ملفات وتقارير

هل أنهى فصله من حزبه "الخاص" طموحات ساويرس السياسية؟

أخرج السيسي آخر الوزراء المحسوبين على ساويرس من الحكومة- أرشيفية
أخرج السيسي آخر الوزراء المحسوبين على ساويرس من الحكومة- أرشيفية
من مؤسس للحزب، إلى رئاسة مجلس الأمناء، إلى مجرد عضو في المجلس، وأخيرا الطرد من الحزب برمته.. هذا هو حال مؤسس "حزب المصريين الأحرار، الملياردير نجيب ساويرس.

فقد عادت أزمة الخلافات داخل الحزب، ذي الخلفية الليبرالية، الذي أسسه ساويرس في أعقاب ثورة يناير 2011، إلى السطح مجددا، في أعقاب سلسلة أحداث وإجراءات انتهت بفصل ساويرس نهائيا، الثلاثاء، من الحزب.

وانقسم الحزب بين مؤسسه نجيب ساويرس، الذي يحاول جاهدا استعادة مقاليد الحزب وقيادته من جديد، وبين زعيمه الحالي عصام خليل، وأمين لجنة الإعلام في الحزب نصر القفاص، اللذين يؤكدان قانونية إجراءاتهما القانونية.

واتهم أنصار ساويرس القيادة الحالية باختطاف الحزب بدعم من أجهزة أمنية؛ للسيطرة عليه، وتفتيته، مثلما حصل مع أحزاب سابقة، وفق تصريحات رئيس مجلس أمناء الحزب السابق، أسامة غزالي حرب.

ويرى مراقبون أنه بفصله من الحزب، وقبلها اضطراره للتخلي عن قنوات "أون تي في " لصالح رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، الذي يُعتقد أنه يتلقى دعما من المخابرات الحربية، يكون ساويرس قد خسر أهم كيانين في مسيرته السياسية والإعلامية.

وكان ساويرس قال الأسبوع الماضي إن الحزب تم اختطافه، وأصبح دوره أن "يطبل ويزمر"، مثل الحزب الوطني في عهد حسني مبارك.

وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور": "مش منطقي إن علاء عابد خبير التعذيب يبقى رئيس لجنة حقوق إنسان (بمجلس النواب المصري)، واللي باع مؤسس الحزب يبيع أي حاجة، وهو أثبت غباءه بسعيه لتغيير التاريخ، وأتحدى أي شخص يدعي أنني اتخذت مواقف ضد الدولة"، كما قال.

ويشار إلى أن التعديل الوزاري الأخير في مصر أخرج آخر الوزراء المقربين من ساويرس من الحكومة.

اقرأ أيضا: هل ندم ساويرس على وقوفه ضد الإخوان؟ (فيديو)

"يختلق الأزمات"

وفي هذا الصدد، نفى القفاص وجود أزمات داخل الحزب، وقال لـ"عربي21" إن "هناك من يحاول اختلاق أزمات"، مضيفا أن "هناك كتلة برلمانية من 60 نائبا ومكتبا سياسيا متماسكين، ورئيس حزب منتخبا، ومؤتمرا عاما اتخذ قراره بأغلبية ساحقة"، وفق قوله.

ووصف القفاص اتهامات ساويرس وأنصاره بشأن اختطاف الحزب بـ"المختلقة"، وتساءل: "هل يقصد قيادات وأعضاء الحزب وكتلته النيابية التي تسعى لاختطافه؟ أم أجهزة بعينها؟ عليه أن يقول ما هي الأجهزة الأمنية التي تسعى لذلك".

وأضاف: "ادعاءات ساويرس بأن الحزب خرج عن برنامجه وفكره الليبرالي.. فما هي الليبرالية التي يعنيها إن لم تكن الديمقراطية التي جاءت بالدكتور عصام خليل رئيسا للحزب، وليس نجيب ساويرس الذي يملك المال، وتسعى خلفه الصحافة والإعلام؟"، على حد قوله.

واعتبر أن مآخذ ساويرس على سياسة الحزب ليست في محلها، قائلا: "إنه يرى أننا لم نقف مع اقتراح برغبة في تغيير قانون ازدراء الأديان الذي قُدم للجنة التشريعية والدستورية بشكل خاطئ، ولكننا وقفنا وراء عدد من القوانين التي تعد جزءا من برنامج الحزب؛ كقانون القيمة المضافة، والخدمة المدنية".

اقرأ أيضا: رجال الأعمال والسيسي: صراع مصالح أم أدوار انتهت؟

اللجوء للقضاء

في المقابل، قالت النائبة المفصولة من الحزب، نادية هنري، إن القضاء هو الذي سوف يحسم الخلافات داخل الحزب، وأضافت لـ"عربي21": "لقد فات الأوان للتصالح، وجلوس الأطراف المتخاصمة على مائدة واحدة، ولا بد من وقف هذا النزيف من خلال القضاء".

وأكدت أن الخلافات داخل الحزب "أثّرت على دور النواب داخل البرلمان، والتعاطي مع أزمات الشعب، وتقديم حلول لها"، مشيرة إلى أن "الحزب أمامه الكثير من التحديات ليتفرغ لعمله في تقديم الدعم والمساندة للدولة في هذه المرحلة الحرجة"، على حد وصفها.

وقرر ساويرس اللجوء للقضاء الإداري؛ للطعن على قرار فصله من الحزب، وذلك بعدما أكد الحزب أن قرار الفصل من قبل لجنة الانضباط الحزبي نهائي ولا رجعة عنه.

تفجير حزب ساويرس

من جهته، اعتبر الناشط السياسي، عمرو عبد الهادي، أن ما حدث لحزب ساويرس يشبه "التعرض لعملية تفجير".

وقال عبد الهادي لـ"عربي21": "طريقة تفجير الحزب من الداخل هي طريقة متبعة منذ الرئيس المخلوع مبارك؛ حيث الدفع بحليف جديد لينقلب على حليف أقدم"، كما قال.

وأضاف: "الحقيقة أن ساويرس خسر الحزب الذي أنفق عليه ملايين الدولارات، وخسر تأثيره على كتلة دعم مصر داخل البرلمان، وبات الجميع تحت مظلة المخابرات الحربية كاملة".

وتابع: "بالرغم من أن السيسي وساويرس ينتميان للدولة العميقة، وشريكان في الانقلاب العسكري، إلا أن السيسي يريد صنع رجال أعمال جدد بخلفية عسكرية، يدينون له بالولاء، ولا يشاركونه العمل"، وفق قوله.

ورأى عبد الهادي أنه بانقلاب الحزب على ساويرس، فإنه "يتجرع من الكأس ذاتها التي قدمها في انقلاب 3 تموز/ يوليو، حيث كان أحد مؤسسي وداعمي حركة تمرد وجبهة الإنقاذ، وكان في القلب من الثورة المضادة التي انقلبت على ثورة 25 يناير".

التخلص من فاتورة الانقلاب

بدوره، قال المحلل السياسي، سيد أمين ، لـ"عربي21"، إن "السيسي حشد الكنيسة خلفه في معركته مع الثورة، ومع التيار الإسلامي، وأتاح لها القيام بدور كبير في تنفيذ الانقلاب، ولكن يبدو أن السيسي ضاق ذرعا بالفاتورة الكبيرة التي يسعى ساويرس ومن خلفه الكنيسة لتمريرها".

وأوضح أن "الفاتورة تضمنت تقنين أراض للكنيسة بمئات الآلاف من الأفدنة، وكذلك إصدار قوانين وتشريعات خاصة بهم تميزهم عن باقي الدولة وهويتها الإسلامية"، وفق قوله.

وأكد أن "سبب ضيق السيسي ذرعا بالحزب أنه يعاني من فشل كبير، وهو بحاجة للمزيد من الدعم، وليس دفع فواتير سابقة، ولذلك فمشهد الصراع قد يتصاعد خلال الأيام القليلة المقبلة"، وفق تقديره.

اقرأ أيضا: خفايا ومفاجآت التعديل الحكومي الجديد بمصر (شاهد)
التعليقات (3)
محمد عبدالله
الخميس، 23-02-2017 11:57 ص
لا يسلم من طمع العسكر حتى العسكر أنفسهم
محمد احمد
الخميس، 23-02-2017 10:27 ص
لبعبة تبدل الكراسي
مصري
الخميس، 23-02-2017 08:49 ص
كل من أيد السيسي والعسكر الأوباش قد نال مايستحقه و قد أدرك خسرانه المبين ، اللهم لا شماته ولكن هذا هو الغباء السياسي بحق ، فمن يتحالف مع العسكر في أي شئ تكون هذه هي نهايته ، والسؤال الملح ، ألم يكن من الأفضل القبول بحكم الإخوان وتاييدهم بما يؤدي لنمو التجربه الديمقراطيه ولو علي مهل و ببطئ ، من كان يستطيع أن ينزع سويرس من حزبه لو أستمرت التجربه الديمقراطيه الشرعيه ؟ حتي هؤلاء البيادات من الإعلاميين أمثال ابراهيم عيسي وغيره من كان يستطيع وقف برامجه إلا بحكم قضائي عادل وليس شاخخ كما يحدث الأن ، المهم هو ادراك الحقيقه المره والعوده إلي الحق و الإعتراف بأنه لا يصح إلا الصحيح .