سياسة عربية

هل خسر "سد الفرات" وظيفته "الكهرومائية" للأبد؟

صورة نشرها تنظيم الدولة بعد سيطرته على سد الفرات- تنظيم الدولة
صورة نشرها تنظيم الدولة بعد سيطرته على سد الفرات- تنظيم الدولة
عاد الحديث عن سد الفرات إلى الواجهة مجددا، لكنه هذه المرة بمنحى مغاير عن سابقه. فبعد أن راج الحديث عن مخاطر انهياره، بفعل استهدافه من قبل طائرات التحالف، بحسب مصادر، فقد أثار محام سوري تفاصيل جديدة عن السد الأكبر بسوريا، بذكره أن السد خسر وظيفته "الكهرومائية" إلى الأبد.

المحامي علاء السيد الناشط في المجالات الإنسانية والسياسية والتاريخية، اعتبر أن ما تم تداوله من أخبار بعيد استهداف السد الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة، كان بمثابة "التغطية على الكارثة الحقيقية التي لحقت بالسد، والتي مرت مرور الكرام"، على حد تعبيره.

وأوضح السيد المقيم في مدينة حلب في تدوينة مطولة نشرها على صفحته الشخصية "فيسبوك" تحت عنوان "القصة الكاملة لأحداث سد الفرات الأخيرة"، أنه "بفعل صاروخ جوي موجه بدقة، أصاب غرفة القيادة والتحكم بالسد الواقعة في الطابق الرابع من جسم السد، تم تدمير كافة تجهيزات التحكم بالتوليد الكهربائي لعنفات السد والبوابات أسفله".

وأضاف: "لقد سبق هذا الصاروخ صاروخ جوي آخر أصاب ساحة التوزيع الكهربائي الرئيسية التي تتحكم بالكهرباء المولدة من عنفات السد، وبهذا فإن إمكانية توليد الكهرباء قد انتهت للأبد، وتحول السد إلى سد مائي فقط".

وقال السيد: "إن السد لم يتعرض للقصف بقصد الهدم كما أشيع، وإنما بقصد إنهاء دوره في توليد الكهرباء".

وتابع: "لم يتم إطلاق الصواريخ على الطابق السابع وهو مكان تواجد العنفات، بل وبخبرة فنية مدروسة بدقة، تم الإطلاق على غرفة التحكم، ما سبب إغلاق فتحات السد السفلية بالكامل ورجوع المياه المتبقية أمام السد لتغمر الطوابق الثلاثة السفلية، التي تتواجد فيها كافة تجهيزات توليد الكهرباء أسفل العنفات ومحركات التجفيف وتخرجها عن الخدمة نهائيا".

وأشار السيد في تدوينته التي حظيت باهتمام وتفاعل كبيرين، إلى أن كمية المياه الحالية في البحيرة التي تقع خلف جسم السد، "لا تشكل خطرا على بنيته"، مبينا أن "ضعف تدفق المياه من المنبع حاليا، يؤجل الخطر إلى ما بعد شهر على الأقل في حال لم يتم التصريف".

وقال: إن "الهدف الحقيقي من كل هذه الضجة الإعلامية، هو التغطية على جريمة جرت بحق تزويد السوريين بالكهرباء النظيفة عديمة التكلفة".

حديث مبالغ فيه 

وتعليقا على ما قاله السيد، أكد مدير الموارد المائية في سد الفرات سابقا، المهندس إبراهيم العدهان، تحول سد الفرات في الوقت الراهن إلى سد مائي فقط، وذلك بعد تعطل محطات التوليد الكهربائية فيه.

لكن العدهان استدرك خلال حديثه لـ"عربي21"، بالقول إن "الحديث عن خسارة سد الفرات بشكل مستمر لتوليد الكهرباء، هو حديث مبالغ فيه، وهندسيا لا يوجد شيء غير قابل للصيانة، أو لعمليات الاستبدال"، كما قال.

وقال أيضا: "لا يمكن تقييم حجم الضرر إلا من خلال معاينته عن كثب، وبعد ذلك يتم التقييم الفني للأضرار، وعلى ضوء ذلك يتم البحث في عمليات الصيانة".

وعن الوضع الراهن للسد أوضح، أن السد في الوقت الحالي هو عبارة عن وسيلة لتخزين المياه.

وتابع بأن تصريف المياه من البحيرة مقتصر حاليا على قناة البليخ، التي تبعد عن المحطة الكهرمائية نحو 4 كيلو مترات، بكمية تصل لـ50 متر مكعب في الثانية، مقابل ما بين 300 و400 متر مكعب من المياه الجديدة التي تدخل البحيرة من مجرى النهر، وهو الأمر الذي أدى بحسب العدهان، إلى ارتفاع منسوب المياه إلى مستوى 300.266 متر، أي إن الفترة المتبقية حتى وصول منسوب المياه للحد المسموح فيه، تقدر بحوالي 30-40 يوما فقط.

واختتم العدهان، بالقول: "في حال وصلنا لذلك بدون عملية تصريف المياه المعطلة بفعل تعطل الرافعات الكهربائية التي بدونها لا يمكن رفع البوابات أمام المياه، فإن الجميع غير قادر على تصور السيناريوهات التي قد تحصل".

يذكر أن المعارك التي تدور بالقرب من السد، بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مدعومة بقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وبين تنظيم الدولة، لا تزال محتدمة.
التعليقات (0)