ملفات وتقارير

ما السيناريوهات العسكرية التركية في سوريا بعد الاستفتاء؟

عززت تركيا قواتها في شمال سوريا رغم إعلانها إنتهاء عملية درع الفرات - أرشيفية
عززت تركيا قواتها في شمال سوريا رغم إعلانها إنتهاء عملية درع الفرات - أرشيفية
تبدو المناطق الشمالية السورية المحاذية للحدود التركية مفتوحة على سيناريوهات عسكرية جديدة، لا سيما مع إعلان قوات القوات الكردية عن خوضها معارك عنيفة داخل مدينة الطبقة في ريف الرقة، المدينة التي تعتبر محط أنظار تركيا، وكذلك مع وصول أنباء من الشمال الغربي السوري، تؤكد فشل جولة مفاوضات حالية بين المعارضة والوحدات الكردية.

وتهدف المفاوضات إلى نزع الفتيل بين الطرفين شمال حلب، من خلال التوصل إلى اتفاق برعاية أمريكية، يقضي بانسحاب الوحدات الكردية من مدينة تل رفعت وبلدات عربية أخرى بمحيطها، كانت القوات الكردية قد سيطرت عليها أوائل العام الماضي، إبان تصدي المعارضة حينذاك لهجوم تنظيم الدولة الواسع على ريف حلب.

وعزز فرضية هذه السيناريوهات التركية؛ تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمام حشد جماهيري في المجمع الرئاسي بأنقرة، بعد يوم واحد من إقرار التعديلات الدستورية، أن "عملية درع الفرات ليست الأخيرة، بل كانت الأولى".

ترتيب الأوراق

"ترتيب الأواراق" هو الهدف الذي وضعه المحلل العسكري، العميد أحمد رحال؛ للتحركات العسكرية التركية المقبلة في سوريا، وقال: "لقد قال الرئيس التركي إن كل التحركات العسكرية بعد توقف درع الفرات سيكون مؤجلا لما بعد الاستفتاء، وبعد الاستفتاء ستتجه تركيا لترتيب أوراقها في الشمال السوري، بعد أن كانت غارقة في تفاصيل الوضع الداخلي".

ويضيف رحال لـ"عربي21": "لقد تحدث الرئيس التركي عن تأسيس قوة عسكرية قد تكون أكبر من درع الفرات للعمل في الرقة أو في غيرها".

ويرجح رحال أن تكون الرقة هي الوجهة القادمة للتحركات العسكرية التركية، مشيرا إلى أنه "بعد عودة الاتصالات الأمريكية التركية سيكون هذه الأمر مطروحا".

ويستبعد رحال، خلال حديث لـ"عربي21"، أن تكون أرياف مدينة حلب مسرحا لمعارك عسكرية أخرى تدعمها تركيا، بالرغم من عدم البت في مصير مدن ذات أهمية استراتيجية؛ تعيق سيطرة الأكراد عليها إعلان المنطقة الآمنة التي تخطط لها تركيا، ومن ضمنها منبج وتل رفعت، ويقول: "إن هذه المدن سيتم البت بمستقبلها عبر المفاوضات الأمريكية التركية، وقطعا سيتم تسليمها إلى المعارضة"، وفق تقديره.

وحول ما يشاع عن مساع تركية تهدف إلى تشكيل "جيش وطني" من فصائل المعارضة في الشمال السوري، قال رحال: "لقد سمعنا كثيرا عن هذا الجيش، وأعتقد أن تشكيل هذا الجيش بحاجة إلى قرار أمريكي".

الرقة أولا

وفي السياق ذاته، توقع رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري الحر، العميد الركن أحمد بري، أن تتحرك تركيا عسكريا باتجاه مدينة الرقة أولا، وبشكل سريع، مستدركا بالقول: "لكن هذا لا يقلل احتمال قيام تركيا بتحركات عسكرية في منطقة تل أبيض بالرقة، أو في منبج، ضد وحدات الحماية الكردية".

وعن التدريبات العسكرية التي يتلقاها عدد محدود من عناصر الجيش الحر على الأراضي التركية، بغرض الإعلان عن تشكيل "الجيش الوطني"، قال بري لـ"عربي21": "للآن لا توجد لدينا رؤية متكاملة لما يتم العمل عليه، وما يجري هو عبارة عن تأهيل قيادات"، من دون أن يفصح عن تفاصيل أخرى.

الرقة ليست أولوية تركية

وفي المقابل، يذهب الخبير بالشأن التركي، ناصر تركماني، إلى اعتبار أن "الرقة ليست أولوية تركية، لأنها لا تشكل خطرا على الأمن القومي التركي، كما الحال في الشمال السوري، وخصوصا في المدن التي تعتبر أولوية تركية أي منبج ومحيط عفرين".

لكن هذا لا يعني أن تركيا غير مهتمة لمستقبل الرقة، حسب تركماني، الذي أضاف: "تركيا تضع ثقلها في استبعاد الأكراد من معركة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، وهي تحاول بكل ما تملك من أوراق الضغط على واشنطن لتحقيق ذلك"، وفق قوله لـ"عربي21".

وربط تركماني بين نجاح المفاوضات بين المقاتلين الأكراد والجيش الحر في شمال حلب، وبين عدم خوض تركيا لمعارك جديدة في حلب.

وقال تركماني: "تركيا مستعجلة على ترتيب الداخل في ما يعرف بمنطقة درع الفرات، ولن يتحقق لها التخلص من النزاعات الداخلية فيما بين الفصائل، والتخلص من حالة الفوضى ضمن هذه المنطقة، إلا بتثبيت حدود هذه المنطقة، وحسم الصراع مع الوحدات الكردية".
التعليقات (0)