قضايا وآراء

عميل ثلاثي الأبعاد..

رضا حمودة
رضا حمودة - أرشيفية
رضا حمودة - أرشيفية
أن تكون عميلاً مزدوجاً لجهة ما أو دولة بعينها أو منظمة فهذا من قبيل المألوف والمتعارف عليه في عالم الجاسوسية والتخابر لجهات وأجهزة مخابراتية، أما ما هو جديد أن تكون العمالة ثلاثية الأبعاد على طريقة التقنية ثلاثية الأبعاد (3HD) على حد علمي المتواضع بملفات الجاسوسية، والتخابر، بمعنى أن تكون جاسوساً لحساب ثلاث جهات في وقت واحد فتحصل على صك، الخيانة العظمى من أوسع الأبواب!.

كل معارض لنظام 30 يونيه أصبح ممهوراً بخاتم التخابر والجاسوسية إعلامياً وقضائياً وربما كونياً لمجرد عمله في قنوات "معادية للنظام المصري" وتسعى لإثارة الفتنة بين الشعب المصري والتحريض على الشرطة والقوات المسلحة كما ورد في حيثيات قرار دولة السيسي، لذا كان حقيقاً على الإعلاميين محمدناصر ومعتز مطر وحمزة زوبع وأسامة جاويش أن ينضموا لطابور الخونة والإرهابيين، والعملاء ولكنهم عملاء من نوع خاص وفريد على طريقة تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد!، فنص الاتهام الطبيعي لاسيما لو كان المعارض صحفياً أو إعلامياً أن يكون جاسوساً لحساب ثلاثة جهات (جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بتمويل قطري تركي) ليكتمل ثالوث التخابر والخيانة العظمى!، هكذا بكل بساطة ودون تحري أو تحقيق أو توثيق أو الاستناد لأي معيار قانوني.

فلا عجب أن يكون (وائل قنديل وأحمد منصورومحمود مراد وأيمن عزام وأيمن نور وحاتم عزام ومحمد القدوسي وسليم عزوز وأحمد حسن الشرقاوي وسامي كمال الدين وآيات عرابي ونيفين ملك ورامي جان بل وشقيق الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى عم "نجاتي" بواب العمارة وغيرهم فكلهم في نظر السلطة إخوان و ممولين يعملون جواسيس لصالح الأجندات الثلاث الإخوانية القطرية التركية!، فقط لأن النظام الحاكم الآن يرى أن الشعب كله معارض في صورة فزّاعة جماعة الإخوان المسلمين، الشيطان
الأكبر ، فقد صار الكل في هذا العالم شعوباً وحكومات خدماً في بلاط التنظيم الدولي للإخوان المسلمين قولاً وفعلاً ودولاراً!، ولا حديث هنا أبداً عن حرية إبداء الرأي والتعبير أو عن المعارضة البناءة أو حقوق الإنسان فكلها أمور فرعية ثانوية تهون في سبيل المصلحة العليا للوطن والأمن القومي للبلاد!، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة التي تقودها مصر ضد الإرهاب الأسود كما يزعمون (وبالمناسبة هل هناك إرهاباً أبيض) حتى يكون هناك إرهاباً أسود؟!.

غير أن تلك الحالة تفرض تساؤلاً ملحاً ومنطقياً وهو أنه إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين بهذا النفوذ والتأثير الطاغي العابر للقارات والحدود وهذه القوة المفرطة التي تستطيع تجنيد حكومات وأنظمة (قطر وتركيا دائماً وأمريكا وإسرائيل وبريطانيا في رواية أحمد موسى ومصطفى بكري) وشخصيات إعلامية مرموقة للدفاع عن قضيتها وتلميع صورتها دولياً وإقليمياً على هذا النحو الذى يتم تصديره لنا، فلماذا فشلت في الصمود والبقاء في السلطة أكثر من عام واحد فقط وتم إزاحتها هكذا بكل سهولة من على كرسي السلطة؟؟! – سؤالي لأولي الألباب فقط أما الأغبياء فيمتنعون!. 
0
التعليقات (0)