ملفات وتقارير

غضب فلسطيني تجاه صحيفة محلية.. ما السبب؟

مراد السوداني: إصرار الصحيفة على نشر هذه الإعلانات سيقابل بخطوات تصعيدية- تويتر
مراد السوداني: إصرار الصحيفة على نشر هذه الإعلانات سيقابل بخطوات تصعيدية- تويتر
تسبب استمرار نشر صحيفة فلسطينية محلية إعلانات إسرائيلية؛ في غضب واستنكار المجتمع الفلسطيني، الذي اعتبر ذلك ترويجا لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، ومنحه حضورا مجانيا في الإعلام الفلسطيني.

وتضمنت أعداد لصحيفة "القدس" الفلسطينية خلال الأسبوع الماضي؛ عدة إعلانات إسرائيلية، منها إعلان لما يسمى "الإدارة المدنية" الإسرائيلية خاص بالمخطط الاستيطاني قرب مدينة رام الله المحتلة، وإعلان لصحيفة "هآرتس" العبرية، وغيرها.

وأوضحت صحيفة "القدس" التي أسست عام 1951 وتعمل تحت سلطة الاحتلال، وتتخذ من الشطر الشرقي في مدينة القدس المحتلة مقرا لها، على لسان نائب رئيس تحريرها، أمجد العمري، أن "هذه الإعلانات يتم نشرها ليس لعائدها المادي، وإنما لأنها تخدم مصالح المواطنين الفلسطينيين" وفق قوله.

وقال العمري لـ"عربي21" إن "المواطن الفلسطيني الذي يقيم في مناطق (ج) التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية، ويريد أن يبني بيته؛ يتقدم للإدارة المدنية للحصول على ترخيص، وهو ما يتطلب نشر إعلان في الصحف المحلية بترويسة الإدارة المدنية الإسرائيلية".

وأضاف: "من ناحية أخرى؛ أحيانا تحتاج الإدارة المدنية الإسرائيلية أن تعلن للجمهور عن مصادرة أراض في منطقة ما (لصالح الاستيطان)، فهل من الأفضل أن يعرف المواطن بهذا الأمر أم لا؟".

وحول اتهام الصحيفة بأنها تروج للاحتلال والاستيطان؛ رد العمري بأن "هذه الإعلانات لا تعني ترويجا للاستيطان، ونحن دائما نعمل على كشف مخططات الاحتلال الاستيطانية"، معتبرا أن "هناك حملة ظالمة لتشويه صورة الصحيفة؛ لا نعرف أهدافها، أو من الذي يقف خلفها" وفق تقديره.

ترويج لأنسنة مفبركة

واستنكر عديد الاتحادات والنقابات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، في مؤتمر صحفي الخميس الماضي، ما قامت به صحيفة "القدس" من نشر إعلانات إسرائيلية، مطالبين الصحيفة بـ"الاعتذار الرسمي عن نشر هذه الإعلانات".

وعبّر الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، مراد السوداني، عن رفضه لسياسات صحيفة القدس "التي لا تريد أن تكف عن حضور الإدارة المدنية الإسرائيلية على صفحاتها"، موضحا أن "البعد الرمزي والوطني لما تحمله تلك الجريدة؛ يجب أن يعزز بالفعل الملتزم بما يليق بالإعلام الفلسطيني الذي نزف الشهداء".

وأضاف لـ"عربي21": "على كافة الفضاءات الإعلامية أن تقف ضد الاستيطان، لا أن تحتضنه من خلال نشر تلك الإعلانات المرفوضة التي تصيب الوعي الفلسطيني بمقتل، تحت مبررات وذرائع واهية".

ودان السوداني بشدة استمرار الصحيفة في نشر إعلانات الاحتلال، "رغم كل الأصوات الوطنية التي ارتفعت مطالبة إياها بالتراجع عن ذلك"، مؤكدا أن الاتحادات والنقابات الفلسطينية المختلفة "سيكون لها موقف حاسم وصارم من هذا الأمر".

وتساءل: "ما هي الفائدة المرجوة من نشر مقابلة في 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 مع وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على صدر الصفحة الأولى ليقدم أنسنته المفبركة والمزورة؟ ولماذا الإصرار على نشر هذه الإعلانات في الوقت الذي نخوض فيه اشتباكا في القدس مع الاحتلال والإدارة الأمريكية التي تسعى لنقل سفارتها إلى المدينة المقدسة التي تتعرض لكل سياقات المحو والاستباحة ونهب التراث؟".

وقال السوداني إن "من المحزن والمخجل أن تستمر الصحيفة في نشر تلك الإعلانات"، مضيفا أن "إصرارها على هذا النهج؛ سيقابل بخطوات تصعيدية سيعلن عنها في حينه من قبل الكل النقابي الفلسطيني".

مطالبة بالاعتذار

من جهته؛ أكد عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، موسى الشاعر، أن "استمرار صحيفة القدس في نشر تلك الإعلانات؛ يشكل غطاء للاحتلال على اعتبار أنه حقق هدفه بإيصال ما يريد للمواطن الفلسطيني، ومنحه فرصة الاعتراض على ما ينوي القيام به؛ إن لزم ذلك".

وأضاف لـ"عربي21": "يندرج نشر هذ الإعلانات تحت بند الترويج لسياسة الاحتلال الاستيطانية التي تهدف إلى مصادرة الأراضي الفلسطينية، وبناء مستوطنات جديدة عليها".

وطالبت النقابة صحيفة القدس بـ"وقف نشر إعلانات الاحتلال والتراجع عنها، وفي حال لم تتراجع عن ذلك؛ سنتخذ موقفا باتجاه منع توزيعها، ونطالب كافة المؤسسات والشركات الفلسطينية المختلفة بالامتناع عن نشر إعلاناتها فيها" بحسب الشاعر، الذي أكد أن "الحل الوحيد أمام الصحيفة هو تراجعها عن نشر إعلانات الاحتلال، والاعتذار لشعبنا".





التعليقات (0)