?لم تعد الكتابة عن الشرق الاوسط منتجة. معظم ما كتب وقيل، وسيكتب ويقال، لم يعد مثمراً ولا منتجاً لانه اصبح فصلاً جديداً من بكائية وحفلة لطم مملة كل تفاصيلها معروفة التفاصيل.
ببساطة كلية رمى الرئيس ترامب «كرة النار» إلى قلب منطقة الشرق الأوسط، أما هو فسيطل من شرفة البيت الأبيض بسعادة، خصوصا أنه بذلك يقول للأوروبيين ميدانيا: «أروني عجزكم وأنتم الذين تريدون إنشاء جيش أوروبي يحل مكاننا».
تجتهد أوساط "حزب الله" في التعليق على التأخير في تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري، في رفع مسؤولية التأخير عنها بشكل كامل، وإذا كان ذلك من حقها لان المترتبات على التأخير كبيرة، فإن الباقي يبقى مثل حلّ مسألة من الكلمات المتقاطعة.
بعد ثلاثين سنة على آية الله علي خامنئي في الزعامة المطلقة، هل يُقدم على ما يجب القيام به لإنقاذ النظام وإيران عبر الوحدة الوطنية والقبول بدور الإصلاحيين الأساسي..أم أنه يكون «الوليّ الفقيه» الأخير؟
لم يقع قتيل او جريح في المعركة، ويسعى الطرفان الأميركي والايراني الى تجنّب المواجهة حتى في الحروب بالوكالة التي يخوضانها، رغم ذلك سقط الريال الايراني "جريحاً" ويبدو حتى الآن ان إصابته خطيرة جداً وليست سطحية.
من حق العالم خصوصا في الشرق الأوسط أن يحلم بقليل من الهدوء وتخفيف النزاعات رغم أن ذلك يتوقف على تثبيت نظام دولي جديد ما زال في طور التشكل الذي كما خبر العالم يتطلب الكثير من الخسائر البشرية والمادية.
الدور الروسي أصبح واضحا وهو تعميق التنسيق مع طهران وتل أبيب في سوريا، بحيث تحافظ على الإمساك بها ولا تعرض تعاونها الاستراتيجي مع البلدين رغم كل التناقضات. يبقى السؤال: ماذا يغري طهران فعلا للقبول بحل وسط يبعد -على الأقل- شبح المواجهات التي تتضمن احتمال حرب مدمرة للجميع؟
من الصعب جداً معرفة ما حصل في "صلالة" العمانية بين الوزيرين جواد ظريف ويوسف بن علوي. لكن من المؤكد انه جرى تبادل جدي للأفكار والمعلومات سمح للرئيس حسن روحاني بإتمام جولته في سويسرا والنمسا بنجاح نسبي.
ما لم يتم وقف الانهيار الاقتصادي والمالي فان مظاهرة البازار ستتحول الى إعصار يطيح بكل شيء تماما كما حصل في الاتحاد السوفياتي عندما طالب السوفيات النظام بالاهتمام بالداخل فتابع مغامراته بحجة مواجهة الولايات المتحدة الاميركية.
«القيصر» فلاديمير بوتين، استوعب «الرسالة» الأميركية، فاستدعى بشار الأسد إلى سوتشي لإبلاغه ضرورة الطلب من إيران سحب قواتها والعمل على صياغة دستور جديد والاستعداد لانتخابات رئاسية جديدة (غير مضمونة له) قبل انتهاء مدته الرئاسية في العام 2021.
مأساة العراق ليست فقط في التدمير الممنهج الذي وقع عليه وفيه. المأساة الحقيقية، في حصول اجتياحين سياسيين مع وجود عسكري "استشاري" أميركي وإيراني. حتى الآن وربما لسنوات طويلة، سيستمر التنافس بين «المندوبين الساميين» الأميركي والإيراني على النفوذ في السلطة.
في سوريا، لا يمكن لأميركا ومعها أوروبا - وهما لا تريدان أصلاً - الدخول في مواجهة مع روسيا. يمكن التفاهم مع موسكو. العرض موجود لها «ميناء طرطوس وقاعدة حميميم الجوية»، وحصة مهمة من خطط إعادة البناء. موسكو تستطيع التفاوض والتوصل إلى اتفاق.. إيران هي التي ستبقى في «قلب الإعصار» وربما على «خط النار».
بعد 12 أيار سيكون مختلفاً عمّا قبله حكماً. لن تقع حرب بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية في إيران، ولكن من المؤكد أنّ شيئاً ما سيحصل، وسيكون أقل من حرب وأكثر من مواجهة. واشنطن تريد إلغاء الاتفاق النووي، وطهران تهدّد بدورها بإلغائه إذا ما شُطب منه بند واحد فكيف بالاتفاق؟
أبعد من ذلك، إنَّ إيران لا يمكنها إلا العمل لتفادي حرب واسعة والاكتفاء بعمليات محدودة، لأنها «ترقص» في الداخل على وقع خلافات مُعلنة، إلى درجة أن المرشد خامنئي أصبح مضطراً للطلب من أجهزة الاستخبارات الإيرانية «النأي بنفسها عن الانقسامات الداخلية». وذلك بعد أن أصبح التنافس بين مختلف الأجهزة علنياً.
طهران تعاني من الانقسامات داخل القيادة على وقع خلافة المرشد، تماماً كما كان يحصل في الكرملين على وقع خلافة ليونيد بريجنيف. وإذا كان النظام الشيوعي حينها قادراً على إخفاء قلقه من نتائج «الحرب الباردة» فإن طهران لم تعد قادرة على إخفاء قلقها من المواجهة حتى ولو بقيت سياسية مع واشنطن.