سياسة عربية

تصريح عسيري يضع السيسي بأزمة.. والنظام يواجهها بالصمت

لم ترد مصر بعد على تصريحات عسيري - أ ف ب
لم ترد مصر بعد على تصريحات عسيري - أ ف ب
انتقد مراقبون صمت النظام العسكري بمصر على تصريح اللواء أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف العربي باليمن، والذي أكد عرض قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي على السعودية إرسال من 30 إلى 40 ألف جندي مصري كقوات برية للحرب ضد الحوثيين، مطالبين بكشف الحقيقة.

وأكد عسيري العرض المصري في مقابلة مع تركي الدخيل بقناة "العربية"، مساء الأحد، وقال: "إن منهجية العمل باليمن عدم وضع قوات غير يمنية على الأرض"، في إشارة لرفض السعودية العرض المصري في 2015، فيما أكد مشاركة مصر بقوات جوية وبحرية.

وهو التصريح الذي لم ترد عليه أي من مؤسسة الرئاسة المصرية أو قيادة الجيش أو وزارة الخارجية حتى كتابة هذه السطور.




وتقود السعودية منذ آذار/مارس 2015، تحالفا عسكريا من دول الخليج ومصر والمغرب السودان وعدد من الدول الإسلامية؛ لدعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ضد جماعة الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح. 

إهانة للجيش

واعتبر المراقبون أن عرض السيسي؛ يحمل بين طياته مهانة كبيرة للجيش المصري، وأن السيسي يتعامل مع جنود وضباط الجيش على أنهم مرتزقة وأن 40 ألفا منهم معروضون للإيجار لمن يدفع.

وطالب المراقبون نظام الانقلاب وقادة الجيش بكشف الحقيقة ومصارحة الشعب، ودعا البعض لمحاكمة السيسي وقادة الجيش، معتبرين أن ذلك العرض يمثل خيانة للجيش، ويخالف القانون الدولي ويندرج تحت بند جرائم الحرب.
 
تناقض السيسي

ورغم أن مبارك شارك بقوات برية في حرب تحرير الكويت، إلا أن عرض السيسي الذي لم يكشفه إلا تصريح عسيري، الأحد، يأتي وسط تأكيده الدائم أنه لا يتدخل ولا ينغمس بأي صراع في المنطقة.

ونفى السيسي، في نيسان/أبريل 2015، أمام طلاب الكلية الحربية، وجود قوات برية في اليمن، وقال إن الشعب المصري سيكون أول من يعلم، فيما أكد وزير الخارجية السابق نبيل فهمي في شباط/فبراير 2016، أن مصر رفضت الاستجابة لطلب سعودي بإرسال قوات برية إلى اليمن.

اقرأ أيضاعسيري يكشف عرضا مصريا بإرسال 40 ألف جندي لليمن (شاهد)

وتراجع ترتيب الجيش المصري خمسة مراكز؛ مسجلا المركز 18 عالميا في 2015، وفقا لموقع "جلوبال فورس باور" للشؤون العسكرية، وهو ما أرجعه خبراء عسكريون إلى انشغال الجيش بالسياسة بعد الانقلاب العسكري منتصف 2013.

حرمان مصر من جيشها

ولم يشكك مساعد وزير الخارجية الأسبق الدكتور عبد الله الأشعل، في حقيقة تصريحات عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي، وقال: "إنه في ظل حالة التعتيم السائدة فإن كل شيء جائز".

وأضاف السفير الأشعل لـ"عربي21": "ويبدو أن الجيش المصري مستهدف في الخطة لحرمان مصر من جيشها؛ كما حدث للجيوش العربية الأخرى"، حسب قوله، في إشارة لجيوش العراق وسوريا واليمن وليبيا، ودون أن يذكر الجهة التي تستهدف الجيش المصري.

طمعا بأرز الخليج

وحول حجم المهانة التي تعرض لها جيش مصر بعد التصريحات، أكد الخبير القانوني، الدكتور السيد أبو الخير، أن طمع رأس النظام في المال الخليجي (الرز حسب تسريب للسيسي) هو ما أهان مصر، وليست الأوضاع الاقتصادية المنهارة، مشيرا إلى "أن ثمن ذلك العمل لو تم كان سيذهب لجيوب قادة العسكر بالخارج".

وفي حديثه لـ"عربي21"، قال أبو الخير، إن "ما حدث ويحدث من عرض الجنود للقتال باليمن أو غيرها؛ يحول الجيش المصري إلى مرتزقة أو كالشركات العسكرية الخاصة".

جريمة حرب

وأكد أبو الخير، أستاذ القانون الدولي، أن تلك الجريمة طبقا للقانون الدولي تعد (جريمة حرب) طبقا للمادة الثامنة من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كما تندرج تحت بند الخيانة العظمى، ويجب أن يحاكم عليها قادة الانقلاب.

وفرق أبو الخير بين إرسال الرئيس المخلوع حسني مبارك قوات مصرية بحرب تحرير الكويت بعد احتلال العراق لها عام 1990، وبين عرض السيسي للسعودية في اليمن، وقال: "في حالة مبارك كان هناك احتلال من دولة لدولة، وكان مبارك مع المعتدى عليه، ومع ذلك لا يقاس على الخطأ". 

وأضاف أن "اشراك السيسي للجنود المصريين في حرب اليمن؛ لا يأتي بناء على اتفاقيات أو معاهدات دولية مشروعة، مثل معاهدة الدفاع العربي المشترك، أو ضمن تحالف دولي طبقا للفصل السادس والسابع من ميثاق الأمم المتحدة".

لا يملك القرار

وعلى الجانب الآخر، نفى مدير مركز الدراسات الأمنية والسياسية، اللواء علاء بايزيد، أن يكون السيسي قدم هذا العرض، مؤكدا أنه لا يملك القرار، ووفقا للدستور لابد من موافقة البرلمان على إعلان الحرب ضد أية دولة أو اشتراك القوات المصرية بعمليات عسكرية خارج الحدود.

وأشار بايزيد في حديثه لـ"عربي21"، لرفض السيسي المشاركة بقوات برية في التحالف الدولي ضد داعش، وأكد أنه اعتبرها "تمثيلية لابتزاز العرب وإسقاط السيسي شعبيا"، مضيفا أنه رفض أيضا المشاركة بقوات برية في عاصفة الحزم وقال: "إن الحل بيد اليمنيين". 

وتابع بايزيد، أنه طلبت قوات مصرية في سوريا وليبيا أيضا؛ وكان رد السيسي هو تقديم الدعم السياسي أو بالسلاح دون مقاتل مصري واحد، بخلاف قيام قواتنا بمهام محدده بليبيا ضد تنظيم الدولة.

رد بكري

من جانبه، انتقد الكاتب الصحفي الموالي للانقلاب، مصطفى بكري، حديث المتحدث العسكري السعودي، ورد على تصريحه بسلسلة تغريدات عبر "تويتر".

وقال بكري النائب البرلماني المقرب من المجلس العسكري، في إحدى تغريداته إن "الواقع يُكذب ذلك، وأية أحاديث عن أقوال لا تجد طريقها على أرض الواقع لا تعتبر حقائق"، مضيفا: "إنني لأعرف سببا لحديث المتحدث العسكري السعودي".
التعليقات (1)