سياسة عربية

السيسي يعرض تدريب جيش لبنان بعد مدح عون لسلاح حزب الله

السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك جمعه مع الرئيس اللبناني ميشال عون بالقاهرة- أرشيفية
السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك جمعه مع الرئيس اللبناني ميشال عون بالقاهرة- أرشيفية
قال رئيس الانقلاب العسكري في مصر، عبدالفتاح السيسي، إن مصر ستواصل تقديم كل الدعم إلى لبنان على مختلف الأصعدة.

وأكد خلال مؤتمر صحفي مشترك جمعه مع الرئيس اللبناني ميشال عون بالقاهرة، أن مصر هي على استعداد لدعم قدرات الجيش اللبناني، ومختلف أجهزته الأمنية للوقوف ضد مخاطر الإرهاب، دون أن يوضح طبيعة هذا الدعم.

وتستمر زيارة عون إلى القاهرة يومين، زار في يومها الأول، الاثنين، الكاتدرائية المرقسية، ومشيخة الأزهر، والتقى مساء بأبناء الجالية اللبنانية في مصر.

في حين يزور، اليوم، جامعة الدول العربية، ويلقي خطابا أمام مجلسها في اجتماعه على مستوى المندوبين الدائمين.

وشهدت الزيارة توقيع أكثر من 15 اتفاقية تعاون بين مصر ولبنان، إضافة إلى مناقشة آفاق الحلول المقترحة للأزمة السورية، وكيفية التعاون في مواجهة الإرهاب.


عواقب إشادة عون بسلاح حزب الله من القاهرة

وتأتي تصريحات السيسي بعد ساعات قليلة من مقابلة لعون مع فضائية (سي. بي. سي) المصرية، الأحد، قبل وصوله إلى القاهرة، الاثنين، بساعات، أطلق فيها تصريحا تسبب في جدل واسع بالداخل اللبناني.

فقد وصف سلاح حزب الله، بأن "ذلك السلاح ضروري "طالما أن هناك أرضا تحتلها إسرائيل، وما دام الجيش اللبناني ليس قويا كفاية.. نشعر بضرورة وجود سلاح المقاومة ليكمل سلاح الجيش"، مضيفا أن سلاح الحزب "لا يتناقض مع مشروع الدولة"، وفق قوله.

وقد تسبب هذا التصريح في موجة من الانتقادات لعون، لم تقف عند حدود الداخل اللبناني.

وعلقت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، سيغريد كاغ، في تغريدة عبر حسابها بموقع "تويتر"، قائلة: "إن قرار مجلس الأمن 1701 واضح، ويدعو إلى نزع سلاح كل الجماعات المسلحة، ولا للسلاح خارج الدولة".

واعتبرت أن "ما قاله عون مقلق، "خصوصا أننا على موعد بعد أسابيع مع التقرير الدوري للأمين العام للأمم المتحدة حول تنفيذ بنود القرار 1701، والتزام لبنان مفاعيله"، حسبما قالت.

وعلى مستوى الداخل اللبناني، انتقد كلا من: وزير الداخلية السابق اللواء أشرف ريفي، ومنسق قوى 14 آذار فارس سعيد، هذا التصريح.

وحذر ممثل طرابلس في الحكومة محمد كباره "من محاولة إدخال تفاهم عون مع أمين عام حزب الله (حسن نصر الله)، في مار مخايل إلى قصر بعبدا"، معتبرا أن "القصر يمثّل الجمهورية اللبنانية بكل أطيافها"، حسبما قال.

عون يتجاوز التصريح ويدعو مصر لمبادرة إنقاذ

وفي كلمته بالمؤتمر الصحفي، الذي جمعه بالسيسي، بقصر "الاتحادية"، الاثنين، تجاوز الرئيس اللبناني، تصريحه السابق، ولم يعلق عليه، مقدما دعوة رسمية للسيسي، لزيارة لبنان، في أقرب وقت.

وأضاف أن "الآمال المعقودة على مصر بقيادة السيسي كبيرة"، مردفا بأن "مصر الاعتدال والانفتاح، مصر السند والعضد، ويمكنها إطلاق مبادرة إنقاذ عربية؛ لمحاربة الإرهاب الذي ينتشر في أرضنا، ويستبيح أهلنا، وللعمل على إيجاد حلول بالأخص للأزمة السورية، التي تشتغل فيها النيران منذ سنوات"، وفق قوله.

وشدَّد عون على ضرورة توطيد أنشطة اللجنة العليا المشتركة المصرية - اللبنانية، وتفعيل اجتماعاتها، متابعا: "توقفنا طويلا في مباحثاتنا عند الإرهاب، الذي عانينا منه خلال الفترة الأخيرة، ودفعنا الدماء الذكية".

ومن جهتها، كشفت الرئاسة اللبنانية، أن المباحثات الموسعة بين السيسي وعون، تناولت البحث في ملف التعاون في المجالين الأمني الاستخباراتي، وتدريب الضباط اللبنانيين في المعاهد العسكرية المصرية.

وقال بيان للرئاسة اللبنانية "قصر بعبدا" حول اللقاء: "إن الرئيس السيسي أعطى توجيهاته لاستقبال أعداد إضافية من الضباط اللبنانيين في هذه المعاهد للمشاركة في دورات تدريبية".

وأشار البيان إلى أنه تم تبادل الأفكار والمشروعات المشتركة بين الجانبين، وتأكيد تنسيق المواقف اللبنانية - المصرية في مجال مكافحة الإرهاب، ودعم الحل السياسي السلمي للأزمة السورية، وفق البيان.



إلى الأردن بعد مصر

وينتقل الرئيس اللبناني، اليوم، إلى الأردن، في إطار الجولة الثانية له (الأولى شملت السعودية وقطر) من تحرك لبناني على المستوى الإقليمي بعد عامين ونصف العام من الفراغ الرئاسي في سدة الحكم، وقبل أسابيع قليلة من انعقاد القمة العربية في 29 آذار/ مارس المقبل في الأردن.

وكان عون وصف العلاقات اللبنانية - المصرية في حديث إلى صحيفة "الأهرام"، بالتقليدية، والجيدة، والسليمة للغاية.

واعتبر أن الخلفية العسكرية التي يأتي منها هو والسيسي، من شأنها ان تصنع صراحة وصداقة، "لأننا كعسكريين نسلك الطريق الأقصر للتفاهم. وأعتقد أننا بدأنا تفاهما قبل أن نلتقي".

وأبدى استعداده لأن يكون لبنان "جسرا لتفاهم خليجي-إيراني"، أو "عربي-إيراني"، على حد تعبيره.
التعليقات (0)