لا إسرائيل بحكومتها اليمينية العنصرية الحالية، ولا إدارة ترامب التي تديرها مجموعة من اليمين الصهيوني، ولا أي قوة في العالم قادرة على كسر شوكة الشعب الفلسطيني الذي يتفنن في وسائل النضال ويبتكر الأساليب، من إضراب عام 1936 إلى ثورة الحجارة، إلى مسيرات العودة في قطاع غزة. إلى حركة المقاطعة.
فالأونروا ليست مجرد وكالة خدمات، بل هي الشاهد الدولي على قضية وحق اللاجئين بالعودة، وهي كما ذكر المجلس الوطني الفلسطيني في بيان له، أصبحت العنوان والملاذ وجهة المسؤولية، كما قرر المجتمع الدولي عبر القرار 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949.
صمت السعوديون الجدد ودعاة التطبيع والتحالف مع إسرائيل، وصحفيو بلاط محمد بن سلمان، ولم نعد تسمع لهم صوتا منذ أمد بعد أن أسقط في أيديهم، وسحب بساط القضية الفلسطينية من تحت أرجل ملهمهم وقائدهم، وتلقوا حقا صفعة قرن.
يبدو أن السعوديين الجدد على عجلة من أمرهم وهم مستعدون لبذل الغالي والرخيص من أجل بدء العلاقة وتطويرها بأسرع ما يمكن، مع دولة الاحتلال. إنهم على ما يبدو تواقون لقضاء فصول الصيف على شواطئ نتانيا وقيسارية وأيلات، ويتعالجون في مستشفيات اسرائيل مثل تل هامشمير ليفيدوا «ابناء العمومة» بإنفاق المال عليهم.
يجب ألا تخيفكم الضجة التي تثيرها دولة الاحتلال عبر هؤلاء المطبعين، بقيادة عدد من «السعوديين المتأسرلين والعرب الجدد»، الذين يحاولون إعطاء الانطباع بأنهم يمثلون توجها يكسب زخما، وهم في الحقيقة ليسوا إلا قلة قليلة.
الاعتقاد السائد أن إسرائيل ستخلصهم من «الشيطان الإيراني»، هو أضغاث أحلام، لأن إسرائيل تفعل كل ما تفعله لإقحام هذه الدول، في حرب مع إيران لا تبقي ولا تذر من دون أن تورط نفسها فيها. يجب أن يدركوا أن إسرائيل لن تفرط بنقطة دم يهودي من أجلهم.
جربنا وقوف «الأشقاء» طبعا الأنظمة العربية وليس الشعوب المغلوبة على أمرها، إلى جانبنا على مدى 70 عاما، فماذا كانت النتيجة، فقدان أكثر من ثلاثة أرباع فلسطين بداية، وبعدها بـ19 عاما فقدان البقية الباقية، فهنيئا لإسرائيل حلفاؤها العرب الرسميون، ونبارك لهم شهر عسلهم.
هناك شيء واحد ثابت وواضح يعرفه جيدا المخططون والمتآمرون العرب معهم، وهو أن مؤامراتهم لن تمر مهما حاولوا، وأن الشريك الفلسطيني الذي يبحثون عنه لن يجدوه. ولم يعرف عن الشعب الفلسطيني يوما وعلى مدى قرن من نكبته، أنه قبل بقيادات مفروضة عليه، سواء كان ذلك إبان الانتداب البريطاني أو الاحتلال الإسرائيلي.
المعركة مع العدو وأذنابه وزبانيته هي معركة إرادة، وأثبت الشعب الفلسطيني بالدليل القاطع أن إرادته فولاذية غير قابلة للانكسار وهو يقود معركته مع الاحتلال بإبداعات لم يسبقه إليها شعب، بدأها بالحجارة وطورها إلى السكاكين فعمليات الدهس والمقبل أعظم
لكمات متتالية يسددها الملاكم إلى خصمه، وعندما يشعر بوهن وضعف مقاومته وفقدانه لتوازنه، يسدد إليه الضربة القاضية. وهذه -كما يبدو- هي سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تعامله مع الشعب الفلسطيني.
سؤال حاولت أن أجد له جوابا منطقيا بعيدا عن لصق تهم العمالة والخيانة ولم أفلح. والسؤال يخص «الصحفيين العرب» الذين يزورون إسرائيل بدعوات رسمية، صدقا أتمنى لو أستطيع أن أخترق عقول هؤلاء.
خرجت علينا في الأسبوع ما قبل الماضي صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بخبر مفاده أن وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، التقى في لندن بحسين الآغا وهو من الشخصيات التي كان لها دور في الاتصالات المعلنة وغير المعلنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
نحمد الله ونشكر دونالد ترامب على إعادة الصواب إلى عقولنا وتعريفنا بمن هو عدونا الحقيقي، وما فعله ترامب عمليا هو ما كان يفعله أسلافه من الرؤساء الامريكيين تحت غطاء جهود السلام، شكرا لترامب على فسح المجال لنا لإعادة النظر في سياساتنا الخطأ، والسماح لنا دون إحساس بالخوف بالقول لا لأمريكا.
لولا بعض الكلمات، لفازت قرارات وتوصيات لجنة الصياغة في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في دورته الثامنة والعشرين (القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين) بإجماع المشاركين في الجلسة، وعددهم 82 عضوا من أصل 109.
حقا «اللي استحوا ماتوا»، النظام في البحرين رفع برقع الحياء واختار أن يضع نفسه في مصاف الأعداء، وعلى هذا الأساس لا بد أن يعامل كذلك، هو وغيره من اللاهثين وراء التطبيع، الذين بدأوا يطلون برؤوسهم من جحورهم ويتمادون على الفلسطينيين وقضيتهم بشتى التهم والأكاذيب تبريرا لما هم مقدمون عليه.