سياسة عربية

جيش النظام الإلكتروني يذكي حرب الشائعات في درعا

جيش النظام الإلكتروني يعمل على تفرقة صف المعارضة وتخوينها - أرشيفية
جيش النظام الإلكتروني يعمل على تفرقة صف المعارضة وتخوينها - أرشيفية
عمل جيش النظام السوري الإلكتروني جاهدا لإحداث ثغرات في صفوف فصائل المعارضة، من خلال بث الشائعات الكاذبة وتخوين الفصائل، كما نجح في إحداث فتنة ضد مناطق ثارت ضده، بغية النيل من رمزية تلك المناطق، وتحطيم الروح المعنوية للثوار فيها.

وقال إبراهيم شلاش، ناشط إعلامي من الجنوب السوري، في حديث خاص لـ"عربي21": إنه "مع التغيرات التي شهدتها الأرض السورية، والخسارات التي منيت بها مناطق كانت تخضع لفصائل المعارضة، وعمل النظام السوري على تجييش مختصين في المجال الإعلامي أو ما يعرف بالجيش الإلكتروني، على إحداث فتنة وخلافات مابين الفصائل في مناطق ضد مناطق أخرى، جاعلا من شبكات التواصل الاجتماعي منطلقا له".

وأضاف أن النظام عمل أيضا على تفرقة الصف والتخوين، إضافة لتجييش بعض المحافظات ضد جبهات ومحافظات أخرى مشتعلة ذاقت ويلات الحرب كباقي المدن وقدمت من التضحيات ما يكفيها، وهو ما نجح به جيش الأسد الإلكتروني في هذه المرحلة العصيبة من عمر الثورة السورية، بعد أن عجزت طائراته ودباباته من كسر إرادتهم وتحجيم مطالبهم.

وبين شلاش أن درعا تشهد هجمة إعلامية شرسة من أشخاص محسوبين على الثورة، ممن شهدوا لجبهات الجنوب سابقا  ثوريتها ضد جيش النظام وهي لازالت على عهد الثورة الأول.

وأشار إلى أن جبهات الجنوب عاشت عاما كاملا من الركود العسكري لم يسجل خلالها أي إحراز تقدم من قبل فصائل المعارضة ضد مناطق جيش النظام، لكن بالمقابل لم تخسر المعارضة أي مناطق كانت تسيطر عليها على عكس مناطق أخرى في محافظات مجاورة، إضافة لتمكن فصائل الجنوب من كسر شوكة تنظيم الدولة في الجنوب، بعد أن أعلنت فصائل بيعتها للتنظيم.

وقال الأمين العام لمجلس محافظة درعا عبدو الرفاعي، في حديث خاص لـ"عربي21": إن "هذه الشائعات والأخبار الكاذبة تعتمد على المبالغة في أخبار معينة والترويج لها ونشرها على نطاق واسع أو خلق أخبار لا أساس لها من الصحة، بهدف التأثير على الرأي العام تحقيقا لأهداف متنوعة، أو كعامل ضغط لتنفيذ مخططات مبيتة من جهات معينة ضد مجموعات فاعلة ناجحة بهدف تعزيز العداوات ضدها من قبل محيطها الحيوي".

ويرى الرفاعي أن هذه الروايات تكون مجهولة المصدر وغير مؤكدة الصحة، وهي قابلة للتصديق والتداول من قبل رواد صفحات التواصل الاجتماعي، وهناك فرق بين ما يسمى الشائعة التي تنتشر بشكل تلقائي، ودون أن يدري ناقل الخبر صحته من عدمه, وبين الشائعة التي تنتشر بشكل جدي أي بفعل فاعل، حيث يعي الناشر كذب الخبر ومع ذلك يصر على نقله بغية التشهير بالمجموعة المستهدفة إعلاميا.

ويحذر الرفاعي من زيادة الشرخ مالم يتكاثف الجميع في مقاومته ودرئه والقضاء عليه، من خلال عدم الانجرار وراء كل ما ينشر على صفحات التواصل وغرف الإنترنت، والكف عن نقل الروايات الكاذبة التي تأتي من غرف مخابرات النظام، وإلا فإنها ستحطم الروح الثورية التي هي أساس استمرارنا ليومنا هذا.
التعليقات (0)