عندما تشاجر وزير الداخلية الفرنسي مع رئيسة الوزراء الإيطالية بخصوص مسألة الهجرة، اعتبرت أن زاوية التسييس لن تضيف الكثير إذا تركز كل المقال حولها. ففي النهاية معروف عن المسؤولة الإيطالية جورجيا ميلوني أنها وضعت التوجه الشعبوي في قلب سياستها، وكان متوقعا عندها أن يتكرر سيناريو تغاضي إيطاليا عن استقبال سفن من قبيل سفينة «أنقذوا المتوسط» التي تكفلت فرنسا شكل كامل بمراقبة هويات من على متنها وتحديد مسارهم اللاحق في العام الماضي.
يكون قد جانب الصواب من يعتقد أن التصريحات عن “الأقطاب” التي أدلى بها بوتين في الأيام الأخيرة، قابلة لأن توضع في وعاء التصريحات الإعلامية المعتادة من الكرملين، ظاهرها حقيقة ماثلة، باطنها كلام مطروح للاستهلاك المحلي، أو بعبارة أخرى، بروباغندا.
تشهد فرنسا منذ أيام حراكا اجتماعيا نوعيا من أهم مميزاته خروجه عن الإطار السائد والمحدد، بغياب تأطير حزبي ونقابي يوجه المطالب وينظم المظاهرات، وللوجه الجديد الذي يحمله هذا الحراك دلالات.