صحافة دولية

تايم: ما سر صورة العجوز الحلبي التي انتشرت على الإنترنت؟

عاد أنيس لمنزله رغم الدمار الذي حل به - أ ف ب
عاد أنيس لمنزله رغم الدمار الذي حل به - أ ف ب
"تبدو الصورة وكأنها التقطت من فيلم سينمائي. سرير مبعثر ومغبر، حطام على الأرض، شباك أصفر مهشم تغطي بقاياه كل شيء، وعلى السرير يجلس رجل يحمل غليونه ويدخن ويستمع للمسجل. هذه هي حلب"، هذا ما افتتحت به مجلة "تايم" الأمريكية تقريرها عن صورة الرجل الحلبي التي انتشرت بشكل واسع خلال الأيام الماضية.

وتقول المجلة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا الرجل يعرف بمحمد محي الدين أنيس، ويدعى أبو عمر، وهو جامع للسيارات القديمة، أما الصورة فقد التقطت في التاسع من الشهر الجاري، وانتشرت كالنار في الهشيم، كرمز تعبر عن معاناة الأطفال الذي يتحملون أعباء الحرب منذ سبع سنوات.

وتشر المجلة إلى أن هذه "ليست هذه المرة الأولى التي نلتقي فيها أباعمر، ففي بداية 2016 كتب كرم المصري من وكالة فرانس برس قصة مؤثرة عن الرجل، عندما كان يعيش في الحي الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، والذي يدعى بالشعار، وكانت لديه 30 سيارة باسمه. لكن ومع التغييرات العسكرية وانتقال الحي من سيطرة الثوار إلى النظام بعد معركة كبيرة. هذا ما حدث في سياراته".

وقالت: "كان رئيس مكتب بيروت لفرانس برس، سامي كيتز، برفقة المصور الفوتوغرافي جوزيف عيد قد عادا إلى حلب بعد استشعارهم تأثير الحرب على السكان، وقد خططا لمتابعة قصة المصري وسياراته القديمة. وبمجرد وصوله إلى الحي، قادهم السكان المحليون إلى بيت أبي عمر". وكتب كيتز في تقريره أن نحو ثلث سيارات الرجل سرقت أو دمرت.

وقال عيد في حديثه لمجلة "تايم" الأمريكية: "طرقنا الباب الأخضر المصنوع من الفولاذ وفتح لنا"، وأضاف: "وجدنا أنفسنا مضطرين للبحث بعمق في حياة أبي عمر".

ويروي عيد: "بدأنا جولة في البيت.. انتبهنا إلى جهاز المسجل القديم. قال لنا إنه ما زال يستخدمه حتى الآن، بل وحتى يستخدمه بكثافة لأنه جهاز ميكانيكي ولا يعتمد على الطاقة الكهربائية لتشغيله".

وقال كيتز: "اقترح علينا تشغيل بعض الأسطوانات القديمة الموجودة لديه"، مشيرا إلى أنه "لا يمكنه سماع الموسيقى دون تدخين الغليون".

وقال: "انتظرنا حتى يشعل غليونه، ثم أدار الأسطوانة، وجلس ليستمع الموسيقى فوق سريره المحطم، في غرفته المدمرة، في منزله المدمر، وفي مدينته المنهكة وبلده الممزق. وضع واحدة من التسجيلات لأحب الموسيقى لديه، وكانت أغنية عربية قديمة للمغني محمد ضياء الدين".

ويشير عيد إلى أن أبا عمر ما زال مرتبطا بماضيه وبالأمور التي يحبها ويعتز بها، وبدون كل ذلك سيفقد هويته، ولهذا ما زال يصر على البقاء وإعادة حياته.

ويقول عيد: "إنها لحظة لا تنسى، كلما شعرت أو سأشعر باليأس والاستسلام لهموم ومشاكل الحياة، سأتذكر صورة أبي عمر وهو يدخن غليونه على سريره المدمر ويستمع للموسيقى التي يحبها".

وتختم المجلة تقريرها بالقول إن السبب الذي دفع الناس إلى مشاركة الصورة بهذا الشكل الواسع هي أنها "تلمس الروح والقلب".
التعليقات (0)