لاشك أن التطورات الحاصلة باطراد في كل من العراق وسوريا، وبعض جيوب تواجد أقدام "تنظيم الدولة الإسلامية" وأخواتها، قد تُعيد الأمل إلى إمكانية استمرار الحياة
إن واقعنا في التصنيف العالمي يُسائلنا باستمرار، ويدعونا إلى التفكير والعمل جديا في رفع اليد عن جامعتنا، بصيانة أدوارها الحقيقية ورسائلها النبيلة في إعلاء مكانة العقل والاجتهاد، والنأي عن مرض الإساءة إلى أصحابها.
يكثُر التساؤلُ عن العلاقة بين "الثقافة" و"السلطة"، أو بين صُناع الفكر والرأي وصُناع القرار السياسي، ويزداد الحديثُ حدةً حول هذه القضية في البيئات الموسومة بالتعقيد
ظل العنوان الأبرز للأزمة الليبية منذ سقوط النظام عام 2012 متمحوراً حول إعادة بناء شرعية الدولة والسلطة. فعلى الرغم من المحاولات الداخلية والجهود الدولية، عَز على الليبيين التوافق بشكل واسع ونهائي حول من يتولى قيادة بلادهم خلال المرحلة الجديدة، بل ما حصل بشكل لافت انقسام ليبيا على نفسها بين شرق وغرب
كشفت الأزمة المُستجدّة في منطقة الخليج العربي وجود رؤى مختلفة، وآليات متباينة، للتعاطي مع أسبابها، وسُبل تجاوزها. بل كان كافيا مرور شهرين على اندلاعها للتمييز بين خطابين متناقضين حول مُسوغات الأزمة والشروط والحلول المطروحة في شأنها..
إن الخوف كل الخوف مما يحصل في الخليج أن تنتهي الفكرة الخليجية، وتموت مؤسساتها، وتتلاشى طموحات مجتمعاتهاـ في أن يبقى الفضاء الخليج المشترك، على نقائصه وعلله، إطارا للجميع..
تتأكد يوما عن يوم، ولو بشكل أولي ، توقعات عدد من المراقبين لما يجري في المنطقة المغاربية ، وما ينتظرها مستقبلا، من أنها ستكون دائرةَ توترات وقلاقل في قادم السنين، وأن كبوةَ الإصلاحات التي ألمَّت بمشاريعها، وتزايد الفجوات الاجتماعية، كلُّها عوامل ستُذكي فتيلَ الاحتجاج الاجتماعي، وقد تدفع به إلى ما لا يُعار الانتباه إليه الآن، أو ما قد لا يُحسن تقديرُه من قبل النخب القائدة وصُناع السياسات. ففي كل من المغرب والجزائر وتونس ثمة ما يجمع هذه البلدان الثلاثة ويُعرِّضُها لهزات اجتماعية، على الرغم من اختلاف السياقات الوطنية، وتباين درجات الإصلاحات في نظمها السياسية والاقتصادية.ففي المغرب هناك نفَس اصلاحي، يكاد يكون مستمراً وبدون انقطاع منذ ثمانينيات القرن الماضي وتحديدا منذ عُشريته الأخيرة، وقد تزايدت وتيرتُه خلال الألفية الجديدة، ومع ذلك لم يكن في مقدرته ردم الفجوات العميقة الناجمة عن عقود من التنمية غير المتوازنة ولا العادلة. والأمر نفسه حاصل في تونس، التي وسمها الرئيس الفرنسي الأسبق " جاك شيراك" ب " المعجزة التونسية"Miracle Tunisien ، وقد لاحظ العالم كيف كشف الحراك الاجتماعي عن اختلالات فظيعة في المجتمع التونسي كانت أصلا سبباً في سقوط النظام) 14 يناير/كانون الثاني2011 (، وانطلاق دينامية الانتقال الديمقراطي. أما في الجزائر، فقد كان مجتمعُها سبَّاقا إلى إدانة الظلم الاجتماعي، والمطالبة برفع سقف الحريات منذ خريف 1988، ومرورا بما سُمي لدى الجزائريين " العُشرية السوداء"، في إشارة إلى أزمة تسعينيات القرن الماضي. نحن إذن أمام بلدان مُوحَّدة، رغم اختلافاتها، في وجود فجوات اجتماعية عزَّ على السياسات الوطنية في مجال التنمية ردمها وتجاوزها إيجابيا، بما يسمح للمجتمعات في هذه البلدان بالشعور بالأمان، والتكافؤ، وتقاسم الخيرات والثروات.
يمكن للرئيس "ماكرون" وحركته "الجمهورية إلى الأمام"، أن يقودا فرنسا نحو ميلاد الجمهورية السادسة، أولا عبر الممارسة السياسية التي سيتم الشروع في مراكمتها من موقع مؤسسة الرئاسة والأغلبية البرلمانية المريحة، والتي ستقود ثانيا إلى وضع دستور جديد..
اختار المغاربيون الوسطية في الفهم والتفاعل مع خلاف بعض دول الخليج العربي، وهو اختيار في الواقع أقرب إلى العقل والحكم منه إلى اعتبار آخر، أما صوابه من عدمه فالقادم من الأيام سيحكم على ذلك..
يصعب التكهن بما سيحدث في المستقبل، كما يكون عصياً استشراف مآلات الوعود والتوافقات المتبادلة بين قادة الدول العربية والإسلامية والقيادة الأمريكية في قمم الرياض، لأسباب موضوعية هي أن العلاقة بين الطرفين الرئيسيين في المفاوضات غير متكافئة، ومختلة لصالح الطرف الأمريكي.
الديمقراطية ثقافة ومنهج، أي قيم وآليات، وأن العلاقة بين العنصرين تلازمية ومضطردة، ولا انفصال بينهما. فالآلية بدون وعاء ثقافي يعطيها روحا ومضمونا لا تُنتج ديمقراطية مهما كانت أهميتها وفعاليتها..
انتخبت فرنسا أصغر رئيس في تاريخها السياسي، والثامن في قائمة رؤساء الجمهورية الخامسة (1958)، فحتى نابليون الذي كان يُشار لصغر سنه يكبر الرئيس المنتخب " إيماتنويل ماكرون" بسنه الـ(40). أما عالميا، فيعتبر رئيس فرنسا الجديد رابع أصغر رئيس بعد كل من رئيس كوريا الشمالية (34 سنة)، وأمير قطر (36)، وملك " ال
في كل الأحوال يتطلب تزايد الغضب في البلاد التونسية تكاتف الجهود، وبدرجة أساسية على الصعيد الداخلي، من أجل تقليص الفجوة المجالية والاجتماعية في مدن الجنوب وحواضرها الكبرى.