قضايا وآراء

يُحْكَى أن...

عمرو عادل
1300x600
1300x600
هذه الكلمات هي معلومات سريعة متتابعة عن بعض لقطات من تاريخ ما يسمى بالجيش المصري الذي يسيطر على كل شيء في مصر الآن؛ بدءا من الرمال إلى البشر، ولم يسلم من محاولات الاحتكار أي شيء تحت شمسها وفوق ترابها.

وهذا الاحتكار لن يترك شيئا إلا ودمره، وسيتحول مع الوقت إلى إزاحة كل ما يقف في طريقه بالسلاح كما حدث في انقلاب 3 يوليو، حيث أراد احتكار السلطة ليمهد الأرض لاحتكار الثروة والبشر، نعم البشر؛ فتجارة الأعضاء البشرية تجري تحت سمعه وبصره برعاية المؤسسة رفيقة الفساد المخابرات العامة. وقد أصبحت مصر الأسوأ عالميا في محاربة تلك التجارة.

وحتى يعلم القارئ حجم المأساة التي تعيش فيها مصر؛ ويعلم أن تلك المؤسسة هي العائق الأكبر في تاريخ مصر الحديث وهي ذراع التدمير الباطشة التي تريد تحطيم ما تبقى من مصر، فعليه أن ينزع حالة القدسية البائسة الكاذبة التي طبعتها هذه المؤسسة على نفسها.

المشهد الأول: بعد احتلال الإنجليز لمصر قام الخديوي توفيق الذي استدعى الإنجليز لإنقاذ عرشه بحل الجيش وكان على رأسه عرابي وأعوانه بمرسوم في 19 سبتمبر 1882. وكان ذلك قضاء على جيش حقيقي ينتمي للشعب وتمهيدا لإنشاء جيش آخر نرى قمة نجاحه الآن.

مشهد اعتراضي: عرابي يحاكم بمحكمة كل أعضائها مصريون ويدافع عنه محاميان إنجليزيان
المشهد الثاني: تكوين نواة الجيش المصري للعمل لصالح الإنجليز، وقد قام هذا الجيش تحت حماية الإنجليز بالآتي
·      الحرب بجانب الإنجليز لإخضاع السودان في صراع إنجلترا مع فرنسا  

·      اشترك مع الإنجليز ضد القوات العثمانية في الحرب العالمية الأولى

·      ساعد الإنجليز بما يقرب من مئة ألف جندي في غزو فلسطين واحتلال القدس

·      شارك الإنجليز في قمع ثورة 1919

مشهد اعتراضي ثان: من حكم على المصريين في حادثة دنشواي هم قضاة بكاملهم مصريون.

المشهد الثالث: بعد انقلابي يوليو 1952 ومارس 1954

·      انسحاب من سيناء عام 1956 وقد قام الشعب بحماية مدن القناة وعلى رأسها بورسعيد

·      انسحاب كارثي في يونيو 1967 وهزيمة ماحقة دمرت كرامة الأمة كلها

·      الحاكم العسكري لمدينة السويس يقرر تسليمها للصهاينة في 1973 لولا المقاومة الشعبية التي رفضت ذلك

·      تدمير ما تحقق من بعض الإيجابيات في حرب 73 باتفاقيات وقف إطلاق النار الأول والثاني وبالمعاهدة المشؤومة كامب ديفيد

 المشهد الرابع: انقلاب يوليو 2013

·      انقلاب عسكري دموي دمر موجة يناير الثورية مخلفا عشرات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من المعتقلين والمصابين والمطاردين.

·      التنازل عن ثروات مصر بلا مقابل لصالح عصابات الفساد المحلية والدولية

·      بيع أرض مصر والتفريط في حدودها

·      إقامة علاقات "دافئة" مع العدو الاستراتيجي لمصر ولكل الأمة؛ الكيان الصهيوني

·      إذلال وإفقار شعب مصر وتحويله لسلعة اقتصادية لصالح من يدفع أكثر وتدمير كل المكتسبات المتراكمة عبر مئات السنين.

إن ما تفعله تلك المؤسسة بمصر فاق بكثير ما فعلته قوات الاحتلال الإنجليزي، ربما اقترب مما فعله الفرنسيون أثناء غزوهم لمصر في أواخر القرن الثامن عشر، يشبهونهم في الرغبة في القتل بلا حساب والإذلال المتعمد للشعب.

إن مصر لن تنجو من المصير المشؤوم والصراعات شديدة العنف التي تدفعنا إليه تلك المؤسسة إلا بتحرير مصر من هذه الطغمة التي تجثو على أنفاس مصر.

لن تكون تيران وصنافير الأخيرة والحديث عنها كقضية منفصلة واعتبارها معركة كبرى هو عبث، فكل التفاصيل تتحرك بنا نحو قضية كبرى واحدة ألا وهي ضرورة تحرير مصر. ونخشى أن يأتي اليوم الذي تذكر فيه مصر في حكايات المساء بحكاية تبدأ بجملة يحكى أن... كان هناك مكان اسمه مصر باعه الخونة.
0
التعليقات (0)