صحيح أن إسرائيل تملك قدرات عسكرية وأمنية هائلة، تستند الى كمٍّ هائلٍ من القدرات والكفاءات التكنولوجية، تغريها وتدفعها لخوض مغامرة عسكرية، تهرب بفضلها من مواجهة أزماتها العديدة، المتشعّبة والمتداخلة.
شكّلت حادثة سقوط الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن درّاجته الهوائيّة، يوم الجمعة الماضي، صورة رمزيّة لحالة الإمبراطورية الأمريكية، الآيلة للسقوط عن تفرُّدها على رأس هرم العالم.
حين ينقلب السحر على الساحر، أو، حين ينقلب "المسخ"على صانعه، أو وللتوضيح: حين تنقلب "داعش" على إسرائيل، أو ربّما جناحٌ، أو بعض أجنحة من "داعش" فقط، نرى العَجَب العُجاب.
ليس مفاجئا أن تتصرف أمريكا، إزاء ما تسميه روسيا "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، على النحو الذي نشاهده. فهذه "العملية" الروسية هي الخطوة العملية الأولى في برنامج إزاحة الولايات المتحدة عن موقع التفرد على قمة الهرم العالمي..
واضح تماماً أن الوضع الفلسطيني، وصل دركاً مأساويا. ولا بديل عن ضرورة عكس اتجاهه، وليس مجرد تصويب له فقط. فالتصويب يكون لمعالجة خلل بسيط ما، نتج جرّاء قرار خاطئ. لكن ما نحن فيه ليس مجرّد خلل. إنه سياسة متواصلة الحلقات، وتمادٍ في إلغاء الأهم بين كل المكاسب التي حققها الشعب الفلسطيني بفضل تضحيات شهدائه
احتلت منظمة التحرير الفلسطينية موقعها: «ممثلاً شرعيا وحيداً للشعب العربي الفلسطيني» منذ النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي، في القمّتين العربيّتين في الجزائر وفي الرّباط..
تقول الطرفة المعروفة: سقطت قطعة النقد من يد الطفل البريء وهو عائد في المساء الى بيته، فرجع الى الوراء يبحث عنها تحت عامود الإنارة. ولما سأله والده إن كانت القطعة قد سقطت حيث يبحث، أجابه الطفل بالنفي، ولكنه يبحث عنها حيث يتوفر النور.. حيث يتوفر الضوء الذي ينعكس على سطح القطعة المعدنية، فـ»يفضح» مكانها.
سارعت إسرائيل أمس الأول، (ولا اقول «تسرّعت»)، إلى نفي أي علاقة لها بالانفجار المروِّع في ميناء بيروت، حتى انها سبقت، في نفيها هذا، أي اتهام لها، رسميا أو غير رسمي، بتنفيذه..
يعاني العمل الوطني الفلسطيني، منذ رحيل الزعيم الخالد، ياسر عرفات، قبل خمسة عشر عاما، من حالة ركود لم تشهد الساحة الفلسطينية، منذ النكبة سنة 1948، مثيلا لها (من ناحية طول مدتها على الأقل)..
"العروس جميلة، لكنها متزوجة من رجل آخر". العروس هي فلسطين، والرجل الآخر هو الشعب الفلسطيني. هكذا لخّص الفيلسوف الصهيوني، أشير غرينتسبرغ، (المعروف باسمه الأدبي "إحاد هعام"، الذي يعني "أحدهم")..
لا تختلف قناعات الإسرائيليين حول مقدار ما يعانيه مليونا فلسطيني في قطاع غزة. جميعهم يرون أن الوضع هناك على حافة هاوية «كارثة إنسانية». جميعهم يعرفون أنهم هم (الإسرائيليون) السبب في هذا الوضع، نتيجة استعمارهم.