صحافة دولية

كاتب بريطاني: ما هو هدف ترامب من ضرب سوريا؟

إندبندنت: استدار ترامب 180 درجة من "أمريكا أولا" إلى ضرب الأسد- أرشيفية
إندبندنت: استدار ترامب 180 درجة من "أمريكا أولا" إلى ضرب الأسد- أرشيفية
نشرت صحيفة "إندبندنت" مقالا للكاتب ديفيد أزبورن، يعلق فيه على الضربة التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسوريا.

ويقول الكاتب إن "هذا ما تحصل عليه عندما يكون لديك رئيس انفعالي، فخلال 48 ساعة تحول ترامب من شعار (أمريكا أولا) إلى الغوص عسكريا في قلب صراع يدور على بعد آلاف الأميال من الوطن، حيث تحول من اللاانسجام إلى الانسجام، أم هل الأمر كذلك؟".

ويضيف أزبورن في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أن "الحديث عن الانسجام لا مفر منه، خاصة أن الرئيس الذي سبقه جعل نفسه وبلده يبدوان ضعيفين، فبعد أن قال إن الأسلحة الكيماوية خط أحمر ستؤدي إلى فعل أمريكي، تراجع عندما تم تجاوز الخط الأحمر، (وكان ذلك جزئيا بسبب التردد في لندن)، فهذا تفكير رئيس يعد (أمريكا قوية)".  

ويشير الكاتب إلى أنه "كان واضحا من كلام ترامب في المؤتمر الصحافي مع الملك عبد الله الثاني، عندما تحدث عن غضبه بسبب استخدام غاز الأعصاب ضد (الصغار الرضع)، بأن هناك شيئا قادما، وإن كان أتى على صورة وابل اسمي من صواريخ كروز ضد قاعدة جوية في حمص في غرب سوريا".

ويقول أزبورن: "نتصور أن ترامب يعتقد بأنه أصلح الخلل الذي تسبب به باراك أوباما، حيث تم تحذير العالم، والمقصود بالعالم هو موسكو بالإضافة إلى دمشق، بأن هذا الرئيس سيستخدم القوة العسكرية الهائلة لبلده إذا أثيرت حفيظته، وليس مهما أن يستدير 180 درجة خلال عدة أيام ليصل إلى تلك المرحلة".  

ويلفت الكاتب إلى أن "النتيجة -وهذا تقديره هو- أن القوة الأمريكية ستعني شيئا مرة أخرى، ولن يسخر من أمريكا ثانية، وقد يكون لذلك تأثير مفيد في مناطق أخرى من العالم أبعد من سوريا، فطهران تنبهت، وكذلك ربما بيونغ يانغ، ويبدو أن ما يقارب السبعين صاروخ (توماهوك) أطلقت من سفن في البحر الأبيض المتوسط بعد دقائق من مغادرة وفد الرئيس شي جين بنغ مأدبة عشاء مع ترامب في مارالاغو في فلوريدا".   

ويقول أزبورن: "يجب الملاحظة أن هذا لا يتعلق بهجوم على أرض أمريكا، فالويل والثبور إذن لأي حكومة تجد نفسها متهمة بدعم أي هجوم مستقبلي على الأراضي الأمريكية، وتتسبب بمقتل أمريكيين".

ويبين الكاتب أنه "بالنسبة لترامب، فإن حدسه السياسي سيقول له بأن التحرك يرضي الأمريكيين، وهو محق بذلك، فهو فاز في الانتخابات جزئيا؛ بسبب عدم الارتياح في قلب أمريكا (ولايات الوسط الأمريكي)، للشعور بأن أمريكا خسرت قوتها، بل ثقتها بنفسها تحت رئاسة أوباما، ولعدة أيام على الأقل ستوضع الأسباب التي أثرت في تفكير أوباما -بأن العراق والتجارب الأخرى هي حجة ضد تورط أمريكا أكثر في العالم العربي– جانبا، وستكون النغمة الجديدة لوسط أمريكا هي: القوة هي الموضة والمرواغة في الكلام لم تعد مقبولة". 

ويستدرك أزبورن قائلا: "كفى حديثا عن الانسجام وما نستطيع استنتاجه مما حصل هو أن ترامب يضرب عندما يريد، لكن العالم سيستنتج أيضا أننا أمام بيت أبيض حائر في سياسته الخارجية، كما هو في السياسات الأخرى كلها؛ لأن التناقضات كثيرة جدا، فهذا هو الرئيس الذي أغلق أمريكا أمام اللاجئين الفارين من المذابح في سوريا، والآن يتحدث عن وفاة الأطفال الرضع ليرسل بصواريخه". 

وينوه الكاتب إلى أن "هذا هو الرجل الذي قال عام 2013 عندما كان أوباما يفكر في السؤال ذاته بالضبط حول ضرب سوريا من عدمه، من خلال "تويتر": (مرة أخرى أقول لقائدنا الغبي، لا تهاجم سوريا، وإن فعلت فإن كثيرا من الأشياء السيئة ستحصل، ومن تلك المعركة لا تكسب أمريكا شيئا)".

ويقول أزبورن إن "هذا رجل أصر أيضا في عام 2013 بأن على أوباما الحصول على موافقة الكونغرس قبل توجيهه ضربة مباشرة للأسد، فقال: (على الرئيس أن يحصل على موافقة من الكونغرس، وسيكون خطأ كبيرا إن لم يفعل)".

ويتساءل الكاتب قائلا: "هل سعى ترامب للحصول على موافقة من الكونغرس؟ واضح أنه لم يفعل، وسيتبين فيما بعد إن كان على الأقل حذرهم من أن شيئا سيقع، وبغض النظر فإن هناك أسئلة بدأت تطرح حول شرعية الضربة، كما سنسأل أيضا إن كان قد منح حلفاءه الاحترام ذاته، لم يكن هناك وقت للنقاش في البرلمان هذه المرة، وهذا ما نعلمه".

ويقول أزبورن: "لكن كما هو الحال دائما، فإن السؤال الأهم هو: كم من التفكير أعطي هذا التصرف؟ حيث جاء بسرعة، ودعونا لا ننسى، فمع أن هناك جنودا أمريكيين على الأرض يقاتلون تنظيم الدولة والمجموعات المتعاونة مع تنظيم القاعدة (وفي الواقع زاد ترامب أعدادهم بشكل كبير)، فإن هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها أمريكا النظام بشكل مباشر".

ويضيف الكاتب أن "الساعة كانت الرابعة صباحا في موسكو عندما أطلقت الصواريخ، وكانت هناك مؤشرات في الأيام الأخيرة على وجود درجة من الخلاف بين الكرملين والأسد، فهل أخذ البيت الأبيض هذا بعين الاعتبار عندما قرر ضرب النظام، وقدر أنه لن يتسبب بأزمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ وهل تحدث ترامب وبوتين قبل الضربة؟ ستتكشف هذه الأمور كلها لاحقا، فلا نعرف الكثير بعد".

ويورد الكاتب أن "مسؤولا في البيت الأبيض وصف الضربة بأنها (ضربة تحذيرية.. كان لا بد منها وجاءت متوازنة)، لكن كما هو الحال دائما لا ندري ماذا سيأتي بعد، كانت هذه الضربة بمثابة ضربة على اليد للأسد فقط، فهل يتوقف ترامب عند هذا أم ينشر الطائرات المقاتلة؟ وهل نرى قوات برية تنتشر في سوريا في المحصلة؟ وهي الخطوة المنطقية التالية، لكن ذلك لن تكون له شعبية بين ناخبي ترامب".

ويتساءل أزبورن: "ما هو الهدف النهائي من هذا الفعل بالضبط؟ والأهم من هذا ماذا كان يأمل ترامب أن يحقق من تدمير عدد من الطائرات ومدرج؟ كل ما نعرفه عنه يشير إلى أنه لن تكون لديه أجوبة على هذه الأسئلة، فهو فقط يعرف أنه يريد ضرب الأسد ويستعرض عضلاته وعضلات أمريكا".

ويخلص الكاتب إلى القول إنه "في الوقت الحالي، على أي حال، فإن العضلات جواب شاف، وستزيد شعبيته وحتى الديمقراطيون سيترددون قبل الانتقاد، وقالت كلينتون في أول مقابلة عامة لها في نيويورك قبل أن تطلق الصواريخ: (أظن أنه كان علينا أن نكون أكثر استعدادا لمجابهة الأسد)، وأضافت للصحافي نيكولاس كريستوف من (نيويورك تايمز): (أعتقد أنه كان علينا ولا يزال علينا أن ندمر مطاراته العسكرية لنمنع طائراته من قصف الأبرياء وإسقاط غاز السارين عليهم)، وربما كان ترامب يستمع لذلك".
التعليقات (2)
أسير الصمت
الثلاثاء، 11-04-2017 03:06 م
بقايا راحلين
عربي
السبت، 08-04-2017 02:33 م
العرب يهنؤن ترامب الصهيوني علي ضرب سوريا