صحافة دولية

صحيفة إيطالية: وثائق مسربة تكشف خفايا تنظيم الدولة بليبيا

حصلت الصحيفة على الفيديوهات التي تضمنت مشاهد القتل العنيفة التي سجلها التنظيم- أرشيفية
حصلت الصحيفة على الفيديوهات التي تضمنت مشاهد القتل العنيفة التي سجلها التنظيم- أرشيفية
نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على الوثائق والفيديوهات المسربة التي تم العثور عليها في سرت، العاصمة السابقة لتنظيم الدولة في ليبيا، والتي كشفت إستراتيجية ومخططات تنظيم الدولة في ليبيا.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الوثائق التي تم تسريبها احتوت على مخططات لشن هجمات مدمرة في أوروبا، بالإضافة إلى بعض الفيديوهات التي صورت مشاهد القتل وقطع الرؤوس فضلا عن تصريحات عناصر تنظيم الدولة.
 
وأفادت الصحيفة أن التسريبات تضمنت فيديوهات غير معدلة تصور الظروف التي يعيش فيها الليبيون في مصراتة وسرت، في ظل سيطرة تنظيم الدولة على المنطقة، وقوانينه المفروضة عليهم.
 
ونقلت الصحيفة إفادة أحد الإسلاميين الذي أكد رفض الليبيين لتنظيم الدولة وسيطرته وسياسته "المجنونة" التي يعتمدها، مقدما كل التسريبات التي تضمنها مقر التنظيم في مدينة سرت. 
 
ومن بين الفيديوهات التي تضمنتها التسريبات، عرضت الصحيفة مخطط "الهجمات باستعمال الآلات الملغومة"، الذي يعتزم من خلاله تنظيم الدولة محاربة من يقف إلى جانب الولايات المتحدة والدول العربية وغيرها من الدول التي قررت الوقوف ضد المسلمين واضطهادهم. كما جاء في هذا المخطط عبارة: "الله معنا والانتصار سيكون حليفنا وسنخضع العالم كله للشريعة الإسلامية".
 
من جهة أخرى، تضمنت التسريبات فيديوهات غير معدلة صورت صفاً من السجناء، مقيدين ومعصوبي الأعين، قتلوا على إثر انفجار الألغام التي أجبروا على الوقوف عليها.

اقرأ أيضا : لماذا طلب السراج من الناتو تدريب القوات الليبية؟

ونقلت الصحيفة فيديو بعنوان "تحية من الجهاديين إلى الخليفة، رحمه الله" صور تصريحات عناصر من التنظيم في الجزائر فضلا عن عناصر أخرى من تنظيم طالبان في أفغانستان وهي تلوح بالأعلام السوداء يؤكدون خلاله على ولائهم للخليفة.
 
وتحصلت الصحيفة على الفيديوهات التي تضمنت مشاهد القتل العنيفة التي سجلها التنظيم، من بينها مشهد قتل أحد الجواسيس والأقباط على شاطئ البحر، وذلك لما تحمله من رسالة رمزية. 
 
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة خصص مقطع فيديو كامل يصور فيه "الشرطة السوداء" المتواجدة في ليبيا والمسؤولة عن "تطبيق الشريعة الإسلامية"، حيث يشمل ذلك التحكم في اللباس وشكل اللحية وطولها.
 
والجدير بالذكر أن "الشرطة السوداء" تتكون من مقاتلين محليين وأجانب، مسلحين ببنادق الكلاشنكوف، منتشرين في المنطقة بوجوه ملثمة، يطبقون ما يمليه عليهم الإسلام المتطرف ويدمرون كل ما يرونه تابعا للثقافة الغربية، بما في ذلك زجاجات الكحول، والسجائر، والطبول، والآلات الموسيقية.
 
وأفادت الصحيفة أن التسريبات تضمنت أيضا مجموعة واسعة من فيديوهات التدريب، يستعملها التنظيم لتلقين العناصر الجديدة والمتواجدة فنون القنص، بهدف استخدامهم لاستهداف العناصر البشرية في الساحة العراقية. 

وحول هذه النقطة، أشارت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة خصص لهذه التدريبات مختصين حتى يكون التلقين على مستوى عال وعلى قدر كبير من الدقة، باعتبار أن ذلك هو جل ما تتطلبه مهارة القنص.
 
علاوة على ذلك، يتعمد تنظيم الدولة إضافة مؤثرات خاصة في الفيديوهات، وذلك للتأثير في نفوس هواة القنص، إذ يحرص على أن تكون الوجوه ملثمة في كل تدريب وتكون المعدات في غاية الجودة وقريبة جدا من الواقع، بهدف الترويج لوجود أفضل القناصة في صفوفهم.

اقرأ أيضا: تعرف على الدول التي سينقل تنظيم الدولة بليبيا معاركه إليها
 
وأشارت الصحيفة إلى أن عناصر تنظيم الدولة يعملون على تحميل كل ما يحتاجونه من الإنترنت لأغراض عسكرية، من بينها الفيديوهات التي توضح كيفية تحديد الأهداف، سواء تلك الموجودة في الصحراء أم في الغرب، وذلك باستخدام برنامج "جوجل إيرث".  
 
وأوضحت الصحيفة أن تنظيم الدولة يملك مجموعة كبيرة من الفيديوهات، التي تصور التقنيات الواجب اتباعها بهدف التخلص من العناصر الأمريكية والروسية، فضلا عن ألعاب الفيديو، التي تبين طريقة التحرك وإطلاق النار في المعركة، والتي صورها من أجل تدريب القوات المختلفة التي تسانده في سوريا. 
 
وأضافت الصحيفة أن التسريبات كشفت عن فيديو غريب يصور بندقية هواء يدوية الصنع، تطلق كريات بلاستيكية بسرعة عالية جدا، قادرة على قتل إنسان. وتجدر الإشارة إلى أن عناصر تنظيم الدولة يتدربون بها على كيفية إطلاق صواريخ جو-أرض.
 
وأشارت الصحيفة إلى الفيديوهات التي صورها أتباع تنظيم الدولة والتي أشادوا فيها بأصدقائهم "الشهداء"، الذين أقدموا على تفجير أنفسهم في كل من سوريا والعراق وليبيا، مؤكدين على "النهاية القريبة لبوتين وعودة الخلافة".
 
بالإضافة إلى ذلك، صورت بعض الفيديوهات مسار العمليات الانتحارية التي نعرفها بداية بارتداء المقاتل "المتطوع" للحزام المدرع والمحمل بالمتفجرات قبل خروجه للمكان المستهدف، وصولا إلى لحظة الانفجار، دون أن ننسى المؤثرات التي تعزز هذا الفعل وتبرره في أعين المقاتلين الآخرين.
 
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات الجنود التي تحث المسلمين في أوروبا على الانضمام لتنظيم الدولة، من بينها تصريح أحدهم الذي قال: "أحس أن كرامتي تسلب كلما أقف أمام مسجد في أوروبا، في أرض الخلافة فقط أحس بقيمة القتال في سبيل إستعادة الخلافة".
 
وأوضحت الصحيفة أن معظم الجهاديين متحدرون من دولة الشيشان، إذ كان بحوزة تنظيم الدولة فيديو، يصور مقاتلا شيشانيا وهو يطلق النار في العراق ويطلب من الله أن يخلصه من بوتين.
 
في الختام، أشارت الصحيفة إلى هدف تنظيم الدولة المتمثل في إظهار قوته، من خلال عبارات التوعد التي لطالما رددها على غرار "يوما بعد يوم، سنصل إلى هدفنا الذي سيجعل نساءكم جوارينا وأولادكم عبيدنا"، علاوة على الخوف في أوروبا عامة، وفي روسيا خاصة، عبر تهديده "بالسيطرة الكاملة على الكرملين" ونشر الخلافة فيها.
التعليقات (0)