ملفات وتقارير

"واعظات السيسي".. تجديد أم تسييس للخطاب الديني؟

الشيخ ناصر شرف: الخطاب الدعوي مسيس منذ تولي محمد مختار جمعة وزارة الأوقاف- تويتر
الشيخ ناصر شرف: الخطاب الدعوي مسيس منذ تولي محمد مختار جمعة وزارة الأوقاف- تويتر
في إطار سعي وزارة أوقاف الانقلاب بمصر، إلى الاستجابة لدعوات عبدالفتاح السيسي لما يسمى "تجديد الخطاب الديني"؛ قامت الوزارة السبت بتعيين 144 واعظة للمرة الأولى على مستوى الجمهورية، وسط تساؤلات عما إذا كانت هذه الخطوة دعوة لتجديد الخطاب الديني أم تسييسه.

واتهم وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، والأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، جمال عبدالستار، أوقاف السيسي بالعمل على فكرة الوزارة إبان عهد الرئيس محمد مرسي "والتي أفشلها انقلاب السيسي" كما قال.

نشر أفكار السيسي

وأضاف عبدالستار لـ"عربي21": "بخصوص تخريج الداعيات والواعظات؛ كان هناك جهد كبير لإنجاز هذا العمل في عهد الرئيس مرسي، بحيث يقمن بتقديم الدروس الشرعية للنساء، وخاصة ما يتعلق بالمسائل النسائية، ولكن تم إغلاق هذا الملف بسبب وقوع الانقلاب العسكري".

وتابع: "الآن؛ يحاولون العودة إلى الأمر مجددا، ولكن بمواصفات مختلفة هذه المرة، وبجيل جديد من الداعيات اللواتي لا يقمن بغرس القيم والمفاهيم الدينية، وإنما ينشرن المفاهيم التي يريد السيسي أن ينشرها، والمعاني التي يريد السيسي أن يغرسها بين النساء".

ورأى أن نظام السيسي "لم يأت لإقامة الدين، وحفظ الحريات، وغرز القيم، وقد شاهدناه يعتقل العلماء والدعاة، ويحرق المساجد ويحاصرها ويغلقها، ويقيد الدعوة فيها" موضحا أن "هذا يدل على أن السيسي لا يخطط إلا لبقاء منظومته، وإنشاء وغرس من يقوم بنشر أفكاره".

لا علاقة للسيسي

وعلى الجانب الآخر؛ أكد وكيل وزارة الأوقاف، ورئيس القطاع الديني، الشيخ جابر طايع، أن الوزارة تعمل على إعداد هذا العمل منذ عام، وأنها نجحت في تخريج 144 واعظة، مشيرا إلى أن "من المقرر مضاعفة هذا الرقم مستقبلا".

ونفى أن يكون إنجاز هذا العمل "بأوامر" من السيسي ، قائلا لـ"عربي21": "هو جهد خالص، ولا علاقة له بتكوير الخطاب الديني".

وطالب طايع بـ"عدم المزج بين السياسة والدين في مثل هذه الأمور"، مشددا على أن ما تقوم به الوزارة هو "عمل تنظيمي إداري بحت، خاضع للأوقاف، ولا علاقة له بالسياسة".

وكشف عن أن "عمل الواعظات يخضع لرقابة دائمة، حتى لا ينحرفن عن مقصد رسالتهن"، مضيفا أن "هناك ضوابط لمنع انخراطهم في أمور وقضايا سياسية، من خلال متابعتهم من التفتيش ومدراء المديريات والإدارات التابعة للأوقاف".

وأوضح أن اختيار الواعظات "خضع لإجراءات وضوابط دقيقة، منها أنه يحظر عليهن التحدث في غير أمور الدين، ومن تخرج عن هذا السياق، أو تسيس الوعظ، أو نستشعر أن لها أجندة ما؛ فإنه سيتم سحب الترخيص منها".

تجديد أم تسييس الخطاب الديني؟

من جهته؛ رأى إمام وخطيب أن "وجود المرأة الداعية أمر في غاية الأهمية، والجهد المبذول في تعليم المرأة الإسلام الصحيح لا دخن فيها، ولا يكاد يذكر إذا ما قورن بالجهد المبذول مع الذكور، رغم أن عدد الإناث أكثر من الذكور في بلادنا على حد علمي".

واستدرك الشيخ ناصر شرف في حديثه لـ"عربي21" بالقول: "لكن في ظل تجريف وتجميد وتجفيف الخطاب الديني في عهد وزير وقف الحال الدعوي، محمد مختار جمعة، المختار بعناية من قبل سلطة العسكر؛ فإن خطوة كهذه لا ينبغي استقبالها بارتياح، بل ينبغي أخذ الحذر منها".
 
وأكد شرف أن "الخطاب الدعوي مسيس منذ توليه جمعة الوزارة، والأئمة ضجوا من التكرار الممل الداعم لأهداف الدولة، حتى أن الوزير وضع خطة للخطب على مدار خمس سنوات، ثم يزعمون أنهم يجددون الخطاب الديني".

متوقف على النوايا

بدوره؛ قال عضو لجنة الفتوى السابق بالأزهر، هاشم إسلام، إن الحكم على تخريج هذا الكم من الواعظات دفعة واحدة "متوقف على النوايا"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "دور المرأة في الدعوة مهم جدا".

وقال لـ"عربي21" إن "الأيام المقبلة ستكشف لنا ما خفي عنا، وسنعرف حقيقة الدعوة التي تحملها الواعظات بين أيديهن"، مشيرا إلى أن "العمل في حد ذاته مشروع، وإذا كان في الأمر تسييس للدين؛ فسوف تكشفه الأيام".

ولفت إسلام إلى أن "القوانين الموجودة في مصر مقيدة للدعوة، والحرب على الإسلام مستعرة بكل الطرق المعروفة وغير المعروفة، والحرية الفكرية معدومة، وحرية الرأي مقيدة".
0
التعليقات (0)