مقالات مختارة

هل كان نظام الأسد يشكل خطرا على إسرائيل كي تتآمر عليه؟

فيصل القاسم
1300x600
1300x600
ما إن اندلعت الثورة السورية قبل ست سنوات، حتى راحت وسائل إعلام ما يسمى بمحور الممانعة والمقاومة وعلى رأسها طبعا إعلام النظام السوري، راحت تتهم إسرائيل بأنها وراء الثورة السورية، وبأن كل من رفع صوته ضد النظام هو عميل للصهيونية. تهمة يكررها النظام منذ عشرات السنين في وجه كل من يوجه انتقادا، ولو حتى لأسعار الفجل والخس والبطاطا في سوريا الأسد. أسهل تهمة في سوريا تجعلك تختفي وراء الشمس هي تهمة العمالة لإسرائيل. وقد استغل النظام هذه الكذبة استغلالا بارعا على مدى عقود، بحيث لم يعد السوريون قادرين حتى على انتقاد رئيس البلدية في القرية لتقصيره في تزويد القرية بالمياه؛ خشية أن يتهمهم النظام بالعمالة للصهيونية والامبريالية. وبالتالي، لم يجد النظام أفضل من الشماعة الإسرائيلية لتشويه الثورة ووصمها بالخيانة والعمالة لإسرائيل.
لا شك أن إسرائيل عدوة لسوريا ومن صالحها أن يكون أعداؤها في أسوأ حال على مبدأ نابليون الشهير: إذا رأيت عدوك يدمر نفسه، فلا تقاطعه. ولو كان النظام نفسه مكان إسرائيل لربما تعامل مع الأزمة في أي بلد مجاور معاد له بالطريقة النابليونية الاستغلالية نفسها.
لكن السؤال الأهم الذي يسأله كثيرون الآن بعد كل ما حصل في سوريا: هل كان من مصلحة إسرائيل التآمر على نظام الأسد وإيصاله إلى هذا الوضع الكارثي؟ ما هو السبب الجوهري الذي يجعل إسرائيل تريد أن تنتقم من النظام السوري الذي يحمي حدودها منذ خمسين عاما كما يحمي عينيه برموشه؟ هل إذا كان لديك كلب مخلص يحمي بيتك ستقوم بالقضاء عليه؟ مستحيل، فمن عادة الناس أن تعامل كلاب الحراسة معاملة طيبة جدا، مكافأة لها على خدماتها الجليلة في توفير الأمن والسلام لها. 
لو كان الجيش السوري على وشك الهجوم على إسرائيل وتحرير فلسطين أو على الأقل تحرير الجولان السوري المحتل، لربما صدقنا كذبة التآمر الإسرائيلي على نظام الأسد، لكن الإسرائيليين في الجولان تفرغوا على مدى عشرات السنين لكتابة الشعر والاستماع إلى الموسيقى؛ لأن الجولان تحول إلى أجمل وأهدأ منطقة للاستجمام في إسرائيل، بعد أن منع النظام حتى العصافير أن تخترق الحدود الإسرائيلية.
إن من يسمع الإعلام السوري وهو يتهم إسرائيل بالوقوف وراء الثورة السورية على النظام، يأخذ الانطباع فورا بأن الجيش السوري كان على أبواب القدس عندما اندلعت الثورة، فقامت إسرائيل بتحريض السوريين على رئيسهم كي تبعد خطر الجيش الأسدي عن المسجد الأقصى. 
أرجوكم أن تجيبوني عن هذه الأسئلة التالية؛ لربما أنا مخدوع أو غابت عني حقائق خطيرة! 
هل كانت سوريا منذ أن حكمها النظام الحالي تشكل خطرا على إسرائيل، كي تخشى منها إسرائيل وأمريكا وتتآمرا عليها لتدميرها؟ كل شيء في سوريا كان لمصلحة إسرائيل قبل الثورة. شعب مقموع ذليل لا يمكن أن يرمي حجرا على إسرائيل. وكلنا شاهدنا ماذا حصل للجنود والضباط السوريين الذين صدقوا كذبة المقاومة، فحاولوا مهاجمة الحدود الإسرائيلية، فكانت النتيجة أن النظام أخفاهم وراء الشمس؛ عقابا لهم على مجرد تعكير صفو إسرائيل. ولا ننسى أن الطيران الإسرائيلي يطير أسبوعيا فوق قصر الرئيس، دون أن يتجرأ أحد على إطلاق رشة ماء على الإسرائيليين. 
هل من مصلحة إسرائيل التآمر على بلد محكوم بالحديد والنار والبسطار العسكري والمخابراتي منذ عام 1970 كما تريد إسرائيل تماما؟ ما مصلحتها في تحريك الشعب السوري الخائف المقموع المستكين الذي لا يستطيع أن يفتح فمه إلا عند طبيب الأسنان؟ هل كانت تخاف من النهضة الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية السورية التي تنافس النهضة اليابانية كي تعرقلها وتقضي عليها؟ ألم يعمل النظام على تعطيل أي نهضة صناعية أو تكنولوجية أو حتى زراعية في سوريا؛ تنفيذا للمطالب الإسرائيلية؟ لو نظرت فقط إلى الشروط التعجيزية المطلوبة لفتح مدجنة دجاج في سوريا، لعرفت فورا أن مهمة النظام الأولى هي حماية إسرائيل من أي نهضة علمية، يمكن أن تهدد إسرائيل لاحقا. لقد تحولت سوريا في عهد القائد الخالد إلى أفسد دولة في العالم؛ من أجل أن تبقى إسرائيل النموذج الأفضل في المنطقة؟
لقد هجرت معظم العقول السورية النابغة إلى الخارج؛ لأن النظام كان يمنعها من تحقيق أحلامها وطموحاتها في البلد خدمة لإسرائيل. 
هل كان لدى سوريا قبل الثورة اقتصاد عظيم يهدد الاقتصاد الإسرائيلي؟ أم كان اقتصادا ذليلا لا يمكن أن ينافس حتى بوركينا فاسو، فما بالك أن ينافس إسرائيل؟ هل يمكن أن تخشى إسرائيل من نظام سياسي قذر ومتسلط وطغياني وفاشي يجعل أحقر دول العالم تبدو ديمقراطية بالمقارنة معه؟ ألم يكن النظام السوري مثاليا بالنسبة لإسرائيل كي تبقى إسرائيل في نظر العالم الديمقراطية الأجمل في المنطقة؟
هل تآمرت إسرائيل على نظام الأسد فعلا، أم إنها سبب بقائه حتى الآن؛ لأنها لم تجد كلب حراسة أفضل منه؟

فيصل القاسم
1
التعليقات (1)
عبدالله العثامنه
السبت، 11-03-2017 09:35 ص
حتى لو كان مقاوما وممانعا فهل تجيز له وطنيته الفائضه أن يقتل مليون سوري مليون سوري !! والله اسرائيل ما قتلت من العرب مجتمعين ربع هذا المبلغ في 68 سنه وهو قتلهم في ست سنوات !! فأيهما أشد خطراً ؟! هذا عدا عن تدمير مدن سوريا وتشريد نصف سكانها وفرشها لكل شراميط الأرض ليتعاهروا فيها،، بعض الناس لا تدري أن الكثير من المدنيين السوريين الذين قتلتهم براميل وكيماوي بشار كانوا من المؤيدين له الراضين بحكمه المستكينين لنظامه لكن ورغم ذلك قتلهم حقدا وتشفيا كأنه يقول اللي ضدي أقتلهم واللي معي أقتلهم والمحايدين أقتلهم حتى الحيوانات ما سلمت منه ،ولا زال المجتمع الدولي يراوغ روغان الثغالب ويحتال لحمايته وبقاءه خوفا على مستقبل اسرائيل التي تعيش حالة هستيريا خوفا على كلابها الضاله التي شارفت على الهلاك فترى نتنياهوا يهرع الى بوتين وامريكا يقبل الأيادي طلباً لمزيد من الاسعافات لكلابه المحتضره وبيقولك راح عند بوتين عشان يحجّم ايران !!!! وايران نفسها أهم كلب سلاقي في منظومة الكلاب الاسرائيليه النبّاحه التي لا يستغنى عنها في كل المناسبات،، وايران نفسها تحتضر ونتينياهو يلطم عليها حتى تورمت خدوده وأجمرّت أصداغه لعلمه أن نهاية اسرائيل لها مقدمات وأول مقدماتها الربيع العربي يليه الربيع الايراني يليه الربيع الاسرائيلي "حرب أهليه بين الاشكناز والسفارديم"،، لقد أسقط في أيديهم ،، واللي يعيش ياما يشوف .