ملفات وتقارير

هل تُغلق الأزمة المالية أقدم المعاهد الدينية بفلسطين؟

تناقص عدد الطلاب في المعهد بغزة للنصف
تناقص عدد الطلاب في المعهد بغزة للنصف
يواجه معهد الأزهر، أقدم المعاهد الدينية في فلسطين، أزمة مالية تهدد بإغلاقه، في ظل عدم وجود أي خطة لإنقاذ هذا الصرح الأكاديمي الديني الأول في فلسطين.

ويعتبر معهد الأزهر المؤسسة التعليمية الفلسطينية الأولى في قطاع غزة التي تجمع بين التعليم الديني والأكاديمي، وهو امتداد للمعاهد الأزهرية في مصر. وتأسس في العام 1955 إبان حكم الإدارة المصرية لقطاع غزة، في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.

وفي هذا السياق، استعرض عميد المعاهد الأزهرية في فلسطين، عماد حمتو، مجموعة من الأزمات التي يعاني منها المعهد، والتي قد تصل في النهاية إلى إغلاقه إذا لم يتم معالجتها في أقرب وقت.

الأزمة المالية

وأشار حمتو إلى أن "ديون المعهد حاليا تجاوزت المليون شيكل (260 ألف دولار)، وما يتوفر حاليا من سيولة لا تتجاوز 1600 دولار فقط"، موضحا أن "المعهد يحتاج إلى موازنة تشغيلية تقدر بـ20 ألف دولار شهريا، لتغطية فاتورة رواتب العاملين فيه البالغ عددهم 115 عاملا إداريا وأكاديميا، إضافة إلى العاملين بنظام العقود الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر".

ونوه حمتو، في حديث لـ"عربي21"، إلى أن "مباني المعهد متهالكة، حيث لم يتم إجراء أي عمليات صيانة وترميم لهذه المباني منذ تأسيسها قبل نحو 60 عاما".

وتابع أن "مشروعات التوسع التي أعلن عنها المعهد لفتح فروع جديدة في المدن الفلسطينية متوقفة حاليا بسبب الأزمة المالية التي تعصف به منذ خمس سنوات".

ولفت حمتو إلى أن "إدارة المعهد قامت بمخاطبة المنظمات الإسلامية في دول العالم الإسلامي.. في كل من دولة قطر وتركيا وسلطنة عمان، بضرورة مساعدته ودعمه ليكون قادرا على الاستمرار في تقديم خدماته التعليمية لألف طالب، هم عدد طلاب المنتسبين له حاليا".

ويتبع المعهد إداريا للسلطة الوطنية الفلسطينية منذ العام 1994، كما أنه يطلع مكتب الرئيس الفلسطيني على كل أعماله، فيما يتبع للسياسة التعليمية للمعاهد الأزهرية في مصر، من حيث المنهاج والكتب الدراسية، وأنظمة الامتحانات ومنح الشهادات العلمية، وشروط قبول الطلاب.

تراجع أعداد الطلاب

أما مدير معهد الأزهر، جهاد عساف، فقد أشار إلى أن "الأزمة المالية التي تعصف بالمعهد أثرت بشكل واضح على أعداد الطلاب الملتحقين به، حيث انخفض عددهم من ألفي طالب وطالبة قبل عشر سنوات؛ إلى ألف طالب وطالبة به حاليا، 70 في المئة منهم من الذكور".

وعن أسباب هذا التراجع في أعداد الطلاب، أشار عساف إلى "تراجع مستوى الخدمات والامتيازات التي كان يمنحها المعهد لمنتسبيه، وتحديدا منذ العام 2012، حيث كان يلتزم بدفع مكافأة مالية لطلابه بقيمة 15 دولارا تدفع كل شهر، كنوع من التحفيز والاستمرار في الدراسة داخل المعهد".

وأوضح عساف، في حديث لـ"عربي21"، أن "المعهد يقدم خدماته التعليمية بشكل مجاني من المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية، ويدرس خلالها الطالب علوم القرآن والحديث والفقه والسيرة والعلوم الحياتية، كاللغة العربية والرياضيات والتاريخ، ليحصل بعد ذلك على إجازة علمية تخوله ليكون شيخا ملما بجميع علوم الدين والدنيا"، على حد قوله.

والتقت "عربي21" بمجموعة من مشايخ معهد الأزهر لاستيضاح وجهة نظرهم حول الأزمة التي يمر بها المعهد، حيث أعرب الشيخ محمود السلوت (38 عاما)، عن أن "المعهد عانى كثيرا من تهميش المؤسسات الدينية في فلسطين وخارجها، حيث لم تتقدم للمعهد أي مؤسسة أو جهة دولية تتكفل بإصلاح وترميم مباني المعهد المهددة بالسقوط في أي لحظة إذا لم يتم إصلاحها في أقرب فرصة ممكنة".

وأى السلوت، في حديث لـ"عربي21"، حول تراجع أعداد الطلاب في المعهد، أن "الكثير من أولياء الأمور لا يرون في التعليم الديني طريقا في بناء مستقبل أبنائهم، لذلك يفضلون الذهاب إلى التخصصات الجامعية، كالطب والهندسة، وغيرها من التخصصات المنتشرة في الجامعات الفلسطينية".

وبحسب السلوت، فإن "إيرادات المعهد تعتمد على تبرعات أهل الخير في فلسطين وخارجها، إضافة إلى إيرادات أخرى متمثلة بتأجير المعهد لأراضي الأوقاف الممنوحة له".
التعليقات (0)

خبر عاجل