ملفات وتقارير

كيف تقيم الفصائل استعادة قوات الأسد مواقعها بريف حماة؟

استخدام النظام السوري وحلفاؤه سياسة الأرض المحروقة بريف حماة - أ ف ب
استخدام النظام السوري وحلفاؤه سياسة الأرض المحروقة بريف حماة - أ ف ب
استعادت قوات النظام السوري، مدعومة بالطيران الروسي، وبمساندة المليشيات الموالية له، المناطق التي خسرتها في ريف حماة الشمالي، بعد سيطرتها على أهم المعاقل التي خسرتها في الأسابيع الماضية، وهي مدينة صوران.

وكانت الفصائل السورية قد أطلقت في 21 من آذار/ مارس الماضي؛ معركة "وقل اعملوا"، في ريف حماة الشّمالي، بهدف السيطرة على مطار حماة العسكري، وحقتت تقدما في عدد من معاقل النظام فيها، من أبرزها معردس وصوران، قبل أن تستعيدها قوات النظام.

ولا يرى قيادي في الجيش الحر؛ أن النظام نجح من خلال تكتيكاته العسكرية في استعادة النقاط التي خسرها، بل من خلال سياسة الأرض المحروقة ضد مُعارضيه.

ويقول القيادي في "جيش النصر"، الرائد سامر عليوي، لـ"عربي21": "يعود سبب تقدم النظام، وتراجع الثوار، إلى اتباع سياسة الأرض المحروقه من قبل الطيران الروسي، إذ يقوم النظام وحليفه الروسي، باستخدام كافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليا من غازات سامة كالسارين، والفوسفور، والنابالم، إضافة إلى الصواريخ الفراغية، وبالرغم من ذلك استطاع الثوار الصمود أمام الآلة العسكرية الروسية المجرمة، والميلشيات الموالية له"، وفق قوله.

ويؤكد عليوي أن المعارك في ريف حماة هي عمليات كر وفر، كون الفصائل في حرب استنزاف مع النظام والمليشيات الداعمة له، وأنه من الطبيعي أن تخسر اليوم موقعا هنا أو هناك، ثم تستعيده غدا، كما يقول.

وكشف عليوي عن خسارة النظام أكثر من 1500 عنصر من قواته والمليشيات الموالية له، إضافة إلى سيطرة الفصائل على عدد كبير من الآليات الثقيلة، إضافة إلى الأسلحة والذخائر.

ويؤيد قائد "الفرقة 46"، الملازم فاروق خليف، ما ذهب إليه عليوي في أن سياسة الأرض المحروقة التي اتبعها النظام وحليفه الروسي؛ هي من أبرز عوامل تراجع مقاتلي الفصائل، إلا أنه في الوقت ذاته يشدد على أنّ المعارك كر وفر، وفق قوله لـ"عربي21".

لكن يبدو أن تشتت الجهد العسكري للفصائل في المنطقة ساهم في هذا التراجع، إلى جانب عدم وجود منظومة عمل مشتركة بين الفصائل المشاركة في العملية.

في هذا الإطار، يتحدث أبو حذيفة، وهو مقاتل في هيئة تحرير الشام، عما يعتبره غيابا للفصائل عن دورها في الدفاع عن المناطق التي سيطرت عليها، معتبرا أن أمر الدفاع اقتصر على فصيلي "جيش العزة"، و"هيئة تحرير الشام"، كما أشار إلى عدم انسجام مكونات الهيئة ذاتها، كونها تشكيل جديد.

وبالرغم من أن الهدف الرئيس للإعلان عن معركة "وقل اعملوا" السيطرة على مطار حماة العسكري، كونه المنطلق الأساسي للغارات الجوية على مناطق إدلب وحلب وحماة، إلا أن المقاتلين لم يستطيعوا الوصول إلى بوابته، لكنهم استطاعوا استهدافه بعشرات الصواريخ "غراد"، وحققوا إصابات بالغة فيه، وأجبروا قوات النظام على سحب بعض المعدات منه.

في هذا الإطار، يقول عليوي إنّ مقاتليه أمطروا المطار بأربعين صاروخا، مشيرا إلى أنّ الإصابات كانت دقيقة للغاية، ما أدى لخروجه عن الخدمة بشكل مؤقت، وفق قوله.

وأشار عليوي إلى أنّ النظام، قام بإخلاء المطار بشكل مؤقت ريثما يعيد تأهيله، إضافة إلى محاولته تشتيت أهدافنا العسكرية، من خلال الإعلان عن إعادة تمركز قواته في مدرسة الخطاب ومحطة القطار، كي يمنع استهداف المطار، ليتمكن من إعادته إلى الخدمة.

وأكد عليوي إصرار الثوار على منع إعادة المطار إلى الخدمة، مع استهدافه بشكل يومي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنّ ترويج النظام لإعادة انتشار قواته في عدد من المناطق، ما هي إلا "كذبة" لتشتيت المجهود العسكري للفصائل.

من جهته، يعتبر المقاتل أبو حذيفة أن المطار يقع ضمن المدى المجدي لصواريخ غراد، حيث لا يبعد عن آخر نقطة لمقاتلين الفصائل سوى 15 كيلومترا.
التعليقات (0)