في ظني أن فرص تحولات جذرية داخل جماعة الإخوان ضئيلة للغاية إن لم تكن منعدمة، خاصة بعد مرور أكثر من ست سنوات على الانقلاب العسكري دون ظهور ثمة بوادر تغييرات في فكر الجماعة ولا مواقفها ولا قيادتها..
نعم، قيادة الإخوان لم تأمر أعضاءها بأن يلقوا بأنفسهم في النار، لكن أن تضعهم في مواجهات غير محسوبة وتعرضهم لمخاطر غير متوقعة العواقب، هو من شبيه هذا أيضا.
جمع الناس على اختيار الذي يحمل هذه القيم هو أمر ليس بالسهولة التي نتخيلها؛ لأن هذا أمر يتطلب المزيد من الجهد لرفع الوعي عند الإخوان وعموم الناس. للأسف أيضا أن هذا طريق طويل
كان من الممكن أن يكون هذا المؤتمر نقطة انطلاق وتقريب لوجهات النظر، واستيعاب الجميع ورسم ملامح المستقبل، لو راعى هذا المؤتمر المعايير العلمية للمؤتمرات الفكرية، وهي الزاوية التي سأعلق عليها منهجيا..
الواقع يقول إنه لو قامت الدول الإسلامية على مجموعة من القيم (تمثل لب الإسلام في وجهة نظري) لكانت تقدمت منذ عقود. فلن يختلف أحد على هذه القيم، مثل الحرية، والعدل، والتكافل الاجتماعي، والديمقراطية، والمساواة، والصدق والأمانة، الاستيعاب
حالة الانسداد التي أوجدتها القيادة الحالية للإخوان على مدار السنوات الست الماضية؛ لن تستمر طويلا بعد الآن، وأن عواقبها ستحدث قبل أن تحدث عواقب انسداد الأنظمة المستبدة
الأوان لقيادة الإخوان الحالية أن تسلم الراية لمن يأخذها بحقها ويقوم بواجبه في رسم خارطة المستقبل، لا من يكون أداة معاونة (من غير قصد) في تدمير الجماعة بالتراخي في مراجعة الماضي وأخذ العظات والعبر..