أشعر بالرضى أنني على مدار السنوات الثلاث أو الأربع الماضية كتبت عن المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية بيرني ساندرز، على صفحات «الأيام» لمرات عدة، باعتباره التعبير الأهم عن التحولات التي جرت وما زالت تجري في مواقف وسياسات الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة.
بكل اطمئنان نستطيع اليوم وصف هذا الرجل ب
يبدو أن الحملة الانتخابية في إسرائيل ستكون «مجنونة» في هذه المرة، ليس فقط من حيث الصخب، وليس في الأشكال ووسائل التعبير، وإنما في المديات التي يمكن أن تصل إليها أيضا.
في الظاهر تبدو الأزمة الإسرائيلية وكأنها تتركّز في صعوبات تشكيل الحكومة الإسرائيلية بعد جولتين انتخابيتين. وتبدو هذه الأزمة وكأنها ـ هذه الأيام ـ الاتهامات التي وجهها المستشار القضائي لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وما استتبع ذلك من جدل (قانوني) حول «دستورية» بقائه في الحلبة السياسية، وبما يتص
أصبح واضحاً الآن، كما كان واضحاً قبل عدة شهور، وكما اتفق معظم المتابعين أن هذه الانتخابات لم تُفضِ إلى مخرج من الاستعصاء الذي عاشته إسرائيل عقب انتخابات نيسان، وفشل نتنياهو في تشكيل الحكومة، وبعد أن أغلق على قائمة «أزرق ـ أبيض» الطريق مجرّد فرصة التكليف.
هذا السؤال قبل عدة شهور فقط لم يكن سوى مجرد سؤال افتراضي، يتم طرحه في التحليل المقارن، وفي منهج عرض المقاربات والسيناريوهات التي تنتمي إلى عوالم الدراسات والأبحاث الأكاديمية الصرفة.
بسهولة ويسر كان يمكن أن يكون عنوان هذه المقالة «آه لو فشلت ورشة المنامة»، أو «ماذا بعد فشل ورشة المنامة؟»، أو «بعد فشل ورشة المنامة ما العمل؟». لكن دعونا نعتبر أن العنوان الأصح، والأقرب إلى الحذر، والأكثر واقعية هو العنوان أعلاه.
لا يفيدنا كثيراً الحديث عن أن الكل في سلّة واحدة، وأن لا فرق، وأن لا أهمية لهذه الانتخابات.
العكس تماماً هو الصحيح. فإن هذه الانتخابات فائقة الأهمية وفائقة المفصلية طالما أننا نتحدث عن مرحلة فرض الحلول المعادية وليس عن مرحلة البحث عن الحل المتوازن.
حرب خاسرة لأميركا إذا عرف الفلسطيني كيف يواجهها موحداً، واذا تخلّى الإيراني عن أطماع لا طائل من ورائها، وإذا ما أعيد ترتيب أوراق هذا الإقليم على قاعدة إلحاق الهزيمة بالمشروع الأميركي.
هزيمة الأنظمة وهزيمة النظام العربي لا يعني انتصار إسرائيل؛ لأن هؤلاء لم يحاربوا، وعندما حاربوا جديا كادت إسرائيل تُهزم هزيمة ساحقة. الانتصار الحقيقي لإسرائيل كان وما زال في منع المواجهة، ومنع المواجهة كان وما زال قرارا للأنظمة والنظام. أما قرار المواجهة، فهو قرار يمكن أن يتحول إلى قرار للشعوب.