سياسة عربية

النيابة تبرئ متهم المرقسية.. وأقباط للسيسي: الطوارئ لا تكفي

أوقع التفجير عشرات القتلى والجرحى- جيتي
أوقع التفجير عشرات القتلى والجرحى- جيتي
فجَّرت النيابة المصرية مفاجأة، الجمعة، بقرارها الإفراج عن "علي محمود محمد حسن"، الذي اتهمته وزارة الخارجية المصرية، في بيان رسمي، الأربعاء الماضي، بأنه عضو في "خلايا إرهابية خططت لتفجير كنيستي المرقسية في الإسكندرية، ومارجرجس في طنطا"، ضمن من أعلنت عن مكافأة مالية لمن يرشد عنهم.

يأتي هذا في وقت اعتبر فيه مسؤولون في الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، وإعلاميون أقباط موالون لها، أن إعلان حالة الطوارئ في البلاد لا يكفي، وطالبوا رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بتوفير مزيد من الضمانات لهم، وإقالة وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، معربين عن شعورهم بخذلان السيسي لهم.

في المقابل، شدَّدت الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية، الخدمات الأمنية المكلفة بحماية الكنائس، وكثَّفت إجراءاتها لتأمين الكنائس بمختلف المحافظات، وذلك في إطار احتفال المسيحيين بعيد القيامة، وشم النسيم.

وضمن هذه التدابير، قررت تلك الأجهزة الاحتفاظ بمنطقة خالية في محيط كل كنيسة حرما آمنا لها، يُمنع تواجد أو مرور أي سيارات أو دراجات بخارية فيها، مع تعزيز البوابات الإلكترونية بأجهزة "X- RAY" لفحص المترددين عليها، فضلا عن نشر قوات الانتشار السريع بالشوارع والميادين، ومحيط الكنائس، وتوسيع دائرة الاشتباه، والاستعانة بمنظومة كاميرات المراقبة حولها.

الإفراج عن متهم المرقسية

وفي مفاجأة كبيرة، أفرجت نيابة محافظة البحر الأحمر، الجمعة، عن "علي محمود محمد حسن" الذي يقيم برأس غارب في الغردقة، بعد أن اتهمته وزارة الداخلية بأنه ضمن خلايا تفجير الكنيستين.

وقالت النيابة، في بيان أصدرته الجمعة، إنه بإجراء التحقيقات والفحص، تبين أنه يعاني من أمراض القلب والجلطة، وأنه كان طريح الفراش، ولا يقدر على الحركة خارج المدينة، بالإضافة إلى التحريات الأمنية التي أثبتت أنه لم ينتم لأي تنظيم ديني أو سياسي، ولا يرتبط بأي خلايا إرهابية.

وراجعت النيابة وزارة الداخلية، وأخطرت قسم رأس غارب، وتحرر المحضر رقم 21 أحوال القسم.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت، الأربعاء الماضي، في بيان، أن "علي محمود محمد حسن" مواليد 1972، المقيم في رأس غارب، ضمن المتهمين بالتفجيرات.

لكن الشاب قام بتسليم نفسه، مؤكدا براءته، وعدم مغادرته مدينته رأس غارب، طوال الشهور السابقة.

اقرأ أيضا: الكشف عن هوية الانتحاري منفذ تفجير كنيسة الإسكندرية

وتبيّن خلال التحقيقات، وشهادات الشهود، صدق رواية الشاب، البالغ من العمر 45 عاما، إذ أكدت التحريات الأمنية أنه مريض بالقلب، ولم ينتمِ إلى أي تنظيم ديني أو سياسي، ولا يرتبط بأي جماعة مسلحة.

وقالت شقيقة الشاب، إيمان محمود، في تصريحات للصحف المحلية، إن شقيقها لم يغادر رأس غارب طوال الشهور الماضية، سوى مرات قليلة للقاهرة، لإجراء عملية في القلب، مضيفة أنه يمتلك كشكا صغيرا لبيع المثلجات بجوار منزله للإنفاق منه على أسرته، وليست له أي علاقة بأي تنظيمات دينية أو سياسية.

وأضافت أن شقيقها علم بخبر تورطه في تفجير كنيسة الإسكندرية من التليفزيون، وعلى الفور سلّم نفسه للنيابة، مقدما الأوراق الدالة على براءته، وطالب خلال التحقيقات، بالاستعلام من شركات الاتصالات عن المكالمات الهاتفية التي أجراها خلال السنوات الماضية، التي تثبت عدم معرفته بأي من المتهمين، موضحة أن النيابة تأكدت من براءة شقيقها، وأكدت ذلك أيضا التحريات الأمنية.

مكاريوس: نريد ضمانات

وتأتي تلك التطورات التي تزيد من غموض حادثي التفجير، في وقت ارتفعت فيه مطالب كنسيين وأقباط بمزيد من الأمان والضمانات، مؤكدين أن إعلان حالة الطوارئ لا يكفي.

ونقلت وكالة "رويترز" عن الأسقف العام لإبراشية المنيا، الأنبا مكاريوس، قوله إن حالة الطوارئ غير كافية لفرض الأمن في البلاد، مشيرا إلى أن الأقباط يحتاجون إلى مزيد من الضمانات لتأمينهم، بحسب قوله.

اقرأ أيضا: هتافات نارية للأقباط بمصر تطالب بإقالة وزير الداخلية (شاهد)

وناشد مكاريوس، في تصريحاته، الحكومة والسيسي، لفعل المزيد لحماية المسيحيين، مبديا تشككه في أن يكون فرض حالة الطوارئ كافيا لحمايتهم، بحسب الوكالة.

وأردف: "عمر ما الحلول الأمنية نجحت وحدها.. مينفعش دولة في العالم تبقى دولة بوليسية.. لا هنا، ولا في حتة تانية... استمرار الطوارئ يوتر الناس".

"متى تعلن الكنيسة دولة الخلافة؟"

وساخرا، تساءل الكاتب الصحفي القبطي في جريدة "المصري اليوم"، جرجس فكري: "متى تعلن الكنيسة دولة الخلافة؟"، في مقال حمل العنوان نفسه، في الجريدة، السبت.

وقال: "ها هم الآن يظنون أن تسجد الكنيسة أمام حلمهم، دولة الخلافة، فلا الوطن يصمت، ولا كنيسته تسجد"، وفق تعبيره.

وتابع: "هذه ليست دعوة للصمت، بل من حقنا أن نعترض، ونحتج، ونطالب بمزيد من الأمان"، مشددا على أن "تلك الكلمات ليست طائفية"، بحسب قوله.

كاتبة تتهم السيسي بالخذلان

وفي موقع "صوت المسيحي الحر"، تساءلت الكاتبة القبطية مريم راجي: "هل خذل الرئيس السيسي المسيحيين؟"، مشيرة إلى "تكرار الاعتداءات الطائفية الإرهابية على المسيحيين في عدد من القرى والمدن، بدءا بأحداث الكرم، وانتهاء بتفجير كنيستي طنطا والأسكندرية"، وفق وصفها.

وتابعت: "مع أول اعتداء منهم تساءلت: أين الأمن مما يحدث؟"، ومع تكرارها كان تساؤل: "لماذا يتواطأ تواطؤا واضحا مع الدواعش؟"، حتى وصلت للتساؤل الأخطر: "أين الرئيس مما يحدث؟ لماذا يصمت إزاء سياسات عنصرية متطرفة يمارسها الأمن وغيره من مؤسسات الدولة في حق المسيحيين؟".

اقرأ أيضا: الهجمات على الكنائس المصرية في عهد السيسي (إنفوغراف)

وواصلت تساؤلاتها: "لماذا يُبقي الرئيس على الفاشل مجدي عبد الغفار وزيرا للداخلية حتى الآن؟ ألا يكفي وقوع 15 حادثا إرهابيا مروعا في عهده لإقالته؟ لماذا يتجاهل الرئيس مناشدات الآلاف المطالبين بإقالته؟ وحتى متى سيستمر هذا التجاهل؟".

وتابعت: "نرفض الاكتفاء بإقالة مدير أمن الغربية.. نريد محاكمته، هو، وأمثاله في كل المحافظات بتهم التقصير في أداء واجبهم".

وخاطبت السيسي بقولها: "لا تتوقعوا منا احتمال المزيد.. طفح الكيل"، حسبما قالت.
التعليقات (1)
مصري
السبت، 15-04-2017 10:31 م
هكذا الداخلية و الأمن الوطني ليس لديهم إلا تلفيق التهم للأبرياء و الضحايا المظلومين ، ولا ندري من هو الضحيه القادم للزج باسمه في تلك التفجيرات التي تشير كل الدلائل علي ان الفاعل و احد في كل من تفجير القاهرة و طنطا والأسكندريه و هو مخابرات السيسي العميله .