سياسة دولية

هل تجاوز ترامب الكونغرس بضربه سوريا؟.. هكذا تجادل أعضاؤه

مراقبون أمريكيون قالوا إن انتظار موافقة الكونغرس على الضربات كان سيخلق مشاكل نظرا لوجود اختلافات- أ ف ب
مراقبون أمريكيون قالوا إن انتظار موافقة الكونغرس على الضربات كان سيخلق مشاكل نظرا لوجود اختلافات- أ ف ب
لم تقتصر ردود الفعل المستمرة على الضربة الصاروخية الأمريكية على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة لنظام الأسد، على التحليلات والمواقف الخارجية، بل إنها بدأت بأخذ حيز كبير داخل الإدارة الأمريكية ذاتها وكذا داخل الكونغرس الأمريكي. 

وغداة الضربة بدا للعيان إصرار برلمانيين أمريكيين على ضرورة أن يحدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجية في النزاع القائم بسوريا، وأن يحصل على موافقة الكونغرس إذا كان يريد شن حرب في سوريا.

وأحيا إطلاق صواريخ عابرة على قاعدة عسكرية في وسط سوريا الجمعة ردا على "هجوم كيميائي" تتهم واشنطن دمشق بتنفيذه، الجدل حول شرعية لجوء الرئيس إلى القوة العسكرية من دون استشارة الكونغرس، وحول صلاحياته العسكرية كقائد للقوات المسلحة، على الرغم من أن غالبية أعضاء الكونغرس الجمهوريين والديموقراطيين أعلنوا دعمهم لترامب في هذه الضربة. 

واعتبر البرلمانيون أن الضربة المحدودة تشكل رسالة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد بأنه لا يمكنه استخدام ترسانته الكيميائية بلا عقاب، على حد قولهم.

اقرأ أيضا : لماذا لم تسقط الـS400 صواريخ توماهوك؟ صحيفة روسية تجيب

لكن أعضاء الكونغرس يؤكدون أن إطلاق 59 صاروخ "توماهوك" لا يشكل استراتيجية ويتوقعون من ترامب أن يحدد أهدافه الاستراتيجية في النزاع السوري.

وهم يطالبون بألا يحذو حذو سلفه باراك أوباما الذي انخرط في الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا في العام 2014، بدون أن يحصل على موافقة مسبقة من الكونغرس.

ويرى البرلمانيون أنه، إذا كانت الولايات المتحدة تريد محاربة النظام السوري رسميا، وهو ما لم يفعله باراك أوباما خلال ولايته، فإن ذلك سيشكل مرحلة استراتيجية جديدة تتطلب مشاركة الكونغرس.

وصرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر (جمهوري) الجمعة، قائلا إنه "أمر لا بد منه في حال اتخاذ قرار حول التزام طويل الأمد".

القائد الأعلى للقوات المسلحة 

في الماضي، كان الكونغرس يعلن الحرب رسميا بموجب الحق الحصري الذي تمنحه له المادة الثامنة من البند الأول للدستور. لكن المرة الأخيرة التي أعلن فيها الحرب بهذه الصورة كانت في الحرب العالمية الثانية.

اقرأ أيضا : تفاصيل الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات (فيديو بياني)


عمليا، شن الرؤساء الأمريكيون بقرارات أحادية عمليات عسكرية أو حملات غزو بري عشرات المرات باسم السلطة الدستورية للرئيس بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.

بعد حرب فيتنام، تبنى الكونغرس "قرار سلطات الحرب" (وور باورز ريزوليوشن) لإجبار الرئيس على الحصول على موافقة برلمانية قبل أي تدخل في "أعمال عدائية" يمكن أن يطول أمدها أكثر من 60 يوما.

الا أن عددا من الرؤساء تجاهلوا هذا القانون، ومن بينهم بيل كلينتون (البوسنة والهرسك في 1995 وكوسوفو في 1999) وأوباما (ليبيا في 2011).

أما جورج بوش فحصل على تفويضين كبيرين بعد اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 لغزو أفغانستان في ذلك العام ولغزو العراق في 2002.

ويشكل هذان القراران الأساس القانوني للعمليات العسكرية في العراق وسوريا ضد تنظيم الدولة.

في العام 2015، تقدم أوباما بمشروع قرار لإضفاء طابع رسمي على الحرب ضد الجهاديين، لكن الكونغرس ذي الغالبية الجمهورية لم يصوت عليه.

اقرا أيضا : صحيفة روسية: لهذا السبب يحتاج ترامب لإشعال حرب صغيرة


بعد ضربة الخميس، دعا الأعضاء الديمقراطيون المعارضون للحرب والجمهوريون المؤيدون لتطبيق صارم للدستور، الرئيس الأمريكي إلى الالتزام بالقانون.

وصرح السيناتور الديمقراطي تيم كاين، المرشح السابق لمنصب نائب الرئيس مع هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بأن "رفضه (ترامب) طلب موافقة الكونغرس مخالف للقانون".

بابا للمشاكل
 

واعتبر الجمهوري جاستن أماش، أنه "عندما نهاجم دولة كسوريا فلا بد من وجود تفويض من الكونغرس ودعم من الشعب الأمريكي".

وكان ترامب انتقد أوباما بشدة في العام 2013 لشنه عمليات عسكرية بدون موافقة الكونغرس.

ويمكن لطلب موافقة الكونغرس أن يفتح بابا للمشاكل بسبب الاختلافات الشاسعة في الرأي داخل كل حزب حول إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد أم لا، وحول إرسال قوات أمريكية على الأرض في سوريا.

ويفضل المسؤولون الجمهوريون تركيز عملهم داخل الكونغرس على مشروع الإصلاحات الطموح الذي يسعون إلى تطبيقه في العام 2017، وقال كوركر إنه ليس هناك أي نقاش مقرر قريبا حول قرار جديد.

وأكد زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الجمعة، أن لا شيء ملحا. واكتفى بالقول: "إذا اعتبر الرئيس أن الحصول على الموافقة سيعزز موقفه، فسأنظر في الموضوع".
التعليقات (0)