غازي دحمان يكتب: هل يعتقد أردوغان أن دمشق والقاهرة في هذه المرحلة لديهما الاستعداد للانخراط بمحور يعادي إسرائيل وأمريكا، حتى لو فعلا وصل التهديد الإسرائيلي لمستوى خطر على أمنهما؟ ثم إذا كان لا بد من التحرك، وهو أمر فرضي إلى حد بعيد، فهل يكون ذلك بالتعاون مع تركيا؟ وإلى أي مدى تبدو أنقرة بالأصل مستعدة للانخراط بوضعية معادية لإسرائيل في المنطقة؟
غازي دحمان يكتب: منذ أكثر من عقد تتصارع على جثث الفلسطينيين سرديتا المقاومة والتطبيع، وقد أنتج كل منهما مقاربات غير منطقية، فالأولى تنادي بتحرير فلسطين باللحم الحي لشعبها، دون تقديم الدعم الفعلي والحقيقي.
غازي دحمان يكتب: من قال إن إيران لا تتمنى لو أن يأتي الصباح بخبر التوصل إلى هدنة في غزة لتقول إنها حصلت على حقها ولم تعد معنية بالرد، وتتخلص بالتالي من كابوس الرد وتداعياته المحتملة وما قد يجره عليها من تورط في حرب لا تريدها؟
غازي دحمان يكتب: تفيد التجربة التاريخية في المنطقة، أن الأحداث وحدها، ومهما كانت نتائجها، لا تؤثر بأنماط التفاعلات الجارية، وهي بالأصل تفاعلات ضعيفة نظرا للارتباط التبعي للمنطقة بالخارج الدولي، الذي يملك القرار على المستوى الاستراتيجي، ويترك للفاعلين الإقليميين التصرف بمسائل تفصيلية ذات أثر محدود في البيئة الإقليمية
غازي دحمان يكتب: رغم انخفاض وتيرة الحرب لم يتغير نظام الأسد ولم يغير مواقفه، يريد أن يبقي على الوضع الديمغرافي الحالي وهو وضع يعتقد أنه مناسب جدا له، حيث عدد السنة ليس كبيرا وهناك قدرة على السيطرة عليهم ولا يريد عودتهم لأنه يعتبرهم أحد أشد مصادر الخطورة عليه
غازي دحمان يكتب: من المؤكد أن العديد من الدول العربية تتمنى لو أن الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين تتلقى هزيمة ساحقة وتبتعد نهائيا عن مضمار السياسة، خاصة أنها في التقديرات العربية ،الخصم الأساسي للأنظمة الرسمية ومصدر التهديد الأكثر خطورة والبديل المحتمل لتولي السلطة، وهذا الأمر ينطبق على الموقف من حماس وغيرها من الفصائل الإسلامية، لكن بالمقابل فإن الخطط الأمريكية والإسرائيلية تذهب بعيدا.
غازي دحمان يكتب: ماذا سيترتب على هذه الحرب في حال اندلاعها؟ وما التحولات التي ستصنعها في المشهد العام للمنطقة؟ يتوقف الأمر إلى حد بعيد على طبيعة الحرب وحدودها والمدى الذي ستصل إليه، فهل ستكون استكمالا للتراشق الحالي لكن ضمن كثافة نيرانية أعلى، أم أنها ستشمل نطاقا واسعا من الأراضي وضرب أهداف استراتيجية على مستوى عال من الأهمية والخطورة؟
غازي دحمان يكتب: إدارة هذه الاستراتيجية ستتأثر إلى حد بعيد، إذ تنبغي ملاحظة أن رئيسي وعبد اللهيان كان لهما أسلوبهما الخاص في إدارة ملفات السياسة الخارجية، وخاصة في المنطقة العربية، وقد بدا تأثيرهما واضحا من خلال إدارتهما لمرحلة الحرب الإسرائيلية على غزة سياسيا ودبلوماسيا، وإدارة العلاقات مع دول المنطقة من مصر إلى السعودية وتركيا
غازي دحمان يكتب: يندمج اليوم التالي الموعود في الذهنيات التي تسعى إلى رسمه مع رهانات وطموحات وتقديرات أصحابها، بغض النظر عن مدى دقتها وواقعتها؛ فبعضهم يراه بمثابة نقلة نوعية، ليس فيما يخص السياسات وتغير أدوار الفاعلين وحسب، بل حتى على مستوى منظومات القيم والأفكار والفئات التي ستكون في مركز الفعل والتأثير وصنع توجهات المنطقة في العقود القادمة
غازي دحمان يكتب: سيكون الخيار الأفضل لكليهما عودة اللعب في الساحة السورية، هناك حيث المخاطر منخفضة بالنسبة لإسرائيل، شريطة ألا تكرر خطأ ضربة القنصلية، باستثناء ذلك، لا شيء سيستدعي ردا إيرانيا، والسبب أن إيران، التي تسيطر على كامل الجغرافيا السورية، أسست سلسلة من المواقع والقواعد مشغولة بالأصل بامتصاص الضربات الإسرائيلية، وإشغال إسرائيل عن العمق الإيراني وعن حزب الله في لبنان.
حصلت على مدار الأشهر الستة الماضية، تطورات خطيرة على الصعيد العربي، ساهمت الحرب في غزة على التعتيم عليها، وبعض هذه التطورات يتجهز للتعبير عن نفسه على شكل مسارات وخطوط تحكم المشهد العربي في المرحلة المقبلة، وسيكون لها تداعيات جيوسياسية بعيدة المدى.
غازي دحمان يكتب: لو أن السياسة الأمريكية المؤيدة بالمطلق لإسرائيل لاقت مواجهة فعلية من قبل الطرف الآخر جعلت واشنطن تدفع تكاليف كبيرة ثمن هذه السياسات، هل ستستمر أمريكا بها؟ هذا يعني أن العالمين العربي والإسلامي مسؤولان بدرجة كبيرة عن انزياح السياسات الأمريكية إلى اللاعقلانية والمنطق، حيث تجد أمريكا نفسها مرتاحة
غازي دحمان يكتب: ديبورا وبوشنل، نمطان جديدان من موجة بدأت بالظهور، صحيح أنه عبر التاريخ كان هناك تعاطف مع فلسطين وقضيتها، وخاصة في أوساط اليسار العالمي، لكن الفارق هذه المرة أن هذا التعاطف ليس مؤدلجا ولا مسيسا أو صادرا عن نخب بعينها، بل عن شرائح في الغالب كانت مغيّبة، أو في أحسن الأحوال خارج نطاق الاهتمام بالقضايا العالمية. وميزة هده الأنماط الجديدة من المتعاطفين، تتمثل بابتداعهم طرائق وأساليب ملفتة ومؤثرة للتعبير عن تعاطفهم.
غازي دحمان يكتب: بدا واضحا منذ بداية الحرب أن نخبة المتطرفين الإسرائيليين تملك ذهنية أيديولوجية منحطة، ومنفصلة تماما عن وقائع هذا العصر والمتغيرات الهائلة الجارية على سطح العالم، وهي تحلم بتحقيق رؤى وتطلعات الآباء المؤسسين للصهيونية، والذين -وللمفارقة- عقلنت الوقائع وإدراك محدودية القدرة جزءا منهم وجعلتهم أكثر واقعية وقابلية
غازي دحمان يكتب: كشفت تطورات الصراع على جبهة جنوب لبنان، منذ أربع شهور، أن هذا الصراع لا تؤطره استراتيجية واضحة، وأن أحداثه تدور بدرجة كبيرة وفق مبدأ الفعل ورد الفعل ضمن مساحات محددة وفي إطار قواعد اشتباك متفق عليها ضمنا، ليس بين إسرائيل وحزب الله فقط، ولكنها مرعية إلى حد كبير من قبل أطراف إقليمية ودولية