حقوق وحريات

السبسي يتهجّم على الصحفيين مرة أخرى.. ماذا قال؟ (فيديو)‎

كرر السبسي هجومه على الصحفيين في السنوات الماضية- أرشيفية
كرر السبسي هجومه على الصحفيين في السنوات الماضية- أرشيفية
تهجّم الرّئيس التونسي، الباجي قائد السبسي (90 سنة)، خلال زيارته لجرحى الحادث الذي وقع الأربعاء، في منطقة جبل الجلود، إثر اصطدام حافلة بقطار، على الصحفيين الذين توجّهوا له ببعض الأسئلة عن الإجراءات التي ستتخذ لتفادي مثل هذه الحوادث.

فقد ردّ السبسي، خلال حديثه لوسائل الإعلام، أمام مستشفى الإصابات والحروق البليغة بمحافظة بن عروس، على مراسل قناة التّاسعة، عندما سأله عن القرارات التي سيتم أخذها بعد الحادث: "شكون اللي سألني.. شكونك أنت (من الذي سألني).. قناة التاسعة؟ حقّك ماكش موجود هنا (الأصل فيه أنك لست موجودا هنا).. لا تاسعة ولا ثامنة ولا خامسة.. لم نأت هنا لنتخذ قرارات.. جئنا هنا لنحقّق في الأوضاع".

وتعقيبا على ردّ السبسي، قال مراسل إذاعة موزاييك: "لكن سيدي الرّئيس، أرواح الناس تتطلّب اتخاذ الدّولة لإجراءات لتجنّب مثل هذه الحوادث".

فردّ السبسي بانفعال: "وهو كذلك.. وهذا ما أنا بصدد قوله الآن.. لم تفهم كلامي على ما يبدو.. ثبّتوا رواحكم (تحرّوا).. يا أولادي عيب عليكم.. عندما تتكلمون تشوشون على الرأي العام.. إذا أنت لم تفهم كلامي فلا حاجة لفهمك.. أنت أيضا من أي قناة؟".

وأدى حادث اصطدام قطار قادم من جهة قعفور (شمال غرب) باتجاه العاصمة بحافلة تابعة للشركة الجهويّة للنقل، لانشطار الحافلة إلى نصفين.

ووفق وزارة الداخلية التونسية، فقد أسفر الحادث عن وفاة خمسة أشخاص، بينهم رضيع، بالإضافة إلى إصابة حوالي 35 شخصا آخرين من ركّاب الحافلة، وقد تمّ نقلهم إلى عدّة مستشفيات بتونس الكبرى.

وبحسب ما نقلته إذاعة "شمس أف إم" عن أحد سكان منطقة جبل الجلود، فإن الإشارات الضوئية الخاصّة بسكّة القطار لا تعمل منذ ما يقارب ثلاث سنوات، بالإضافة إلى الحواجز المعطلة وغياب الحارس الذي يهتم برفع الإشارات كلما اقتضت الضرورة.



استهجان مركز تونس لحرية الصحافة 

وعبّر مركز تونس لحرية الصحافة عن استهجانه لتهجم السبسي على الصحفيين، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يصدر فيها هذا السلوك عن مسؤول رفيع في الدولة "في ظرف حساس"، وقال إن هذا التصرف "يعطي مثالا سيئا لتعامل المسؤولين مع الإعلام".

واستنكر المركز، في بيان اطّلع عليه "عربي21"، اتهام السبسي للإعلاميين بـ"تأجيج الأوضاع" وتوتير الرأي العام. وأشار إلى أن تهجّم السبسي كان "مجانيا، وفيه كثير من التحامل على الصحفيين"، رغم أن أسئلتهم لم تكن استفزازية أو خارجة عن الإطار، مُؤكّدا أن هذا التهجم "تحريض ضمني" على الصحفيين الذين لا يتحملون أخطاء وتصرفات المسؤولين عن مثل هذه الحوادث الأليمة.

يُذكر أن تهجّم السبسي على الصّحفيين ليس الأوّل من نوعه منذ عودته للساحة السياسية. ولعلّ أشهر هذه الحالات؛ الإهانة التي وجّهها للصحفية في القناة الحكومية الأولى، نعيمة بن عبد الله، سنة 2011، عندما كان السبسي رئيسا للوزراء، حيث تعمّد عدم الإجابة عن أسئلتها، بالإضافة لحادثة رمي الأوراق والدفاتر في وجه الصحفي محمد بوغلاب خلال لقاء تلفزيوني مُباشر.

ووصل الأمر بالسبسي سنة 2014 للتلفّظ بعبارة نابية تجاه أحد صحفيي قناة المُتوسّط، بعد أن قاطعه لطرح سؤال.
التعليقات (1)
تونسي
الخميس، 29-12-2016 01:29 م
لارجل في هذا البلد