سياسة دولية

مزيد من التفاصيل حول اغتيال شقيق زعيم كوريا الشمالية

اتهمت استخبارات كوريا الجنوبية نظيرتها في كوريا الشمالية بالتورط في اغتيال الأخ الأكبر للزعيم- أ ف ب
اتهمت استخبارات كوريا الجنوبية نظيرتها في كوريا الشمالية بالتورط في اغتيال الأخ الأكبر للزعيم- أ ف ب
كشفت الاستخبارات الكورية الشمالية، أن كيم جونغ-نام، الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-أون الذي اغتيل أول أمس الاثنين في ماليزيا، رجا أخاه في 2012 الإبقاء على حياته وحياة عائلته بعد أن نجا من محاولة اغتيال، وفق ما أفاد به نواب كوريون جنوبيون الأربعاء.

وفي كوريا الجنوبية، قال نواب برلمانيون، الأربعاء، إن وكالة المخابرات في بلادهم تشتبه في أن عميلتين من كوريا الشمالية اغتالتا أخا زعيم كوريا الشمالية في ماليزيا، بينما اعتقلت سلطات ماليزيا امرأة من ميانمار في ما يتعلق بالاغتيال، وتسعى السلطات الطبية الماليزية للتعرف على سبب الوفاة.

"أرجوك"

وقال رئيس الاستخبارات الكورية الجنوبية، إن كيم جونغ-نام أرسل بعد تعرضه لمحاولة اغتيال رسالة في نيسان/ أبريل 2012 إلى أخيه كتب فيها: "أرجوك أبق على حياتي وحياة عائلتي"، وفق ما قال للصحافيين كيم بيونغ-كي، عضو لجنة الاستخبارات في البرلمان.

وكتب كذلك: "ليس لنا مكان نذهب إليه (..) نعرف أن المخرج الوحيد هو الانتحار". وقال النائب إن كيم جونغ-نام كان لديه قليل من المؤيدين في كوريا الشمالية ولم يكن يشكل تهديدا لأخيه.

وقال عضو آخر في اللجنة هو لي تشيول-وو إن زوجة القتيل الحالية والسابقة وأولاده الثلاثة يعيشون في بكين وماكاو في حماية السلطات الصينية، مضيفا أن أن جونغ-نام دخل إلى ماليزيا في 6 شباط/ فبراير.

وهو أهم شخصية كورية شمالية يتم اغتيالها منذ اغتيال جانغ سونغ-ثايك، زوج عمة الزعيم الكوري الشمالي في نهاية 2013 بعدما كان يعتبر الرجل الثاني في النظام.

ووصف كيم هان-سول ابن جونغ-نام في 2012 عمه كيم جونغ-أون بأنه "دكتاتور" في مقابلة مع التلفزيون الفنلندي أثناء دراسته في البوسنة.

عملاء كوريا الشمالية

وتشتبه وكالة المخابرات في كوريا الجنوبية، في أن عميلتين من كوريا الشمالية اغتالتا الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية في ماليزيا، حسبما قال نائبان برلمانيان في كوريا الجنوبية، فيما تسعى السلطات الطبية الماليزية للتعرف على سبب الوفاة.

وقالت مصادر في الحكومة الأمريكية إنها تعتقد أن عملاء من كوريا الشمالية قتلوا كيم جونج-نام. وقالت الشرطة الماليزية إنه تعرض لهجوم يوم الاثنين في مطار كوالالمبور الدولي وتوفي وهو في طريقه للمستشفى.

وأدلى النواب في كوريا الجنوبية بتصريحاتهم بعد أن وصلهم تقرير من وكالة المخابرات يفيد بأن الوكالة تعتقد أن كيم جونج نام تعرض للتسميم، وأضافوا أن وكالة المخابرات أبلغتهم أن زعيم كوريا الشمالية أصدر "أمرا دائما" باغتيال أخيه غير الشقيق وأن محاولة اغتيال فاشلة وقعت في 2012.

وقال فاضل أحمد المسؤول بالشرطة الماليزية، إن كيم كان يخطط للسفر إلى مكاو يوم الاثنين عندما أمسك أحدهم بوجهه من الخلف ثم شعر بعدها بالإعياء في صالة الرحلات المنخفضة التكلفة في مطار كوالالمبور الدولي وطلب المساعدة.

وأضاف النواب نقلا عن تقرير المخابرات إن كيم جونج-نام كان يعيش تحت حماية بكين مع زوجته الثانية في إقليم مكاو الصيني. وقال أحد النواب إن كيم جونج-نام له أيضا زوجة وابن في بكين.

وفي بكين قال قنغ شوانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأربعاء، إن بلاده تراقب التطورات عن كثب في أعقاب وفاة كيم جونج-نام في ماليزيا، وإنه على دراية بتقارير إعلامية عن الأمر، وإن ما وصله هو أن السلطات الماليزية تحقق في الأمر.

ميانمار

وفي ماليزيا ذكرت وكالة "برناما" الماليزية الرسمية للأنباء، أن السلطات اعتقلت امرأة من ميانمار في ما يتعلق بتحقيق في وفاة جونج-نام، وقال مصدر في الشرطة الماليزية اطلع على لقطات كاميرات المراقبة في المطار إن امرأة متورطة في الهجوم.

ونقلت "برناما" عن نائب للمفتش العام للشرطة قوله إن المرأة اعتقلت في صالة الرحلات منخفضة التكلفة في مطار كوالالمبور الدولي.

وبوصفه الابن الأكبر للزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ-إيل، اعتبر كيم جونغ-نام لفترة وريث أبيه لكنه فقد حظوته لديه في بداية سنوات الألفين بعد توقيفه في مطار طوكيو وفي حوزته جواز سفر مزور. وقال حينها إنه كان يريد زيارة ديزني لاند، بعدها عاش في المنفى وتولى أخوه الحكم بعد وفاة أبيه في نهاية 2011.

وفي 2012، حاول عناصر تابعون لنظم كوريا الشمالية اغتيال كيم جونغ-نام الذي كان يدافع عن إصلاح نظام الحكم، وفق ما قال نواب كوريون جنوبيون للصحافة بعد اجتماع مغلق مع رئيس الاستخبارات لي بيونغ-هو.

وكان كيم جونج-نام الابن الأكبر لزعيم كوريا الشمالية الراحل كيم جونج-إيل، جاهر بانتقاد سيطرة عائلته على السلطة في البلد المنعزل.

وقال هوانج كيو إن رئيس الوزراء في كوريا الجنوبية القائم حاليا بأعمال الرئيس خلال اجتماع أمني: "إذا تأكد أن نظام كوريا الشمالية قتل كيم جونج-نام فإن ذلك سيصف بوضوح الوحشية وانعدام الإنسانية التي يتسم بها نظام كيم جونج-أون".

ولدى كوريا الجنوبية مخاوف من أي إشارة على عدم الاستقرار في جارتها الشمالية المسلحة نوويا، التي لا تزال فعليا في حالة حرب معها والتي أجرت أحدث تجربة لإطلاق صاروخ باليستي يوم الأحد.
التعليقات (0)