سياسة عربية

السيسي: 25 يناير وقيعة.. وهذا ما قلته لترامب (شاهد)

السيسي  قال لترامب إنه يقاتل وحده- أرشيفية
السيسي قال لترامب إنه يقاتل وحده- أرشيفية
قبل 24 ساعة من حلول الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، الأربعاء، ألقى رئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، "كلمة إلى الأمة" من "أكاديمية الشرطة"، الثلاثاء، في مناسبة الاحتفال بالعيد الخامس والستين للشرطة، شن فيه أعنف هجوم على ثورة 25 يناير 2011، واتهمها بأنها استهدفت إيقاع الفرقة بين الشرطة والجيش من جهة، والشعب من جهة أخرى.

وفي الوقت نفسه أشاد بالجيش والشرطة، وقال إن كلا منهما "يتلقى الرصاص، ويقدم نفسه بدلا من المصريين".

وكشف السيسي عن سؤال طرحه عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدى اتصاله الهاتفي به، أمس الاثنين، عن وضع الاقتصاد المصري، فردَّ عليه السيسي بالقول: "بنقاتل لوحدنا".

ومثنيا على صبر المصريين وتحملهم، طالبهم السيسي بزيارة مصابي الجيش والشرطة في المستشفيات، وانتقد الزيادة السكانية، وارتفاع حالات الطلاق.

وفي خلال بث مراسم الاحتفال، لم يلتزم التليفزيون المصري بقطعه لإذاعة أذان الظهر، واكتفى بالتنويه بحلول وقت الأذان.

وفي بداية كلمته، التي استمرت زهاء ثلاثين دقيقة، واُختتمت بالسلام الوطني، أثنى السيسي على مواجهة الشرطة للإرهاب "البغيض"، مؤكدا أن هذا اليوم "هو يوم صعب عليَّ".



"نخوض معركة شريرة من جانبهم شريفة من جانبنا"

وفي أول ارتجال له خارج النص، قال السيسي إن المصريين لمَّا خرجوا في 30 ستة (30 حزيران/ يونيو 2013)، و3 سبعة (3تموز/ يوليو 2013)، تحدّوا الدنيا كلها، ولما خرجوا للتفويض في 26 سبعة (26 تموز/ يوليو 2013)، كانوا عارفين تماما حجم التحدي المقدمين عليه، وأن هذا التحدي له ثمن كبير.

وأضاف أنه بعد أكثر من أربعين شهرا، وأكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، نخوض معركة شريرة خبيثة من جانبهم، شريفة كريمة جميلة من جانبنا.

وتابع بأن الجيش والشرطة هو الذي يتلقى الرصاص، ويقدم نفسه بدلا من المصريين.

واستدرك: "بالمناسبة كلنا بنضحي.. وكل التقدير لكل المصريين اللي بيأكدوا في كل وقت، أنهم شعب عريق وعظيم وواعي، وهو بيشارك في المعركة بطريقة ثانية.. بصبره وتحمله وفهمه للتحدي الموجود".

وأضاف: "ما استدعيناش فكرة الحرب القائمة بالفعل مش بس في سيناء وإنما في حِتت (مناطق) ثانية، ونعيش حربا زي اللي خاضتها مصر في الفترة من 67 إلى 73، لكن بشكل مختلف".

"هذا حجم الأموال والمتفجرات التي تم ضبطها"

وكشف السيسي في كلمته، عن جانب مما دار في اجتماعه بمجلس الدفاع الوطني، الاثنين، فقال: "تحدثنا عن حجم الأموال والمتفجرات التي تم ضبطها، وتُعتبر نسبة ضئيلة من الموجود".

وتابع: "ضبطنا ألف طن متفجرات.. ثمن الطن أربعة آلاف دولار.. يعني 400 مليون دولار لألف طن.. مقابل عشرة أمثال وعشرين مثالا لما تم تفجيره في سيناء".

وأشار إلى أنه يذكر هذه الأرقام كي يعرف المصريون: "قد ايه حجم المعركة، وحجم المتفجرات فقط"، موضحا أن مهربا واحدا "كان جايب متفجرات بثلاثين مليون جنيه".

وعلق: "نتكلم في مئات الملايين التي تم القبض على أصحابها لكن الأكبر يُستخدم ضدنا"، وفق قوله.
وتابع: "نخوض حربا قاسية.. العالم كله عارف أننا بنحاربها لوحدنا، بشجاعة وشرف".

"هذا ما سألني عنه ترامب"

وكشف السيسي في خطابه عن بعض ما جاء في اتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هاتفيا به مساء الاثنين، فقال: "تلقيت اتصالا إمبارح من الرئيس الأمريكي ترامب".. سألني: "الاقتصاد بتاعكم أخباره ايه؟".

وتابع: "قلت له: بقي لنا أربعين شهرا بنقاتل لوحدنا.. بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان.. المصريين صامدين، وقادرين"، مردفا: "العالم كله عارف إحنا بنعمل إيه".

هكذا هاجم ثورة 25 يناير

ولدى ارتجاله مرة ثانية، قال السيسي: "لا بد من الحفاظ على مؤسسات الدولة، لأنه يعني الحفاظ على مصر.. سهل جدا العداوات الخارجية والداخلية.. اللي مش سهل أبدا هو وحدة المصريين، وكل اللي بيتعمل ده الهدف منه أنه يحصل انقسام، واختلاف"، على حد قوله.

وفي هجوم واضح على ثورة 25 يناير 2011، أشار السيسي إلى "الجهود اللي اتعملت للإيقاع بين الشرطة والجيش في 2011.. وبين الشرطة والشعب في 2011، وبين الجيش والشعب في 2011"، معلقا بالقول: "اللي عايز يقضي على الدولة لازم يقسمها، ويخلي مؤسساتها تصطدم بعضها وبعض".

وفي الوقت نفسه قال السيسي: "أحترم كل مؤسسات الدولة، وأحافظ عليها، ولازم كلنا نحترم هذه المحافظات، ونحافظ عليها، الجيش والشرطة والبرلمان والقضاء.. مؤسساتنا هي الضمانة الحقيقية للحفاظ على الدولة المصرية، والكلام لابد معه من برامج كي يزيد تلاحم هذه المؤسسات بينها وبين بعضها، وبينها وبين شعبها".

انتقاد للزيادة السكانية والطلاق

ولدى ارتجاله ثالثة، قال: "هأطلب من المصريين حاجة كانت بتتعمل فترة حرب 73.. كانوا بيزوروا المصابين في المستشفيات، ويواسونهم". وتابع مخاطبة المصريين فقال: "خلوا بالكم من سيدات مصر".

وحول الوضع الاقتصادي قال: "زاد عددنا منذ عام 1952 إلى اليوم من 20 مليونا إلى 92 مليونا .. وتضاعف السكان أربعة أضعاف منذ 1952".

وانتقد ارتفاع حالات الطلاق، دون أن يتطرق إلى السبب الأساسي فيها، وهو الأزمة الاقتصادية، وغلاء الأسعار، فقال: "900 ألف حالة زواج سنويا يتعرض أربعون في المئة منها للطلاق في السنوات الخمس الأولى".

ومشيرا إلى أنه "حريص على الأسرة المصرية"، قال: "يعني ما ينفعش نطلع قانون يخلي الطلاق يبقي قدام المأذون فقط عشان حالات الطلاق الكتير دي"، موجها الخطاب إلى شيخ الأزهر، قائلا: "لا يا فضيلة الإمام.. تعبتني يا فضيلة الإمام".

واختتم كلمته بتحية "الشعب المصري الذي يعي قيمة الأمن والأمان، ويحافظ عليها"، وفق تعبيره.



دعاية بنكهة ناصرية للاحتفالية

إلى ذلك، طغت على الاحتفالية مظاهر دعائية وصفها نشطاء ومراقبون بأنها جاءت بنكهة ناصرية، إذ غلبت عليها الأغاني الوطنية.

وفي البداية، وصبيحة الثلاثاء، رأس السيسي اجتماع المجلس الأعلى للشرطة، ثم وضع إكاليل الزهور على "النصب التذكاري لشهداء الشرطة"، قبل أن يتوجه إلى قاعة المؤتمرات الكبرى بالأكاديمية، حيث حضر الاحتفالية.

وألقى وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، كلمة، ألقى فيها الضوء على بطولات رجال الشرطة "في ثورة 25 يناير سنة 1952"، وفق تعبيره، وذلك عندما تصدَّوا للإنجليز.

وقبل كلمته، شاهد السيسي فيلما تسجيليا حول إنجازات الشرطة، وكرَّم عددا من أسر ضحايا الشرطة، الذين لقوا حتفهم في المواجهات خلال عام 2016، ومنهم أسر ضحايا الهجوم على كمين المطافيء بالعريش.

وكان في استقباله لدى وصوله إلى أكاديمية الشرطة "كورال" من الأطفال الذين استقبلوه بالزهور والأعلام، مرددين الأغاني الوطنية.

وجاء الاحتفال وسط تكثيف قوات الأمن من تواجدها على المحاور المرورية الأساسية بالقاهرة الكبرى، وعواصم المحافظات، والمنشآت المهمة، حيث يأتي الاحتفال تزامنا مع حلول ذكرى ثورة 25 يناير غدا الأربعاء.

وحضر الاحتفال رئيسا مجلسي النواب والوزراء، وعدد من الوزراء، وفي مقدمتهم وزير الدفاع صدقي صبحي، وكبار المسؤولين، وعدد من الإعلاميين.


التعليقات (1)
ابو حميد
الثلاثاء، 24-01-2017 06:20 م
هذا كلام مخالف للدستور