اقتصاد عربي

لماذا ترتفع أسعار الغذاء عربيا رغم انخفاضها عالميا؟

تفتقر البلدان العربية إلى الاكتفاء الغذائي الذاتي - أرشيفية
تفتقر البلدان العربية إلى الاكتفاء الغذائي الذاتي - أرشيفية
لا تفتأ أسعار المواد الغذائية في الوطن العربي تزداد رغم انخفاضها عالميا بحسب بيانات منظمة الزراعة والأغذية "الفاو"، وبيانات البنك الدولي، ما يثير التساؤل حول السبب وراء هذا الارتفاع.

وشهدت أسعار السلع الغذائية الأساسية انخفاضا للعام الخامس على التوالي في 2016 بمعدل 161.6 نقطة عن العام بأكمله، وبانخفاض بنسبة 1.5 بالمائة تقريبا مقارنة بمستويات عام 2015.

وبحسب المنظمة، خفف موسم الحصاد الوفير والتوقعات لموسم الحبوب الأساسية الضغط التصاعدي على مؤشر "الفاو" لأسعار الغذاء الناجم عن السلع الاستوائية كالسكر وزيت النخيل.

وقد سجل عام 2016 انخفاضا مستمرا في أسعار الحبوب حيث انخفضت بنسبة 9.6 بالمائة مقارنة بعام 2015 وبنسبة 39% عن ذروتها في عام 2011.

وبالرغم من ارتفاع مؤشر الفاو لأسعار السكر بمقدار الثلث تقريبا على مدار العام، إلا أنه شهد انخفاضا بنسبة 8.6 بالمائة في آخر شهر من عام 2016.

وشهد مؤشر الفاو لأسعار الحبوب استقرارا إلى حد كبير منذ شهر أيلول/ سبتمبر، وارتفع بنسبة 0.5 بالمائة في كانون الأول/ ديسمبر، وثبتت أسعار الأرز والذرة بينما انخفضت أسعار القمح نتيجة تقديرات بإنتاج أكبر من المتوقع في المحاصيل في كل من أستراليا وكندا والاتحاد الروسي.

أما بالنسبة لمؤشر الفاو لأسعار اللحوم، فقد انخفض بنسبة 1.1 بالمائة عن مستوياته في تشرين الثاني/ نوفمبر. وانخفض متوسط قيمته في عام 2016 بنسبة 7 بالمائة مقارنة بعام 2015، ويعود سبب ذلك بشكل رئيسي إلى انخفاض الأسعار العالمية للحوم الأبقار والدواجن.

اقرأ أيضاالمصريون يكتوون بنار ارتفاع جديد في أسعار الأغذية

عربيا، قال الباحث الاقتصادي، عبد الحافظ الصاوي، إن الأصل في الغذاء أن يتوفر محليا في البلدان العربية، وإن لم يكن محليا فعلى الأقل إقليميا في الوطن العربي غير أن المنطقة العربية فشلت في تحقيق ذلك.

وأضاف في حديث لـ"عربي21" أنه ولعدم توافر الغذاء محليا أو إقليميا ترتب على الدول العربية استيراده ليمر بسلسلة طويلة من الجمارك والتجار والسماسرة والوسطاء الذين يضيفون بدورهم هامشا للربح ليصل إلى المستهلك بأكثر من سعر التكلفة بكثير.

ولفت إلى أن بعض الدول العربية رفعت يدها على مراقبة السلع الغذائية وتركت ذلك للتجار الذين لا يضعون مصلحة المستهلك والمواطن بعين الاعتبار.

كما لفت إلى أن انخفاض سعر بعض العملات العربية مقابل الدولار ساهمت في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، أما في الدول التي لم تتأثر عملتها مثل دول الخليج النفطية فارتفعت الأسعار بعد تخلي الدول عن دعم السلع.

أما بيانات البنك الدولي الأحدث وهي لعام 2015 من تقرير مراقبة أسعار الغذاء فأظهرت أن الأسعار العالمية للغذاء انخفضت 14 في المائة بين أغسطس/آب 2014 ومايو/أيار 2015 لتهبط إلى أدنى مستوياتها في خمسة أعوام.

وقال البنك إن تراجع أسعار النفط ساهم في وفرة إمدادات المعروض العالمي من الغذاء عام 2014، ووفرة المحصول من القمح والذرة والأرز عام 2015، وهي عوامل تساعد على الهبوط الحاد لأسعار الغذاء العالمية.

اقرأ أيضاالمصريون يغرقون ببحر ارتفاع الأسعار بعد تعويم الجنيه

وما زال قطاع الزراعة والغذاء يستفيد من تراجع تكاليف الأسمدة الكيماوية والوقود والنقل، والذي كان نتيجة انخفاض أسعار النفط في العام السابق، مع بقاء أسعار الغذاء مستقرة على الرغم من الزيادات التي طرأت في الآونة الأخيرة على أسعار النفط بحسب البنك.

وفي الفترة بين أغسطس/آب 2014 ومايو/أيار 2015 نزلت أسعار القمح 18 في المائة، وتراجعت أسعار الأرز 14 في المائة، وهوت أسعار الذرة 6 في المائة.
0
التعليقات (0)