الباحثون عن الاصطفاف، الحالمون بالاعتذار، والاعتراف، والنافخون في نيران الخلاف، هؤلاء أجهضوا حلم 25 يناير.
حتى تُهدم أصنام الثورة، هذه إجابة السؤال كيف يمكن تصحيح المسار؟
تتشابه الأنظمة المتعاقبة في فشلها، حيث لا تفرقة واعية بين الفقر، والحاجة، بين الستر، والقهر، بين التأفف، والتعفف، نفس المعطيات التي يريدون معها بمنتهى اللامنطق، نتائج مختلفة، لم يطرح أحدهم تساؤلًا عالقة إجابته منذ عقود: كيف يأتي استقرار مع سياسات الإفقار؟، ومتى نجت حكومات الجباية، من شؤم النهاية؟
دلالة الفستان الأبيض لها وحدها، حيث يتسق في لحظة فارقة، نقاء الثوب، والقلب، فيتبلور بهما، مشهد مقسوم على ملمحين، "أمنية" اللقاء المؤجل، و حلم "الفرحة" العالق في قلب "عمر عبد المقصود".
من يملك إعلاما، وصحفا، ودولة مستقرة، ليس له أن ينشغل بـ"نوستالجيا" افتراضية لـ"مريدي يناير"، فقط عليه أن ينشغل بالأزمات الواقعية، حتى تبدو ذكرى الثورة مجرد ملهاة بائسة- حسبما يريد نوّاب 2016 !
لأن طفلة بريئة تستقبل عاما جديدا من طفولتها، وهي معلقة بين سؤالين حائرين: أين أبي؟ ومتى سيعود؟ وآخرون يفقدون براءتهم تدريجيا تحت وطأة هذا النوع من التساؤلات، دون إجابة واضحة.. هنا يمكننا تكرار السؤال الرئاسي: لماذا تدعو مجموعة لثورة جديدة في 25 يناير؟
الذين يصرون على وضعنا دائما في مواجهة مع الضمير، بأي طريقة يمكننا الاختيار بين الموت، والموت، فكروا معنا في حل عملي لإغماض عين عن مأساة، أو صرفها إلى اللامبالاة، بشرط ألا تسقط آدميتنا، أو تتمرّغ مشاعرنا في وحل الانتقاء!