سياسة دولية

ميركل: لهذا سأزور مصر وألتقي بالسيسي والطيب وتواضروس

تُعد زيارة ميركل إلى مصر هي الثالثة بعد زيارتيها السابقتين في عامي 2007 و2009- (أرشيفية) أ ف ب
تُعد زيارة ميركل إلى مصر هي الثالثة بعد زيارتيها السابقتين في عامي 2007 و2009- (أرشيفية) أ ف ب
تصل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الخميس المقبل، إلى القاهرة، في زيارة تستمر يومين، حسبما أفادت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية أولريكه ديمر، في تصريحات أوردها بيان صادر عن السفارة الألمانية بالقاهرة، الجمعة.

وحسب البيان، لن يستقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، المستشارة ميركل، في المطار، وسوف يكون في استقبالها رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، أسوة بما جرى خلال زيارة السيسي إلى ألمانيا في كانون الثاني/ يناير 2015، إذ استقبله بمطار تيغل العسكري بالعاصمة برلين، ممثل عن الحكومة الألمانية.

وتجري المستشارة الألمانية، خلال الزيارة، محادثات سياسية مع السيسي، وشيخ الأزهر، أحمد الطيب، وبطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني، كما تلتقي، والسيسي، مع ممثلين ألمان عن القطاع الاقتصادي والتجاري، وتتناول وضع المؤسسات السياسية الألمانية والمجتمع المدني بمصر، وفق السفارة.

وسوف تتركز المحادثات، خلال الزيارة، بحسب السفارة، في العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، وقضايا إقليمية في إفريقيا، والوضع في ليبيا، وسياسة الهجرة.

ميركل: هذا ما سأبحثه

وفي كلمة بثتها، السبت، قالت المستشارة الألمانية، إن مصر تُعد محور الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، وإن مصر قد أقرت اتفاقية سلام مع "إسرائيل"، وسعت إلى الحفاظ على السلام منذ وقت طويل.

وأضافت: "نحن نسعى إلى العمل على إقرار حل الدولتين، ولا بد من أن يجلس الإسرائيليون والفلسطينيون على طاولة المفاوضات، وذلك بدعم ومساعدة دول الجوار مثل مصر والأردن"، مشيرة إلى أنه "ليس لدينا بديل سوى حل الدولتين لإقرار السلام، وهذا ما سوف يتم التباحث بشأنه مع السيسي، الخميس المقبل".

وأضافت أن ألمانيا تتوق إلى استقرار ليبيا، وتعول على العمل مع مصر من أجل دعم الاستقرار هناك، وتابعت: "بدون الاستقرار السياسي لليبيا لا يمكن أن نضع حدا للهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر".

وأردفت: "مصر تقوم بدور محوري وأساسي في دعم استقرار ليبيا، ونحن نؤيد مساعي مصر بشدة، التي تؤدي دورا مهما أساسيا بالتنسيق مع تونس والجزائر في هذا الشأن".

وفي المجال الاقتصادي، أشارت ميركل إلى أن الرئيس المصري والحكومة المصرية، قد أقرا خطوات التحول الاقتصادي في البلاد، منبهة إلى أن مصر بلد كبير، ولذا تحتاج إلى خطوات إصلاحية اقتصادية كبيرة لإحداث توازن بين النمو السكاني والإصلاح الاقتصادي، وفق وصفها.

وأكدت ميركل أن ألمانيا ترحب بالخطوات الإصلاحية الاقتصادية، وتؤيد وتدعم برنامج صندوق النقد الدولي الشجاع، وتدعم الخطوات الاقتصادية الجريئة التي تتخذها مصر من أجل تحقيق الاستقرار، على حد تعبيرها.

واختتمت كلمتها بالقول: "سوف أناقش خلال زيارتي للقاهرة، أيضا، كيفية عودة عمل المنظمات المدنية الألمانية، التي تقوم بدور مهم كجسر تواصل بين البلدين".

مكرم يعلق

وتعليقا على الزيارة قال الكاتب السياسي المصري، المقرب من السلطات، مكرم محمد أحمد، إن المستشارة الألمانية من أهم الشخصيات الأوروبية تأثيرا سواء داخل الاتحاد الأوروبي أو خارجه.

واعتبر أن زيارتها المرتقبة للقاهرة، نهاية الأسبوع، مهمة للغاية، وخاصة اللقاء المزمع عقده مع البابا تواضروس الثاني، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وهما يمثلان رأس أكبر مؤسستين دينيتين في مصر، وفق قوله.

وأضاف مكرم، في تصريحات صحفية، أن الهدف من اللقاء هو تأكد ميركل من حسن العلاقة بين شقي الأمة المصرية "المسلمين والمسيحيين"، والتطلع للدور الذي يقوم به الأزهر، وكذلك الكنيسة لتقوية هذه العلاقة، وتصديهما لأي محاولات لتشويه هذه العلاقة، وأن خير من يؤكد هذا هو البابا تواضروس، والإمام الطيب.

ومن جهته، رحب السفير الألماني في القاهرة، يوليوس جيورج لوي، بالزيارة، قائلا إنها تُعد مؤشرا مهما على حيوية العلاقات الألمانية المصرية، التي لا تقتصر على المجالين السياسي والاقتصادي فحسب، بل تمتد لتشمل أيضا اتفاقيات وثيقة بين البلدين في مجالات الثقافة والعلوم والمجتمع المدني، وفق وصفه.

وتُعد زيارة ميركل إلى مصر هي الثالثة بعد زيارتيها السابقتين في عامي 2007 و2009.

زيارة السيسي

وكان السيسي زار ألمانيا في حزيران/ يونيو عام 2015. وأثارت الزيارة حالة من الجدل في الأوساط الألمانية بين مؤيد ومعارض، وبالأخص مع إعلان رئيس البرلمان الألماني إلغاء لقائه مع السيسي، في وقت أيدت فيه المستشارة الألمانية الزيارة، وسط ضغوط رافضة من البرلمان، وعدد من المنظمات الحقوقية الألمانية والدولية.

وأثارت الزيارة وقتها اهتماما واسعا من الصحف الألمانية، التي اتجه معظمها للإشارة إلى انتهاكات النظام المصري ضد معارضيه، ووصف السيسي بـ"الديكتاتور".

وخلال الزيارة أبرمت شركة "سيمنز" الألمانية مع مصر، أكبر تعاقد في تاريخ الشركة، لإنشاء محطات توليد كهرباء تعمل بالغاز والرياح بلغت قيمتها ثمانية مليارات يورو، "ستزيد إنتاج الكهرباء بنسبة 50%"، وفقا لـ"سيمنز".

كما شهدت الزيارة احتشاد المؤيدين للسيسي لاستقباله، وعلى رأسهم وفد من الفنانين المصريين، والإعلامي أحمد موسى، الذي كان يلاحقه وقتها حكم نهائي بالحبس سنتين في قضية "سب وقذف".
التعليقات (3)
احذروا
الأحد، 26-02-2017 10:40 ص
بدايه مارس شهر الحروب الماسونيه ) اكيد ورا الزياره مخطط دموي
معتز
الأحد، 26-02-2017 01:01 ص
اوروبا على لسان المانيا تقول للشعوب العربية نحن لن ندعم حكومات تكون منبثقة منكم بل دعمنا وحبنا وقلوبنا مع حكومات تكون منبثقة من الجيش والانقلاب. نعم هذا هو الغرب لانهم يدركون جيدا ان حكمت الشعوب في بلداننا لن تذهب خيراتنا اليهم.
Kamel Gad
السبت، 25-02-2017 10:24 م
واضح جدا أن ميركل تعول كثيرا على كراهية نظام السيسي للإسلام ومعاداته لكل ما هو إسلامي من جانب وولائه المتنامي لليهود والنصارى من جانب وتفانيه في الذود عن أمن إسرائيل ومستوطناتها في أرض فلسطين وتفهم سعي اليهود الحثيث لطمس هوية القدس العربية الإسلامية وهدم المسجد الأقصى???ميركل تأمل أن تصبح مصر في عهد السيسي المركز الرئيس لانطلاق جهود وحملات التنصير في المنطقة العربية وأن ترتبط جهود تنصير مسلمي مصر المقهورين الذين سحقهم الفقر وأذلهم المرض ارتباطا وثيقا ببلوغ آمال السيسي وتطلعاته إلى سلام دافيء مع الدولة العبرية