ملفات وتقارير

هل ضغط ترامب للإفراج عن حجازي.. وماذا عن الآخرين؟

اعتقلت حجازي بسبب تأسيسها جمعية لأطفال الشوارع - أرشيفية
اعتقلت حجازي بسبب تأسيسها جمعية لأطفال الشوارع - أرشيفية
إثر ثلاث سنوات من الاعتقال، واتهامات بالاتجار في البشر والتمويل الأجنبي، وبعد محاكمة تأجلت سبع مرات، نالت آية حجازي، المصرية الأمريكية، حريتها.

وقضت محكمة جنايات القاهرة، الأحد، ببراءة الناشطة المصرية آية حجازى التي تحمل  الجنيسة الأمريكية وتخرجت من جامعة جورج ماسون، والتي اعتقلت في أيار/ مايو 2014، مع زوجها محمد حسانين وستة آخرين بعد اتهامهم بـ"إدارة وتأسيس جماعة بغرض الاتجار بالبشر (جمعية بلادي) والاستغلال جنسي للأطفال".

وإثر الحكم، دوت قاعة المحكمة بالهتاف، وعانق الزوجان محمد وآية بعضهما فرحا بالحرية، وقال زوجها بعد الحكم: ''حلمنا تأخر ثلاث سنوات وهنكمل''.

السر في الزيارة

وعلى الرغم من سعادة المعارضين المصريين بالحكم، إلا أن مراقبين يربطون بينه وبين لقاء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في واشنطن في 3 نيسان/ أبريل الجاري، في إشارة إلى ضغوط من ترامب بهذا الصدد.

وكان البيت الأبيض قد قال قبل زيارة السيسي لواشنطن: "نحن ندرك قضية آية حجازي والإدارة العليا تتفهم وضعها"، وأنه "سوف نتناول الأمر مع مصر بطريقة تزيد من فرص حل قضيتها بطريقة مرضية".

وتوقعت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمركية،أن يطلق السيسي سراح حجازي، قبل زيارة السيسي بأسابيع.

وفي تقرير لـ"واشنطن بوست" منتصف 2016، ذكرت الصحيفة الأمريكية أن السيسي رفض دعوات البيت الأبيض والخارجية الأمريكية، والسناتور بنجامين كاردن، والنائب دون باير، ومنظمات حقوقية أمريكية، وحملات من أسرة حجازي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لإطلاق سراحها، وأن السيسي ينتظر قدوم الرئيس الأمريكي الجديد.

تجاهل أمريكي

وكسابقتها، تتجاهل الإدارة الأمريكية الجديدة؛ الحديث عن ما يقرب من  ألف معتقل في مصر، معظمهم من جماعة الإخوان المسلمين، يعيشون ظروفا صحية وإنسانية صعبة ويتعرضون للقهر وسط محاكمات غير قانونية، واستقبلت واشنطن السيسي قبل أسبوعين بالترحاب، في حين وصفه ترامب بـ"القائد الشجاع" و"الرجل الرائع".

وكانت إدارة أوباما قد نجحت في الضغط على السيسي للإفراج عن محمد سلطان الذي يحمل الجنسية الأمريكية، بعد إضراب عن الطعام دام 16 شهرا، في قضية أثارت اهتماما دوليا.

يحيا الظلم

وفي تعليقه على براءة آية حجازي، رأى الكاتب الصحفي وليد الشيخ؛ أن الحكم جاء نتيجة لزيارة السيسي إلى واشنطن.

وقال عبر فيسبوك: "بعد 3 سنين حبس احتياطي ظالم في قضية مفبركة.. (القضاء العادل) برأ آيه حجازي ومحمد حسانين.. بعد زيارة السيسي لترامب.. يحيا الظلم".

غرد الكاتب الصحفي وائل قنديل عبر تويتر: "الحمد لله على حرية آية حجازي والذين معها". وقال أيضا: "الحمد لله على حرية مستحقة لأي حد بأي وسيلة"، في إشارة للضغط الأمريكي على ما يبدو.

معايير مختلة

ولم يستبعد المتحدث باسم مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان‏، محمود جابر، أن يكون للإدارة الأمريكية بصمة في حكم براءة حجازي.

وقال جابر لـ"عربي21": "كل شيء وارد؛ خاصة في ظل دولة نظام الحكم العسكري يفتقد فيها القضاء كافة معايير المحاكمات العادلة، وسيطرة السلطة التنفيذية (حكومة الانقلاب) على السلطة القضائية".

وحول إمكانية الضغط على النظام في مصر باستغلال هذا الحكم وكشف حقيقة أن النظام خضع للضغوط الأمريكية، قال جابر: "لا أعتقد أنه يمكن الاستفاده من حكم براءة آية في تبرئة آخرين أو التخفيف عمن بالسجون، معللا ذلك بأن "المعايير في ظل الانقلاب مختلة لا يحكمها نص قانون ولا منطق عدل"، على حد قوله.

واستنكر جابر الصمت الأمريكي على وضع حقوق الإنسان بمصر، وأكد أن "الإدارة الأمريكية تعلم جيدا ما يحدث في مصر من انتهاكات لحقوق الإنسان علي يد النظام العسكري، ولكن البيت الأبيض يتعمد غض الطرف عنها"، كما قال.

شركاء في الظلم

وأبدت الناشطة منار الطنطاوى، زوجة الكاتب الصحفي المعتقل هشام جعفر، سعادتها لبراءة آية حجازي، معتبرة أن "الحكم جاء متأخرا ثلاث سنوات كاملة، وأكل من أعمار سبعة أشخاص كل جريمتهم أنهم حلموا ونفذوا خطوة لإنقاذ أطفال الشوارع، وتحويلهم لمواطنين صالحين"، وفق تعبيرها.

وقالت الطنطاوي لـ"عربي21": "أعلم أن الاهتمام الأمريكي بقضية آية كان سببا في هذا الحكم، ورغم أنني لا أعرفها معرفة شخصية، إلا أنني وآية شركاء تعرضنا لنفس الظلم من نفس الأشخاص، وهي وزوجها كآلاف مثلي أنا وزوجي من المظلومين في سجون الانقلاب"، على حد وصفها.

شقيق آية ينفي

وعلى جانب آخر، سألت صحيفة "نيويورك تايمز" باسل حجازي، شقيق آية المقيم فى أيرلندا، حول ما إذا كانت زيارة السيسي لواشنطن لها علاقة بالحكم، لكنه قال  إن "كل ما يجرى على الصعيد الدولي ليس له علاقة بالقضية".

ومنذ الانقلاب في تموز/ يوليو 2013 تعرضت العديد من المنظمات غير الحكومية والحقوقية لضغوط أمنية واعتقالات ومحاكمات، فيما يواجة ناشطون حقوقيون اتهامات بتلقي تمويل من الخارج، أبرزهم حسام بهجت مؤسس "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية"، وجمال عيد مؤسس "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، وقد صدرت قرارات قضائية بمنعهما من السفر.
التعليقات (2)
مختار
الإثنين، 17-04-2017 03:35 م
متى سيفرح الجميع بخروج كلفة المعتقلين الذين زاد عددهم على ما يزيد عن ال60 ألف . ومن لمن ليس له إلا جنسية واحدة بائسة , ومن لمن لايملك سفارة قوية تدافع عنه داخل بلده . أللهم نجأر اليك بالشكوى وانت نعم المولى ونعم النصير
مصري
الأحد، 16-04-2017 07:09 م
السيسي و العسكر لا يستجيبون إلا بضرب مؤخرتهم بالبياده .