أوراق وأ