سياسة عربية

3 معتقلين سابقين بسوريا يسردون قصص الاعتقال والتعذيب

القسم الأكبر من المعتقلين لم يخرجوا من السجن ولم نسمع قصصهم - الأناضول (أرشيفية)
القسم الأكبر من المعتقلين لم يخرجوا من السجن ولم نسمع قصصهم - الأناضول (أرشيفية)
حكيم ومعتز ومحمد.. ثلاثة معتقلين سابقين في سجون نظام بشار الأسد؛ لم يسمعوا باليوم العالمي لحقوق الإنسان، إلا من خلال  البيانات الصادرة عن المنظمات الدولية، فما عايشوه في هذه السجون جعلهم يعتقدون أن هذه الحقوق خاصة بشعوب معينة دون أخرى.

وفي هذا السياق، يروى معتز الذي أمضى سنة وسبعة أشهر في أقبية المخابرات الجوية في حلب ودمشق وصيدنايا، تفاصيل تعذيبه في سجون النظام قائلا: "هل سمعتم عن القتل بجنازير الدبابات، حين يوضع رأس السجين بين الجنازير وتمشي الدبابة فوق رأسه وتسحله؟ هل سمعتم عن أدوات حفر التراب التي يغرسونها في قلوب المعتقلين؟ هل سمعتم عن الأداة التي ترفع السيارة، والتي تسمى "كريكو"، كانوا يرفعونها ويضعون رأس الرجل بداخلها ثم يتركونها تطبق على عنق المعتقل فيموت ببطء وعذاب لا يعلمه الا الله"، كما يقول.

كما أكد معتز لـ"عربي21"؛ أن عناصر النظام يحرقون الأوراق الثبوتية للمعتقلين، ويقولون له إنها لم تعد موجودة، لتبدأ بعدها عملية التعذيب، مثل "البلنغو" أو الكرسي الألماني أو الشبح، "إلا أن هذه الطرق التي لم تعد تكفي توحشهم، فقد أصبحوا يحولون المعتقلين في المطارات العسكرية إلى أهداف يطلقون النار عليها من بعيد، بما يشبه التدريب على إصابة الهدف"، بحسب قوله.

أما حكيم، فأصيب بمشكلات نفسية، فهو الآن يتابع علاجه النفسي، بعد خروجه من سجون النظام التي تنقل بينها لعام ونصف، كما ترافقه الآن آلام دائمة في الظهر، ولا تغيب مشاهد التعذيب التي تعرض لها عن مخيلته.

يقول حكيم في حديث لـ"عربي21": "كان القاضي يأتي إلينا ويقول: أنا معي حصانة، وأريد ان أساعدكم. لكن أصغر مساعد من الطائفة العلوية يرد عليه قائلا: "لا أحد يملك الحصانة في السجون، لا القاضي ولا المحامي، فالوطن لنا والدين لنا والولاء لنا، ومن يخالف هذه القواعد ليس سوريّا".

ويرى حكيم أن "العالم لا يسمع بما يجري في سوريا"، وتساءل: "هل حقوق الإنسان التي نسمع بها تمر من فوقنا ولا تمر علينا، أم نحن فعلا لسنا ببشر، هل فقدنا إنسايتنا؟"، على حد قوله.

أما محمد (من اللاذقية)، وهو الشاب الوحيد بين أخوته، فقد كان يعمل بصيانة وإصلاح أجهزة الهاتف الخلوي، وكان يقوم بنشر مقاطع مصورة للمظاهرات، إلا أن أحد أصدقائه الذي اعتقل قبله، لم يحتمل التعذيب فاعترف على كل من يشارك في مظاهرات مناهضة للأسد، ومحمد منهم، ليتفاجأ بعناصر الأمن الذين قدموا إلى محله في آذار/ مارس عام 2012، حيث قاموا باعتقاله ومصادرة أجهزة الحاسوب التي كانت بحوزته.

 لم يستطيع عناصر الأمن إثبات شيء ضده، فحكم عليه القاضي بالسجن لسنتين بتهمة "إثارة النعرات الطائفية".

أصيب محمد خلال تواجده في فرع الأمن السياسي في اللاذقية؛ بنوبات اختلاج، سببها ليس التعذيب، بل أصوات النساء والرجال التي كان يسمعها في السجون، و"كأن هناك عالما من الجن يصدر هذه الأصوات"، على حد وصفه.

خرج محمد من السجن بعد أن قدم رشوة لكبار الضباط، تقدر بثلاثين ألف دولار، وهو الآن يضع على واجهة محله في اللاذقية صورة كبيرة لبشار الأسد، متناسيا الثورة وجميع رفاقه الذين تعرضوا للاعتقال، حيث يعيش وفق مثل شعبي معروف "الحيط ويارب السترة".

ليس كل من خرج من سجون النظام يستطيع البوح بما حصل معه، فبعضهم تعرض لما يسمى بـ"الخصي"، أي الضرب المبرح على العضو الذكري، ما أفقده الأمل بحياة عائلية.

ويؤكد ناشطون ومعتقلون سابقون أن ضباط النظام لا يترقون إلى مراتب عليا "إلا بعد أن يفقدوا إنسانيتهم"، على حد وصف ناشطين.
التعليقات (10)
نادين الحلاق
الخميس، 21-12-2017 11:36 م
ياااااارب افرج على سوريا اخي مفقود صرله 3 سنوات وماسمعنا عنه ولا خبر كل الي انفقدو معه رجعو إلا هو. بطلب من كل شخص مسلم بحب ارضو وبحب اخوانه المسلمين ان يدعي لسوريا مارح اطلب تدعولي لوحدي رح اطلب تدعو للبلد كلها سلامة سوريا هي سلامتنا كلنا.
بسم الله
الأربعاء، 11-01-2017 07:32 ص
سبحان الله
ايوب
الثلاثاء، 10-01-2017 09:11 م
ابو جندي
عماد
الثلاثاء، 10-01-2017 07:03 م
"هل حقوق الإنسان التي نسمع بها تمر من فوقنا ولا تمر علينا، أم نحن فعلا لسنا ببشر، هل فقدنا إنسايتنا؟" **//** "ثلاثة معتقلين سابقين في سجون نظام بشار الأسد؛ لم يسمعوا باليوم العالمي لحقوق الإنسان، إلا من خلال البيانات الصادرة عن المنظمات الدولية،" **//** هذه تصريحات تساند ما قالته الصحفية الشيشانية أنى بوليكفسكيا" في كتابها عما يحدث في الشيشان. (Tchéchénie, le déshonneur russe / Anna Politkovskaïa ; trad. du russe et annoté par Galia Ackerman ;Paris : Buchet Chastel , 2003 ) **//** في الحقيقة حقوق الإنسان يراد بها الإنسان الأبيض ! قدمت استقالتي لما تبين لي هذا، في فرنسا، من المنظمة العالمية لحقوق الإنسان. هنا كذلك حقوقنا لا تتعدى فتاة الموائد ! بعض من مسئولي هذه المنظمات يضغطون على محامي الضحية ! ما زلت اتابعهم والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
نهاد
الثلاثاء، 10-01-2017 04:09 م
لحقو الصهاينه وعرب بعرفو بس يهود كل ضجه البساوو كل العب ساكت وليه في دم عربي مسلم