سياسة عربية

موقع إسرائيلي يستعيد ملف مقتل "بدر الدين".. معارضة قاتلة

تايمز أوف إسرائيل: لا شيء يبرهن على تصميم طهران على إقامة وجود دائم لها في سوريا من اغتيال بدر الدين- أرشيفية
تايمز أوف إسرائيل: لا شيء يبرهن على تصميم طهران على إقامة وجود دائم لها في سوريا من اغتيال بدر الدين- أرشيفية
نشر موقع "تايمز أوف إسرائيل" تحليلا قال فيه إنه لا شيء يبرهن على تصميم طهران على إقامة وجود دائم لها في سوريا من اغتيال مصطفى بدر الدين، الرجل الثاني في حزب الله، الذي تجرأ على معارضة سياساتها.

ويقول الموقع في التحليل الذي كتبه "آفي سيخاروف" إنه قيل وكتب الكثير عن نية إيران تثبيت وجودها في سوريا، والطريقة التي تستثمر بها طهران الموارد البشرية والمالية غير العادية لمساعدة رئيس النظام السوري بشار الأسد على البقاء، مستدركا بأنه ومع ذلك، فإن قصة اغتيال رئيس الجناح العسكري لحزب الله مصطفى بدر الدين، تظهر بوضوح تصميم إيران وحزب الله على عدم السماح لأي شخص بالتدخل في خطط إيران في سوريا.

ويشير التحليل، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن بدر الدين (خليفة عماد مغنية الذي كان متزوجا من شقيقته سعادة)، قتل في أيار/ مايو الماضي، في انفجار غامض بالقرب من مطار دمشق الدولي، لافتا إلى أن المثير للدهشة أن حزب الله وحلفاءه لم يلقوا اللوم على إسرائيل، وأعفوها من أي مسؤولية، وقال مسؤولون في حزب الله في ذلك الوقت إنه يجري التحقيق في ظروف الاغتيال.
 
ويلفت التحليل إلى أن هذا الاغتيال سبّب ضجة هائلة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث كان بدر الدين في المرتبة الثانية بعد حسن نصر الله في التسلسل الهرمي لحزب الله، وكان خليفة مغنية، الذي كان مطلوبا في جميع أنحاء العالم؛ في قضية مقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في عام 2005.

وينوه التحليل إلى أن موضوع اغتيال بدر الدين اختفى بأكمله من جدول الأعمال السوري واللبناني في غضون أيام، وظل الاغتيال لغزا، ثم كشفت قناة "العربية" الشهر الماضي، أن زعيم حزب الله حسن نصر الله وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، كانا وراء الاغتيال، وبعد عدة أيام، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي غادي إيزنكوت تلك المعلومات، لافتا إلى أن السبب الرئيس لاغتيال بدر الدين، هو خلافاته في الرأي مع سليماني حول مشاركة حزب الله في المعارك في سوريا.
 
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الرواية تؤكدها مصادر الاستخبارات العربية والغربية، حيث كان من المعروف أن بدر الدين عارض بشدة حقيقة أن حزب الله قد أصبح واجهة المدفع الإيراني في سوريا، وقال إنه لن يسمح لرجاله بالقتال على أرض المعركة دون تعاون إيران النشط في المعارك، وطالب بدر الدين بأن يكون الإيرانيون شركاء كاملين في القتال في سوريا، وألا يضحوا بـ"الشيعة العرب"، لافتة إلى أن سليماني لم يعجبه موقف بدر الدين، ولا يبدو أن نصر الله أحب موقفه أيضا.
 
ويفيد التقرير بأنه وفقا لرواية قناة "العربية" لمقتل بدر الدين، فإن أربعة رجال التقوا في مبنىً بالقرب من مطار دمشق الدولي قبل ساعات من مقتله، الأول هو بدر الدين، ويقول شهود عيان إن الثاني كان سليماني نفسه، الذي غادر بعد دقائق قليلة من الاجتماع، والثالث هو مرافق بدر الدين الشخصي، الذي غادر أيضا المبنى، ولم يتبق سوى "الرجل الرابع" -القاتل، وهو عضو حزب الله والحارس الشخصي السابق لنصر الله، إبراهيم حسين جزيني، الذي كان بدر الدين يثق به تماما.
 
وترى الصحيفة أن ما خلص إليه حزب الله من "التحقيق في الحادث" بدا غير مقنع منذ لحظة الإعلان عنه، حيث ادعى مسؤولون في حزب الله أن بدر الدين قتل في انفجار صاروخ أو قذيفة هاون أطلقتها المعارضة على موقعه بالقرب من المطار، مستدركة بأنه وفقا للتحقيقات التي أجرتها "العربية" ومجموعات حقوق الإنسان السورية، فإنه لم يتم إطلاق أي صاروخ أو قذيفة هاون من مواقع المعارضة، التي تبعد حوالي 20 كيلومترا عن المطار، ولم يلاحظ وقوع أي قصف مدفعي من أي نوع في المنطقة في الـ24 ساعة التي سبقت الاغتيال.

ويجد التقرير أنه "من المفترض أن يكون هناك أيضا عدد أكبر من القتلى إذا حدث ما زعمه حزب الله من قصف مدفعي، ويمكننا تخمين أن بدر الدين لم يصل إلى المبنى بالقرب من المطار وحده، لكن أفيد بأنه هو الوحيد الذي توفي، بالإضافة إلى أن (العربية) نشرت صور الأقمار الصناعية قبل وبعد (القصف) للمبنى، الذي كان من المفترض أن يقتل بدر الدين، حيث تظهر الصور أن المبنى لم يتم تدميره".
 
ويعلق "سيخاروف" قائلا إنه "حتى لو افترضنا أن المعارضة السورية مسؤولة عن هذا الاغتيال، فإن هذه المليشيات السنية تتوق إلى الحديث عن كل شيعي تنجح في قتله على الأراضي السورية، وبدرجة أهم إن كان من حزب الله، وإذا كانت المعارضة السورية أو أي شخص مرتبط بها كان وراء هذا الاغتيال، فإن احتفالات (النصر) ستبقى مستمرة".

ويكشف الموقع الإسرائيلي عن أنه بعد أن قال رئيس جيش الدفاع الإسرائيلي إيزنكوت إن التقارير عن ظروف اغتيال بدر الدين تتطابق مع المعلومات التي قدمتها إسرائيل، فإن البعض حاولوا الادعاء بأن هذا أمر غير عقلاني، وقيل الشيء ذاته في ما يتعلق برواية "العربية"، منوها إلى أنه قد تكون لهذه العناصر معلومات أكثر موثوقية؛ وإذا كان الأمر كذلك، فإنهم قد يرغبون في مشاركة الأدلة السرية التي بحوزتهم مع عامة الجمهور.

وتختم "تايمز أوف إسرائيل" تحليلها بالقول إنه "بعد مراجعة رواية قناة (العربية)، فإنه يجب أن يقال إن استنتاجاتها تبدو أكثر منطقية، على خلاف أي احتمال آخر -بأن المعارضة أو إسرائيل أو غيرهما، هي المسؤولة عن الاغتيال- لكن من المنطق القول بأن أي ضابط مسؤول في حزب الله يتبع خطا سياسيا مخالفا لإيران، فإنه لن يجد نفسه مسرحا من منصبه، ويبدو أن السبيل الوحيد لاستبداله هو تصفيته".
التعليقات (0)