إن الابتعاد قليلا عن النمط الثابت لمحددات الصراع في الأمة الذي فرضته علينا المائة عام السابقة ليس سهلا، ولكننا لن نحقق نجاحا إذا ما قبلنا بالحصار المفروض علينا لأنه حصار يضعك في خانة محددة وتصبح كل طاقاتك مهما كانت كبيرة حبيسة..
عندما غزت فرنسا مصر في نهابات القرن الثامن عشر، وجدت مقاومة عنيفة من المصريين فور سقوط القوات النظامية المملوكية، كما نجحت المقاومة المصرية في دحر العدوان الإنجليزي في 1807.
يرتبط شهر رمضان في ذهن الكثير من الناس ارتباطا مضللا بالانتصارات الحاسمة فقط في تاريخ الأمة؛ ولا جدال أن الانتصارات التاريخية للأمم هي أحد أهم عوامل فخرها وعزها؛ وينبغي علينا الاعتزاز بها..
قال نيتشه في كتابه هكذا تكلم زرادشت "صادف زرادشت وهو يهبط إلى أسفل الجبل شيخا ناسكا أخذ يحدثه عن الله، فتعجب زرادشت في نفسه كيف أن هذا الناسك لم يسمع وهو في غابته أن الله قد مات وماتت معه جميع الآلهة".
في السنوات الثلاث الماضية شاءت الأقدار أن يمر علي مصر ثلاث رؤساء للجمهورية؛ الدكتور محمد مرسي الرئيس الوحيد الحقيقي لمصر؛ والسيد عدلي منصور الذي اصبح مادة دسمة للتندر من اليوم الأول لوجوده وتحول إلي نموذج مثالي لماريونت في يد السلطة؛ ثم بعد ذلك جاء ممثل أصحاب السلطة والثروة من الطبقة الحاكمة في مصر وهو عار مصر الخالد السيسي.
يعرف ابن منظور في لسان العرب الوطن: المنزل تقيم فيه، وهو موطن الإنسان، ومحله، واصطلاحا في معجم المصطلحات السياسية الدولية؛ الوطن هو البلد الذي تسكنه أمة يشعر المرء بارتباطه بها، وانتهائه إليها..
لم يكن العالم يوما مكانا عادلا، فقد امتلأ بالفقر وبحور الدم والحروب المدمرة والصراعات الدموية التي أودت بحياة مئات الملايين من البشر، ولكن حاولت البشرية على مر العصور الاقتراب من العدالة، ربما فشلت في معظم محاولاتها إلا أن هناك دائما مجموعة من الرسل والمفكرين الذين حاولوا انتشال البشرية.
يقول الفيلسوف الكبير علي عزت بيجوفيتش: "ليست الصلاة مجرّد تعبير عن موقف الإسلام من العالم، إنما هي أيضا انعكاس للطريقة التي يريد الإسلام بها تنظيم هذا العالم".
تتابعت أحداث مأساوية في تاريخ مصر على مدى مئات السنين؛ ربما تكون المأساة أكثر عمرا من ذلك ولكن تجمعت كل آثارها في تلك السنوات الستين الأخيرة. إنها السنوات العجاف التي قُتِلت فيها مصر مع سبق الإصرار والترصد..
قال الأستاذ محمد جلال كشك في كتابه "ودخلت الخيل الأزهر" إن الفرنسسين وهم طليعة الاستعمار الغربي تأكدوا من استحالة غزو مصر في وجود كيان كالأزهر الذي كان روح الأمة وقلبها النابض..