كان الأزهر ـ ولا يزال ـ في معظم مراحله صاحب موقف تاريخي، وبخاصة مع القضية الفلسطينية، سواء بالبيانات التي تقف إلى جانب المقاومة، والتنديد بما يقوم به العدوان الصهيوني من اعتداءات، وتجاوزات، أو بالفتوى بوجوب دعم كل جهود المقاومة المختلفة، ماديا ومعنويا.
لم أتشرف بلقاء أسامة رحمه الله، ولكني تشرفت بلقاء والده العالم الكبير، الدكتور شفيع السيد، أستاذ الأدب والنقد بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، والذي كان حديثه في محاضراته لا يمل، يأسرك بحديثه العذب الذي يبدأ من أول المحاضرة لنهايتها بالعربية الفصحى..
من الظلم للقرضاوي وموسوعته (فقه الزكاة) أن نشير إلى مواضع التجديد، أو مواضع الإبداع الفقهي، فلا يمكن لمقال مختصر أن يتسع لذلك، ولو مجرد ذكر العناوين، فالكتاب ناطق وشاهد بغزارة علمه، وتمكنه وتضلعه من الفقه الإسلامي بمدارسه الفقهية المختلفة...
إذا كان المبدأ التربوي الديني في الإخوان في طلب المنصب الدعوي هو: لا نوليها من طلبها، أي القيادة، فالأولى أن لا نولي من استبد وتمسك بها، فهناك وجاهة شرعية لمن يطلبها، لوجود أدلة تجيز ذلك، لكنه لا توجد أي أدلة للاستبداد والتمسك بها، بعد انتهاء مدة المسؤول،
لا يوجد رسول أو عظيم على وجه الأرض نال ما ناله محمد صلى الله عليه وسلم من الاهتمام، كتابة، وتوثيقا، وتحقيقا، من المحبين والكارهين على حد سواء، وقد تنوعت طرق الكتابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سيرته، سواء في الجانب السياسي، أم النفسي، أو في ضوء الفلسفة، أو في ضوء التاريخ، وغيره..
لقد حاول العسكر على مدار تاريخ حكم مصر السطو على الأوقاف، بدأت بعهد الظاهر بيبرس، ولكن وقف له الإمام النووي بالمرصاد، ثم بدأ ذلك محمد علي باشا، ثم جاء حكم العسكر في تموز (يوليو) 1952م ولا يزال يمارس في كل مراحله السطو والتدمير للوقف في مصر،
قليل من يلقي خلف ظهره اتهامات هؤلاء المزايدين، أو الجهال، ويستمر في مسيرته العلمية لا يبالي بمن يرضى أو يسخط، رأينا هذا النموذج في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قديما في فتاواه عن الطلاق وغيره، والتي جلبت عليه سخط الحكام..
ليس أمام الإخوان الآن ولا يملكون سوى ملف واحد، هو المصالحة الداخلية، وقتها فقط يمكن لأي قيادة فيها أن تتحدث عن أي مصالحة مع النظام في مصر، أو مع أي حليف بالأصل، فهذا الضعف الذي تعيشه الجماعة الآن، أفقدها كل علاقاتها، سواء مع حلفائها، أو مع أنصارها أنفسهم من أفرادها.
علم اجتماع الفتوى تبدأ أصوله من فتاوى النبي صلى الله عليه وسلم، فالمتأمل لها يجده يراعي هذا الأمر، وإلمامه بالجانب المجتمعي في الفتوى، سواء كانت لفرد أم لمجتمع، نجد ذلك في نماذج واضحة للمتأمل..
كانت كتب الغزالي الأولى تتناول قضايا الاستبداد، والفقر، والتخلف الذي سببه الأول: حكام مستبدون جهلة، فكتب: الإسلام والأوضاع الاقتصادية، والإسلام والمناهج الاشتراكية، والإسلام المفترى عليه بين الشيوعيين والرأسماليين، والإسلام والاستبداد السياسي..
من أبرز وأهم ما يتميز به البشري هو: نقده الدائم لذاته وفكره ومسيرته، فالمتتبع لكتابات البشري يلمح ذلك، فمن أوائل كتبه كتابه الشهير (الحركة السياسية في مصر)، وهو كتاب استغرق منه خمس سنوات حتى أنهاه، تناول فيه تاريخ الحركة السياسية في مصر بين عامي 1945 و1953م..
منذ انطلاق الإخوان المسلمين في مصر، وبخاصة بعد نزوح البنا إلى القاهرة من الإسماعيلية، وبداية نشاطه، والأقلام والأجهزة ترصد، وتكتب، وتناقش، حتى عند غياب الإخوان في سجون عبد الناصر، لم تقف الكتابات، سواء منها العربية أو الغربية..
منذ أيام تم الإعلان عن كيان سياسي جديد باسم: اتحاد القوى الوطنية، يأمل أن تتوحد تحته معظم المعارضة المصرية، واشتركت فيه جهات متعددة، ومنها جماعة الإخوان، ولكن خرج أفراد محسوبون على كيان سياسي آخر وهو المجلس الثوري المدعوم من الإخوان، يعارض هذا الكيان السياسي الجديد..
هل منعنا موقفنا من المعتزلة في فتنة خلق القرآن، من الانتفاع بفكر الجاحظ المعتزلي، أو تفسير الكشاف للزمخشري، الذي لم يأت مفسر من بعده -في الغالب- إلا واستفاد منه، وغيرهما من مفكري المعتزلة وغيرهم؟!
هذه الثورة كانت ثورة ميدان، وثورة قرى ومدن وأحياء، وكانت ثورة شعب، وعلينا ألا نغفل عن دور الشعب، ونتجه فقط إلى دور النخبة، من كيانات كبيرة، وكيانات سياسية، وهي أدوار لا شك مهمة، لأنهم كانوا في المقدمة..
البحث العلمي والفقهي لا يأخذ موقفا من رأي لعلة صاحبه، بل ينظر فيه، على أنه حكمة وعلم وهو أحق بها، بغض النظر عن صاحبه، فكم من آراء لدى الخوارج والمعتزلة وغيرهم، نظر إليها الفقهاء والمفكرون فوجدوا أنها تفيد، ووضعوا لها ضوابط