ملفات وتقارير

حذر أمني في لبنان تحسبا لهجمات من تنظيم الدولة

الأمن العام الشرطة اللبنانية لبنان - جيتي
الأمن العام الشرطة اللبنانية لبنان - جيتي
أكد المدير العام لجهاز الأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، رفع مستوى الحذر الأمني؛ تحسبا لأي هجمات قد يقوم بها تنظيم الدولة ومجموعات أخرى في لبنان.

وقال إبراهيم، في حديث صحفي الخميس: "نضع في سلّم احتمالاتنا أن يبحث (تنظيم الدولة) عن ثغرة ينفذ منها إلى الداخل اللبناني، أو إلى أيّ مكان آخر لتنفيذ عمل إرهابي"، كما قال.

وأضاف: "عيوننا ساهرة، وجهوزيّتنا مستنفرة ومتأهّبة في أقصى طاقتها.. وعلى وجه التحديد في مخيمات النزوح السوري"، مشيرا إلى أن تحقيقات مع موقوفين كشفت عن "استعداد عناصر للاستجابة للمجموعات الإرهابية وتنفيذ عمليات انتحارية"، بحسب تعبيره.

وتقوم الأجهزة اللبنانية بمداهمات دورية لمخيمات اللاجئين السوريين الهاربين من العنف في سوريا، التي توجد أغلبها على الحدود اللبنانية السورية؛ وذلك بحثا عن مطلوبين أو مشتبه بهم، وفق الروايات الرسمية.

ويقدر عدد اللاجئين السوريين في لبنان بمليوني شخص، بحسب التقديرات الرسمية للحكومة اللبنانية.

يشار أن لبنان شهد في السنوات الثلاث الماضية سلسلة هجمات تبنتها تنظيمات مسلحة تشارك في المعارك في سوريا؛ فقد استهدفت معظم تلك الهجمات الضاحية الجنوبية في بيروت، التي تعدّ معقلا لحزب الله، حيث راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح.

وشنت الأجهزة الأمنية اللبنانية حملات مكثفة، في محاولة لضرب الشبكات المسلحة، التي تخطط لشن هجمات على الأراضي اللبنانية.

وتأتي هذه التطورات بعد إعلان حزب الله الرسمي عام 2013 المشاركة في القتال إلى جانب النظام السوري برئاسة بشار الأسد، رغم معارضة واسعة من أقطاب سياسية لبنانية منضوية تحت لواء قوى 14 آذار، ومن دون الحصول على تفويض من الحكومة اللبنانية.

ماذا بعد الحذر والاستنفار؟


من جهته، أكد الخبير الاستراتيجي، الدكتور ياسين سويد، في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "أن الأجهزة اللبنانية رفعت مستوى الحذر؛ تحسبا لأي هجمات محتملة"، معتبرا أن تنظيم الدولة ونظراءه لا يستندون إلى "قاعدة أو أسلوب عسكري واحد يمكن البناء عليه، ودراسته، واستخلاص النتائج والعبر منه".

وعن الإجراءات التي بالإمكان أن تتخذها الأجهزة اللبنانية، قال سويد: "أتوقع أن ترفع أجهزتنا درجة الاستنفار والاستعداد لأي تطورات محتملة، وكذلك الاستعداد العسكري واللوجستي؛ كون هذه المواجهة ستكون مفتوحة على الاحتمالات كافة".

وتحدث سويد عن احتمالية أن تستهدف التنظيمات -التي حذر منها اللواء إبراهيم- "مصالح أمنية وعسكرية واقتصادية، عدا محاولة تنفيذها محاولات اغتيال ضد شخصيات سياسية أو أمنية".

ورأى سويد أن "هذه التهديدات يجب أن تؤخذ على محمل الجد من قبل المواطنين أيضا؛ لأن الخطر يحاول التسرب من الثغرات كافة"، كما قال.

هل هناك إجماع في لبنان على الأمن؟


من جهته، استبعد الكاتب والمحلل السياسي، أمين قمورية، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، حدوث خروقات أمنية واسعة في لبنان، وقال: "هناك غطاء دولي يغلّف لبنان ويقيه -لغاية الآن- من أي خطر قد يتعرض له، ولكن إذا رفعت تلك الحماية، فإن الأمور قد تتبدل بين ليلة وضحاها"، بحسب تعبيره.

لكن قمورية لم يستبعد أن تُخرق الحماية الدولية للبنان، فقال: "تنظيم داعش مترامي الأطراف، وربما يكون لديه أذرع بعيدة عن أعين منظومات الأمن الدولية".

ورأى قمورية أن في "لبنان بيئة خصبة لتلك المجموعات"، مؤكدا وجود "تعاطف كبير على مستوى معين من اللبنانيين؛ نتيجة تطور الأوضاع السياسية في البلاد، إضافة إلى حالات الاحتقان الحاضرة في بيئات ومناطق معينة"، مشيرا إلى "وجود خطر كبير مصدره اللاجئون السوريون، حيث من المحتمل تغلغل عناصر تلك التنظيمات بينهم"، وفق قوله.

وأكد قمورية أن "الأجهزة الأمنية اللبنانية تمسك بزمام الأمور إلى حدّ كبير، إلا أن درجة الوقاية الأمنية الشاملة لم تصل إلى نسبة مئة في المئة، خصوصا أن مجموعات عدّة تم الكشف عنها في الآونة الأخيرة، ما يثبت حضور تلك المجموعات في أكثر من شكل ونمط".

وتوقع قمورية أن تكون مدينة طرابلس تحديدا "من ضمن حسابات تنظيم الدولة؛ كونها مدينة مطلة على البحر، على الرغم من أن الوصول إلى هذه المدينة عسكريا يبقى صعبا في ظل التطور الميداني الذي تشهده المعارك في سوريا والعراق"، كما قال.

وشدد قمورية على أن الإجماع اللبناني يرتكز على "مواجهة العنف"، وقد رأى في ذلك "عنصرا هاما في تدعيم الأمن اللبناني".

وتابع: "لو كان الخلاف حاضرا بين حزب الله وتيار المستقبل على هذا الملف، لكانت الأمور الأمنية منفلتة بالتأكيد، بيد أن الطرفين يؤكدان أن الأمن والاستقرار في لبنان خيار أساسي للنأي بالبلد من المخاطر التي وقعت فيها العديد من دول الجوار"، وفق قوله.

وأضاف: "ما يقوم به وزير الداخلية من جهود في هذا المجال يدلّل على أن قرار حماية لبنان مشترك بين جميع الأطراف السياسية والأمنية، وكذلك ما يرشح عن جلسات الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله يؤكد الحرص على وقاية لبنان من مخاطر الانزلاقات الأمنية على قاعدة تعزيز شبكة الأمان"، على حد تعبيره.
0
التعليقات (0)