إذا كان التواجد الأمريكي في سوريا نقطة التقاء موسكو وطهران، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لإسرائيل: بالنسبة للإيرانيين تعتبر إسرائيل العدو الدائم ـ على الأقل على المستوى الرسمي ـ في حين تشكل بالنسبة للروس حليفا دائما وضروريا في ما يتعلق بترتيب مستقبل سوريا..
من الواضح أن الخطوة الأردنية تجاه النظام السوري تحظى بتأييد معظم الدول العربية علنا أو سرا، مستغلين حالة التراخي الأمريكي حيال الانفتاح السياسي والاقتصادي على دمشق، بعدما قررت إدارة بايدن اعتماد استراتيجية الإدارة من الخلف إزاء قضايا الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأزمة السورية..
يرى بعض المفكرين أن ظهور الشمولية يرجع إلى تغيير في التركيبة الفكرية كما حدث في المجتمعات الأوروبية قبيل ظهور الفاشية والنازية، إذ حصلت فيها انزياحات كبيرة قبل ربع قرن من ظهورهما، فقد تغيرت النماذج الاجتماعية، وتشكلت لدى القوى المهيمنة رؤية أخرى للمجتمع تخالف الرؤية الليبرالية التي انتصرت منذ منتصف
أهمية لجوء الفلاسفة إلى فكرة العقد الاجتماعي تكمن في لحظتها التاريخية، حيث كان المجتمع الأوروبي ينتقل تدريجيا من مجتمع مشمول بكونية الدين إلى مجتمع سياسي لا يكون الدين سببا في مشروعيته.
منذ بدء الثورة السورية ومن ثم تحولها إلى أزمة إقليمية ودولية، اعتمد الأردن سياسة الحياد الإيجابي بالنسبة لطرفي الصراع السوري (النظام، المعارضة)، فمن جهة، وقفت المملكة سياسيا مع المعارضة وطالبت بضرورة تنحي الأسد..
دعوة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للرئيس التونسي باحترام الديمقراطية، دعوة عامة لا تحمل إلا معنى واحدا، وهو أن واشنطن قد تقبل بخطوات سعيد إذا ما حققت في النهاية الاستقرار، بغض النظر عما إذا كانت هذه الخطوات منافية لنتائج صناديق الاقتراع أم لا..
ليس معروفا إلى الآن ما إذا كانت التنازلات الأمريكية مجرد صفقة جزئية مع روسيا، تقبل على أثرها واشنطن برفع العقوبات عن بعض المشاريع المتعلقة باحتياجات الناس، مقابل موافقة موسكو على عدم استخدام الفيتو ضد قرار تمديد الآلية الأممية، أم أن التنازلات الأمريكية تأتي ضمن صفقة أكبر من مسألة المعابر؟
الاستراتيجية الأمريكية في سوريا تقوم على استمرار وديمومة الستاتيكو العسكري القائم إلى أجل غير مسمى، كأداة ضغط على النظام السوري وروسيا، من دون أن تمتلك واشنطن أدوات الحل، أو أن يكون لديها الرغبة في امتلاك خارطة طريق للحل السياسي..
لن تكون قمة بايدن-أردوغان قمة إنهاء الخلافات بين الجانبين، فهذه مسألة معقدة وتحتاج إلى حدوث متغيرات عديدة، غير أن رغبة البلدين في الالتقاء ووجود بعض الملفات المتقاطعة، قد يمهد الطريق لإنهاء الخلافات بين الجانبين، وعودة تركيا للعب الدور الكبير..
مع غياب الحزم الدولي، والتراخي الأمريكي لجهة الانفتاح الإقليمي على دمشق، يعمل النظام بهدوء على إحداث خرق في الساحة العربية، باحثا عن الدول التي تريد إنهاء تجربة الثورات العربية وطمسها، وتلك التي تقف في موقف المعادي لتركيا وللإخوان المسلمين..
أن تنجح المقاومة الفلسطينية في غزة بقصف منظومة القبة الحديدية الدفاعية بعدد هائل من الصواريخ وتعطل بعضها، وتحاول قصف منصة تمار للغاز، فهذا أمر جديد في سياق الصراع العسكري غير المتوازن بين إسرائيل وغزة..
أشار ظريف إلى تدخلات القائد السابق لفيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، وأضاف أنه ضحى بالدبلوماسية من أجل العمليات الميدانية للحرس الثوري "ضحيت بالدبلوماسية لصالح ساحة المعركة أكثر مما ضحيت بساحة المعركة لصالح الدبلوماسية"..
بالنسبة للنظام السوري، تشكل الانتخابات عملية مهمة لاستعادة الشرعية، فهو يوجه رسائل لجمهوره في الداخل بأن ثمة تغيرا سياسيا قد طرأ في البلاد ليس بالسهل، فبعد أن كانت الانتخابات تجرى بطريقة الاستفتاء (مرشح واحد)، أصبحت "انتخابات حقيقية" فيها أكثر من مرشح..
إذا ما استمرت إسرائيل في تنفيذ هجماتها ضد إيران في كل مكان، فإن إيران قد تذهب إلى استخدام نفس الآلية بعدما أصبحت محصنة باتفاق مع الفاعلين الدوليين الكبار، وإن كان ذلك يبدو مستبعدا بسبب التفوق الإسرائيلي التقني على المستوى العسكري..
تشير الضغوط الروسية إلى المأزق الذي يواجهه صناع القرار في موسكو لجهة عدم قدرتهم على إحداث اختراقات سياسية أو اقتصادية أو إنسانية، ولذلك تلجأ روسيا بين الفينة والأخرى إلى اللعب في المساحات الضيقة..
يبدو واضحا أن موسكو قبلت بإطلاق مسار ثلاثي مع دولتين تعتبران عدوتين للنظام السوري، وتختلفان اختلافا حادا مع روسيا حيال الحل السياسي، وهو يعني في ما يعنيه أن الروس يبحثون عن تحالفات جانبية مهما كانت، حتى وإن كانت من البوابة الإنسانية..
