سياسة عربية

العدالة والتنمية المغربي يرفض متابعة أعضائه بقانون الإرهاب

يتابع خمسة من شباب حزب العدالة والتنمية بتهمة الإشادة بقاتل السفير الروسي ـ أرشيفية
يتابع خمسة من شباب حزب العدالة والتنمية بتهمة الإشادة بقاتل السفير الروسي ـ أرشيفية
انتقد عبد الصمد الإدريسي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ورئيس هيئة محامين من أجل العدالة، ما وصفه بـ"الاعتقال التعسفي" الذي طال شباب الحزب بعدا اتهامهم بـ"الإشادة" بمقتل السفير الروسي بتركيا.

واعتبر الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، خالد بوقرعي، "متابعة السلطات الأمنية المغربية، خمسة من أعضاء الشبيبة بمقتضيات قانون الإرهاب انتكاسة خطيرة في مجال الحقوق والحريات"، وسجل أن شبيبته "لا تقبل أن تؤدي ضريبة نجاح مشروع العدالة والتنمية في المجتمع، ولا أن تقلم أظافرها".

الموقوف الخامس

استدعى المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عضوا جديدا من أعضاء شبيبة حزب العدالة والتنمية، الثلاثاء، ويتعلق الأمر بأحمد اشطيبات نائب الكاتب المحلي لشبيبة "المصباح" بمحلية بني مكادة بطنجة (شمال المغرب).

ويعد أحمد اشطيبات خامس موقوف من شبيبة العدالة والتنمية، على خلفية مقتل السفير الروسي بتركيا، بعد متابعته من قبل السلطات الأمنية المغربية بتهمة الإشادة بالإرهاب.

وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية، قد استدعى الإثنين، محمد بنجدي عضو شبيبة حزب العدالة والتنمية، من مدينة الدرويش (شرق المغرب).

وانطلقت الخميس حملة اعتقالات همت أعضاء شبيبة حزب العدالة والتنمية فقط، بسبب اتهامهم بنشر تدوينات على "فيسبوك" تشيد بقاتل السفير الروسي، بعد صدور بلاغ مشترك لوزيري الداخلية والعدل، يتوعد المشيدين بمقتل السفير الروسي بالمتابعة في إطار قانون الإرهاب.

اعتقال تعسفي

قال عبد الصمد الإدريسي، محامي الموقوفين وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إن توقيف الشباب بهذه الطريقة يجلعنا أمام  "اعتقال تعسفي.. الحراسة النظرية خارج القانون..".

وقال الإدريسي الذي يتشغل رئيس هيئة "محامون من أجل العدالة"، في تصريح لـ"عربي21": "إذا كان سبب إيداع شباب "فيسبوك" هو فعل الإشادة بجريمة إرهابية ورغم عدم تسليمنا بشموله بمقتضيات المادة 218.2 من القانون الجنائي (قانون مكافحة الإرهاب) فإن مدة مقتضيات قانون المسطرة الجنائية 66 من قانون المسطرة الجنائية حينما نصت على مدة الحراسة النظرية في فقرتها الخامسة وحددتها في 96 ساعة قابلة للتمديد مرتين كان ذلك بالنسبة للجريمة الإرهابية".

وأضاف الإدريسي: "وإنه حتى بالتسليم بتطبيق مقتضيات قانون مكافحة الإرهاب على الوقائع (وقد وضحنا بتفصيل عدم صواب هذا التوجه وأن القانون واجب التطبيق هو قانون الصحافة والنشر) فمن الناحية المسطرية فإن مدة الحراسة النظرية وما دام الأمر يتعلق بجنحة فقط حتى في قانون مكافحة الإرهاب، فتطبق عليها مقتضيات الفقرة الأولى ولذلك تكون مدة الحراسة النظرية هي 48 ساعة قابلة للتمديد 24 فقط... وتجنيح فعل الإشادة يخرجها من إطار مدة 96 ساعة".

وسجل: "لذلك سواء طبقتم قانون مكافحة الإرهاب أو قانون الصحافة والنشر الذي لا يوجب الاعتقال أصلا، فإن وجود الشباب لدى المكتب المركزي للأبحاث القضائية هو إجراء تعسفي خارج القانون".

وختم تصريحه قائلا: "نحب بلادنا ودولتنا... لذلك انتقادنا لبعض السياسات الخاطئة هو من منطلق هذا الحب".

اقرأ أيضا: داخلية المغرب توقف شخصا ثانيا وسط سخرية من البلاغ المشترك

توضيح الرئيس

قال خالد بوقرعي الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية: "إن شبيبة العدالة والتنمية لا تُسلم أبناءها، ولا تقبل أن تؤدي ضريبة نجاح مشروع العدالة والتنمية في المجتمع، ولا أن تقلم أظافرها، ولا نسمح أن يكون الانتماء إليها ظرف من ظروف التشديد".

وأوضح خالد بوقرعي في تصريح لـ"عربي21": "إثر الاعتقالات التي طالت في الأيام القليلة الأخيرة عددا من أعضاء الشبيبة على خلفية ما يسمى (الإشادة بمقتل السفير الروسي في تركيا) فإنني ككاتب وطني للشبيبة سبق لي أن أوضحت في وقت سابق، وأعيد تأكيد ذلك مرة أخرى ومرات إن اقتضى الحال".

وأضاف: "شبيبة العدالة والتنمية تنتمي إلى مدرسة فكرية وتربوية تؤطر الشباب على قيم الاعتدال والوسطية والتسامح، وقد أثرت في سلوك عشرات الآلاف من الشباب المغربي، وحاربت كل مظاهر الغلو والتطرف المؤدية إلى تبني أطروحات الإرهاب، لذا لا يمكن لأي أحد كيفما كانت صفته ومرتبته أن يزايد علينا في هذا الموضوع. فهذه المدرسة أهل لكي تقدم الدروس في هذا الشأن".

وأفاد بأن "القانون جاء لتقويم الاعوجاجات وردع المخالفين وليس للانتقام من الناس، وبالتالي فمتابعة أعضاء الشبيبة بمقتضيات قانون الإرهاب هو انتكاسة خطيرة في مجال الحقوق والحريات حيث إنه ليس هناك تناسب بين الخطأ وطريقة المعالجة، كما أن استعمال تهمة الإشادة بالإرهاب وإلصاقها بأعضاء الشبيبة فيها ما فيها من انتقائية، وإلا فمواقع التواصل الاجتماعي تعج بالكتابات غير المضبوطة، أصحابها ينتمون إلى مختلف الحساسيات السياسية ولم نر تحريكا للمتابعة في حق هؤلاء (مثلا: الإشادة بالأعمال الإرهابية في تركيا – وزيارة الكيان الصهيوني الإرهابي وربط علاقات معه تشكل خطرا على أمن بلدنا)".

وسجل: "لو شعرنا بأن هناك من يتبنى فكرا إرهابيا بيننا لكنا أول المتصدين له، والحال والواقع أن شبابنا مؤمن بقيم التسامح والاعتدال والوسطية رافض لكل أنواع الظلم والتسلط، لذلك لي اليقين أن أعضاء شبيبتنا المتابعين أبعد ما يكونون عن الفكر المتطرف اقتناعا وإشادة".
التعليقات (0)