إن الخطاب العدائي للإسلام الذي كان سائداً في الحقبة الاستعمارية، والذي اتخذ ذريعة لغزو العالم الإسلامي وتفكيك الخلافة الإسلامية، في القرن التاسع عشر، يستعيده اليوم "ماكرون"، ليوحد به القوى الغربية تحت لوائه، حالماً بأن يقودها ويعيد مجد الإمبراطورية الفرنسية
إن العنصرية الفرنسية والفوقية العرقية البيضاء، حالة تسود في المجتمع الفرنسي ككل، وفي أطيافه السياسية المختلفة، من أقصى اليمين المتطرف إلى أقصى اليسار التقدمي دون أدنى فرق بينهما!
فجأة، وبعد غياب عن الأضواء منذ عزله واتهامه في قضايا فساد كبرى، أهمها الرشاوى والعمولات التي حصل عليها في "صفقة اليمامة" الشهيرة، واعتقاله مع الأمراء في فندق "ريتز كارلتون"، يطل "بندر بن سلطان" علينا من قناة "العربية"
أقول هذا بمناسبة مسعى "تركيا" لتحقيق المصالحة الفلسطينية، بين حركتي "فتح" و"حماس"، بعد أن دعا رئيسُ "سلطة التنسيق الأمني" محمود عباس، الرئيسَ التركي "رجب طيب أردوغان"، لدعم جهود المصالحة الفلسطينية..
إذا كانت جامعة العار قد دقت آخر مسمارا في نعشها، فإن أنطمة العار أيضا سوف تدق ذاك المسمار قريباً، حينما يستعيد الشعب العربي ربيع ثوراته، ويتحرر من الاحتلالين المغتصبين: الأنظمة المغتصبة للحكم والصهيوني المغتصب للأرض
لقد استطاع المحور الإماراتي أن يغير البوصلة لدى الجامعة العربية، من العدو التاريخي للأمة، والذي أصبح صديقاً وحليفاً، إلى تركيا، فهي العدو الذي تجب محاربته في كل مكان
بعد إشهار العشق الإماراتي الصهيوني رسمياً أمام العالم، قدمت الإمارات هدية العُرس: إلغاء القانون الخاص بمقاطعة الكيان الصهيوني والعقوبات المترتبة عليه، والسماح لمواطنيها بالتعاون التجاري والمالي مع الكيان الصهيوني بموجب مرسوم رئاسي..
عض الأحزاب المحسوبة على الثورة تساعد على ذلك، لمجرد الاختلاف الأيديولوجي مع الحزب الأكبر (حركة النهضة)، مثلما حدث في مصر تماماً؛ حيث أضاعت الثورة بدافع الحقد والكراهية للإخوان المسلمين الفائزين في جميع الاستحقاقات الإنتخابية! والخوف كل الخوف أن تضيع ثورة الياسمين كما ضاعت ثورة يناير
بعد أن تغيرت شروط اللعبة واختلطت الأوراق ببعضها البعض، فقد باتت ضرورية إعادة ترتيبها من جديد، وتوزيعها وفقا لما يحدث على أرض الواقع، ومواقف الدول الأعضاء في الحلف من مجريات الأحداث. إنها لعبة الأمم القديمة الحديثة التي تتغير قواعدها وقوانينها..