إن المجتمع الإسلامي الحقيقي مجتمع راق؛ يبنغي علينا إعادة بنائه والتفكير في طرح نمط للسلطة يتجاوز الاحتكار لها سواء كان احتكارا استبداديا أم ديمقراطيا، وعلينا النظر إلى التراث الضخم وإعادة تركيبه وبنائه..
الأخ الأكبر.. المصطلح الأشهر في رواية جورج أوريل المعنونة 1984، فهي صورة متكاملة للاستبداد المطلق، فهناك الأخ الأكبر الذي يعرف كل شيء، ويتابع الجميع، ويغير الثقافة والتاريخ بل واللغة، ليتحكم بشكل كامل في أنفاس الناس، وحتى في أفكارهم.
في إحدى العلامات الممتعة في السينما المصرية قدم عاطف الطيب لوحة فنية راقية في فيلمه "سواق الأتوبيس"، رصد فيه بعمق تحولات الشخصية المصرية في السبعينيات..
أصبح الكثير ممن يستمعون إلى كلمة اصطفاف يتحسسون مسدساتهم؛ فهم يعتبرونه سبابا شخصيا لهم؛ كما أن هناك الكثير أيضا لا يجدون حلا ولا أملا إلا في جمل وأفعال تحتوي هذا المصطلح الذي تمزق بين الرافعين له إلى مستوى الحل الوحيد للأزمة المصرية وصولا للخافضين له إلى أنه تخل كامل عن الثورة.
في دراسة قيمة للأستاذ أكرم ألفي صدرت في مارس 2015 عن مركز دراسات أحوال مصر تتبع فيها نسب التصويت من إجمالي عدد من يحق لهم المشاركة السياسية؛ وجد الكاتب ثبات معدل التصويت حول 20% باستثناء الانتخابات التي شابها تزوير فاضح في 87و 90 و95.
في 8 أيار/ مايو 1945 وقع الألمان وثيقة الاستسلام أمام القائد الأعلى لقوات التحالف وأمام قائد القوات الروسية في مدينة ريمنز الفرنسية. وفي السادس من آب/ أغسطس من العام ذاته، أُلقِيت القنبلة الذرية الأولى على اليابان مما أدى في النهاية إلى استسلامها الغير مشروط في 2 أيلول/ سبتمبر من العام ذاته.
الحديث مليء بالشجون ولكنه ضروري وسط مئات الأكاذيب التي أصبحت كالحقائق التي لا يأتيها الباطل؛ و أحد أهم تلك الأكاذيب الهائلة هي أن مصر حاربت من أجل فلسطين.
من أكثر الردود استفزازا من الكتلة الأكثر تنظيما في المجتمع المصري عندما تطالبهم قوي الثورة السائلة بالتحرك لإنقاذ مصر من الكارثة التي حلت بها، قولهم إن الأرض مفتوحة للجميع، فمن يريد أن يفعل شيئا فليتحرك، نحن فعلنا الكثير وما زلنا نقاوم.
تعرَّض العقل الجمعي للتيار الإسلامي لأشكال متعددة من الغزو؛ واستطاعت تلك الموجات المتتابعة من إحداث تغيير جذري في أولوياته ومقدماته، وأصبحت الكثير من المسلمات التي يؤمن بها ويعتبرها غير قابلة للنقاش تحمل الكثير من الحيود عن الأصول التي استقر عليها الفكر الإسلامي.
يقول الأستاذ مالك بن نبي " ينبغي أن ندرك أن التطور الثقافي في العالم الإسلامي يمر بمرحلة خطيرة، إذ تتلقى النهضة الإسلامية أفكارها واتجاهاتها الفنية عن الثقافة الغربية وخاصة عن طريق مصر. هذه الأفكار الفنية لا تقتصر على أشياء الحياة الفكرية الجديدة التي يتعود عليها الشباب المسلم شيئا فشيئا.
جرت في الأرض المصرية مياه كثيرة ودماء أكثر في الأعوام السابقة وتهدمت أعمدة تابوهات كانت تحتل العقل المصري في قطاع ليس بالقليل في المجتمع؛ وبدأت الأساطير المؤسسة للدولة المصرية في الانهيار.
عندما تجد المدرعات تلقي الزهور والطائرات ترسم القلوب فأنت في انقلاب عسكري مهما كان حجم الجماهير في الشارع ومهما كان عدد الشهداء؛ وعندما تطلق المدرعات الرصاص أو علي الأقل لا تراها فأنت في ثورة. فلا تنخدعوا بكود 2005 ففيه سم قاتل.
السجون في مصر الآن هي إحدى أدوات تدمير المجتمع وهو وسيلة "قانونية" للاختفاء القسري ولا يقوم فقط النظام صاحب السلطة بحجب معارضيه في السجون ولكنه ينزع منهم ببطء حق الحياة.
المحاولات الفاشلة قد تكون إحدى خطوات النجاح، ولكن عندما نستطيع الخروج من المقدمات الفكرية الخاطئة وبناء نسق فكري صحيح من التاريخ والواقع معا حتى لا نبقى في مسارات التيه أكثر من ذلك..