ملفات وتقارير

هل حذرت أمريكا الأردن من قطع الدعم المالي؟

العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في زيارة سابقة للرئيس الأمريكي باراك أوباما - أرشيفية (ا ف ب)
العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في زيارة سابقة للرئيس الأمريكي باراك أوباما - أرشيفية (ا ف ب)
كشف مصدر خاص في وزارة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية، عن أن الدعم الأمريكي المقدم للأردن في المجالات العسكرية والاقتصادية؛ بلغ 1.275 مليار دولار لعام 2016.

وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إن "الجانب الأمريكي قدم ما مجموعه 463 مليون دولار؛ مساعدات عسكرية للمملكة العام الماضي".

وأوضح أن منحة أمريكية بقيمة 412 مليون دولار أمريكي؛ ذهبت إلى حساب الخزينة لدعم مشاريع تنموية في موازنة 2016، إلى جانب مبلغ 244.3 مليون دولار خصصت ضمن اتفاقية تطوير جودة القطاع الاجتماعي، وذلك لتنفيذ عدة مشاريع من قبل الوكالة الأمريكية للإنماء الدولي (USAID) في مجالات وقطاعات "الصحة، ورعاية الأم والطفل، والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، والتعليم، والمياه، والبيئة، والسياسات السكانية، وسياسات النوع الاجتماعي".

وبيّن أن أمريكا قدمت منحة بقيمة 60 مليون دولار "لتعزيز المساءلة الديمقراطية في مجالات "سيادة القانون، والحاكمية، والمجتمع المدني، ودعم جهود الإصلاح السياسي"، ومنحة بقيمة 70.5 مليون دولار لدعم التنمية الاقتصادية في مجالات "تعزيز النمو الاقتصادي، وتحسين الفرص الاقتصادية، والتجارة والاستثمار، والبنية التحتية، وتعزيز تنافسية القطاع الخاص".

وتابع المصدر: "يضاف لهذا المبلغ 25 مليون دولار أمريكي مخصص للأردن ضمن التمويل الميسر العالمي".

السفارة الأمريكية: العلاقة ستبقى قوية مع الأردن

وتأتي هذه الأرقام بعد نفي للسفارة الأمريكية في عمان، السبت، ما نشرته مواقع إخبارية نقلا عن السفيرة الأمريكية في عمان أليس ويلز، قولها إن "الحكومة الأمريكية تحذر الأردن من قطع  الدعم المالي الأمريكي في زمن غير بعيد؛ بسبب عدم إيفاء الممكلة لوعودها بتحقيق السيطرة على دمشق".

واتهمت السفارة الأمريكية في بيانها "مواقع إخبارية خارج الأردن" بنشر "خبر زائف"، مؤكدة أن "جميع ما ورد في هذا الخبر عارٍ عن الصحة، إذ تقوم الولايات المتحدة بتزويد الأردن بـ1.6 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية والعسكرية، وسوف تبقى هذه العلاقة قوية خلال عام 2017".

12 طائرة مروحية "بلاك هوك" إلى الأردن

وقالت ويلز خلال مقطع فيديو نشرته صفحة السفارة على موقع "فيسبوك" الجمعة الماضي، إن "المساعدات الأمريكية المخصصة للمملكة كانت حوالي 675 مليون دولار سنويا عندما أصبحت سفيرة للمملكة، وزاد هذا المبلغ مليون دينار سنويا، بينما تقدم الولايات المتحدة هذا العام مبلغ 1.6 مليار، موزعة على كافة القطاعات بين اقتصادية وعسكرية؛ لتقديرنا للتحديات التي تواجه الأردن".

وبينت أن الولايات المتحدة قامت بـ"تحويل 470 مليون دولار من قيمة المساعدات الاقتصادية المرصودة للأردن والبالغة 812 مليون دولار لعام 2017؛ كدعم لمجالات التنمية الاقتصادية والصحة والتعليم والديمقراطية والحاكمية، بينما سيحول ما تبقى من المبلغ ضمن برنامج محدد، إلى جانب دعم عسكري يبلغ قرابة 800 مليون دولار، كما سيتم إرسال 12 طائرة مروحية (بلاك هوك) إلى الأردن؛ لحماية الحدود ضد أي تهديد، رغم أن هذه الطائرات كان من المفروض أن تذهب للجيش الأمريكي، إلا أننا رأينا أن الأردن يحتاجها أكثر".

وأضافت ويلز: "الأمريكيون يقدرون الدور المتميز الذي يقوم به الأردن في المنطقة، وستشهدون على الدوام دعمنا على أعلى المستويات".

إقرأ ايضا: ارتياح أردني لفوز ترامب بعد علاقة متوترة مع كلينتون

هل أمريكا كانت معنية بسقوط النظام السوري؟

واستبعد الكاتب والمحلل السياسي موفق محادين، أن يكون ما نسب إلى السفيرة الأمريكية في عمان صحيحا، مفسرا ذلك بـ"محدودية القدرات الأردنية العسكرية والسياسية للسيطرة على دمشق".

وقال محادين لـ"عربي21": "لا أعتقد أن أمريكا والسلطات الأردنية كانتا بصدد لعب دور واسع في سوريا، كونهما يدركان الوضع الأردني جيدا، وإمكاناته وقدرته على التدخل الواسع في سوريا"، مشيرا إلى أن "دور الأردن كان يقتصر على تقديم خدمات تتعلق بالتدريب، كما أعلن قائد الجيش الأردني، بالإضافة إلى تسهيلات أخرى على الحدود، لذا من الصعب الحديث عن إمكانات بالشكل الذي نسب إلى السفيرة الأمريكية".

وأضاف: "أما بخصوص الدعم المقدم للأردن من الولايات المتحدة؛ فالمملكة حصلت على دعم ضمن هذا الدور المحدد المشار إليه آنفا فقط، بالإضافة إلى دورها الوظيفي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية".

الدعم قل ولم يزد

من جهته؛ قال الخبير الاستراتيجي عامر السبايلة، إن "حجم المساعدات الأمريكية للأردن قل مقارنة بالسنوات السابقة".

وأضاف لـ"عربي21" أن "المرحلة القادمة لن تكون محطة انفراج بالنسبة للأردن"، معللا ذلك بـ"سعي الإدارة الأمريكية الجديدة لخفض النفقات، والتوقف عن سياسة العطايا".

وحول المزاعم حول السيطرة المطلوبة أمريكيا من الأردن على دمشق؛ أوضح السبايلة أن "الولايات المتحدة لم تكن لديها رؤية واضحة بخصوص سوريا، ولم ترد إسقاط النظام في دمشق أو التدخل، ومن المؤشرات على ذلك عدم فرض أمريكا حظرا للطيران قبل التدخل الروسي، أو إنشاء مناطق عازلة"، مؤكدا أن أمريكا كانت "معنية بإنهاك نظام بشار الأسد دون انهياره".

ووقعت الولايات المتحدة الأمريكية والأردن في شباط/فبراير 2015، مذكرة تفاهم غير ملزمة لثلاثة أعوام، أكدت فيها واشنطن على نيتها تقديم مليار دولار سنويا مساعدات للمملكة، شاملة 300 مليون دولار مخصصة للتمويل العسكري الأجنبي.
التعليقات (0)

خبر عاجل