هذا التطور الدرامي للشخصية يعبر عن نقلة كيفية قادرة على إعادة ترتيب الوضاع بشكل مختلف؛ لأنها نقلة من السلبية إلى الإيجابية، نقلة من الهروب إلى المواجهة، نقلة من الهامش إلى المركز
تابعت موكب التبجيل الذي رافق عودة جثمان الصحفي المصري إبراهيم نافع، مشفوعا بعبارات توقير تجاوزت العزاء، إلى نصوص وذكريات تمدح في سيرته ومآثره ونواهته ومهنيته، بل وإنصافه وعدله، سواء كرئيس لمؤسسة الأهرام أو كنقيب للصحفيين
ولما كتبت في الأسبوع الماضي مقالي عن نجيب محفوظ، لم أكن أقصد إطلاقا الهجوم على الأديب الكبير، ولم أفكر في ثئائية "الوجه المظلم" و"الوجه المضيء"، لذلك قلت في ختام المقال إن قيمة محفوظ لا تنبع من حياته الشخصية، ومواقفه المزاجية، بل من قيمة الأدب الذي تركه للأجيال
في ذكرى ميلاده السادس، بعد قرن من العواصف، عاد نجيب محفوظ من جديد؛ حاملا تناقضاته وتناقضات عصره، مثيرا للأسئلة العالقة في حياة العرب، وهي أسئلة دائرية مراوغة
كل ما أتعلق به في لحظات الهوان هو ذلك اليقين الغامض بأن فلسطين أبقى من حكامها ومن حكام العرب.. فلسطين أقوى من التخاذل الرسمي، فلسطين أقوى من ضعفنا، أكبر من هزائمنا، أبقى من حكامنا ومن تجارنا