المعركة الكبرى القادمة هي اقتصادية، ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد الالتفاف على أي مبادرة روسية، لذلك يلاحق الآخرين، خصوصا الصين بالعقوبات، ويستعدّ لشنّ مواجهات واسعة عبر الرسوم والضرائب حتى ولو طالت حلفاءه الأوروبيين.
لماذا سمحت موسكو التي تُمسك بالأرض والفضاء وحتى القرار، لسوريا بإطلاق الصواريخ المضادة؟ من المستحيل أن لا تعلم موسكو بالقرار السوري، خصوصاً أن إسرائيل قامت بحوالى 115 غارة على سوريا سواء كانت الأهداف سورية أو إيرانية أو حتى لـ«حزب الله».
الرئيس حسن روحاني عاد الى الينابيع الاولى للإمام الخميني، "فهدد النظام وضمناً خامنئي بمصير الشاه ان لم يسمعوا ما يريده الشعب الايراني"..التغيير قادم بهدوء او بالانتفاضة..القرار اصبح عند المرشد خامنئي.
«الحرس الثوري» هو القبضة الحديدية للمشروع الخامنئي الذي رفضه وزير خارجية فرنسا بقوله: «لا للوجود الإيراني، ولا للرغبة الإيرانية في إقامة محور من البحر المتوسط إلى طهران». قادة الحرس يتحركون وهم يأخذون في حساباتهم أن «الغدر الروسي» بهم قائم.
لا شك أنّ الدعم الفرنسي الكبير للبنان، تحقّق بالاتفاق مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية في وضعه تحت «خيمة» تقيه من «نار» موجات الأعمال الإرهابية الضخمة المبرمجة، وتحول دون حصول عمليات تهجير واسعة،
استقلال «كردستان» العراق، يفتح الأبواب أمام أكراد تركيا وإيران وسوريا للمطالبة والعمل السياسي والمسلّح لنيل ما ناله أخوتهم أكراد العراق من الاستقلال، وكل ذلك على طريق قيام «كردستان الكبرى». الأكراد في الأساس شعب وقومية، ظلموا بسبب تمزيقهم من ثلاث دول كبيرة في المنطقة.
إسرائيل بعد أن «دعمت نظام الأسد طوال سنوات الحرب لم تعد تريد حكما مركزيا في دمشق»، لا بل ستمنع نشوءه؛ وما ذلك سوى لأنّ سوريا ذات الحكم المركزي ستكون «موجّهة من إيران». باختصار أكثر تصل المبالغة الإسرائيلية إلى حدِّ القول «إنّ سوريا ستصبح دولة تحت الوصاية الإيرانية».
«الجمهورية الإسلامية في إيران» تقف حاليا على مفترق طرق، لا يمكن حتى لمَن يريد أن يكون «راسم المسارات»، مثل الجنرال قاسم سليماني، أن يحسم الخيارات، طالما أن النظام قائم وهو يعمل على قاعدة احترام «موازين القوى».
ضمنت إسرائيل أمنها، وبموافقة إيرانية ضمنية وباتفاق روسي أميركي – إسرائيلي بإقامة شريط حدودي بعرض أربعين كلم في جنوب سوريا (الجولان)، وهي بعد أن حققت ذلك، أوفدت إلى واشنطن وفداً أمنياً وعسكرياً رفيع المستوى ليعرض على واشنطن ضرورة إخراج إيران و«حزب الله» من سوريا.
سوريا والعراق، اللذان عرفناهما وعايشناهما، انتهيا. لا سوريا ستبقى سوريا، ولا العراق سيكون العراق. بعد مئة عام على معاهدة سايكس- بيكو، تغّير كل شيء. الأرجح أن دولاً أخرى من ضمن وخارج سايكس- بيكو لن تبقى كما كانت، ولن تكون كما كانت.
فوز حسن روحاني و«جبهة الأمل» في مواجهة المتشدّدين، مهم وضروري لإيران، وهو ملحّ جداً لإخراج المنطقة كلها من عملية الاستنزاف الطويلة والخاسرة للجميع من إيران إلى سوريا والعراق واليمن. جزء أساسي ومهم في تغيير المعادلات في الجمهورية الإسلامية في إيران بيد المرشد آية الله علي خامنئي فهل يقدم على ذلك؟
مساحات المواجهة واسعة جداً أمام إيران وهي تمتد من باب المندب على الشواطئ اليمنية الى الجنوب اللبناني وصولاً الى «أرض النار» في سوريا مروراً بالعراق حيث كل المبادرات ممكنة خصوصاً وأن للأميركيين حالياً في العراق حسب التقديرات الروسية – الأميركية سبعة آلاف جندي يُضاف إليهم ألف جندي في سوريا.
الرئيس حسن روحاني -2، لن يلغي «الحرس» ولن يناكفه ولن يُضعفه عسكريا. لكن لا بدّ أنّه سيُكمل وبوتيرة أسرع ما بدأه بصمت ووراء الجدران في إعادة «الحرس» الى الثكنات مع كل واجبات الاحترام والاهتمام.
حتى الآن يبدو الرئيس ترامب وكأنه على عداء مُستحكم مع إيران. لن يصل هذا العداء إلى درجة شنّ الحرب الشاملة إلاّ في حال وقوع حدث يكسر كل الخطوط الحمراء. ولكن الرسالة واضحة: على إيران أن تبقى قوية داخل حدودها الجغرافية.
إيمانويل ماكرون وصف نفسه بأنّه «محارب ومقاتل» وأنّه «ليس رجل ندم وأسف». جاء من القطاع المصرفي الى الإدارة في الإليزيه ليصبح خلال عامين وزيراً للاقتصاد ثم مرشحاً للرئاسة. عام 2016 كان شبه مجهول حتى أطلق حركته الى الأمام فانضمّ إليه حوالى مائتي ألف مناصر معظمهم من الشباب.