سياسة دولية

محلل إسرائيلي يدافع عن أوباما ويعدد خدماته لإسرائيل

المحلل قال إن أوباما قدم الكثير لإسرائيل- أرشيفية
المحلل قال إن أوباما قدم الكثير لإسرائيل- أرشيفية
يظهر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الوقت بدل الضائع من مدته الرئاسية مسؤولية القائد الشجاع، والذي يبعد عربة الإسرائيليين والفلسطينيين عن جبل الجليد؛ لئلا تصطدم وتتحطم. هكذا بدأ المحلل الإسرائيلي ياريف أوبنهايمر مقاله التحليلي بعد امتناع أمريكا عن استخدام حق النقض الفيتو، الجمعة، ضد قرار مجلس الأمن إدانة الاستيطان الإسرائيلي.
 
وأوضح اوبنهايمر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كرر في أكثر من مناسبة أن "حكومته ملتزمة أكثر من أي حكومة سابقة بمواصلة البناء في المستوطنات"، وذلك وفق ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي.
 
وأضاف: "كان نتنياهو صادقا في قوله هذا؛ ففي السنوات الأخيرة، لم يعتزم أحد وقف قطار الاستيطان، فالبناء الاستيطاني متواصل، وآلاف الوحدات السكنية الاستيطانية الجديدة تقام كل عام، والحبل على الجرار".
 
وبات من المعتاد تمرير كثير من الأمور "مثل قوانين شرعنة الاستيطان، ومقترحات لضم الأراضي، ومنح البؤر الاستيطانية صفة المستوطنات الرسمية (32 مستوطنة كهذه خلال السنوات الخمس الأخيرة)، والدفع بخطط البناء في القدس الشرقية، والمصادرة المتواصلة للأراضي في الضفة الغربية".
 
وتابع المحلل: "حتى أصبحت عملية إخلاء عشرات المنازل المتنقلة الخاصة بالفلسطينيين في شمال الضفة الغربية أمرا روتينيا لا يتوقف، وعند الانتهاء من إخلائهم يتم بناء مستوطنة جديدة مكانهم"، منوها بأن "إسرائيل ربطت مصيرها بمصير الفلسطينيين بعيون مفتوحة، وراحت تخلق واقعا لا رجعة فيه، يتمثل بدولة واحدة ثنائية القومية غير ديمقراطية وغير يهودية".
 
وقال: "لقد حاول أوباما تغيير هذا المصير، وحاول وفشل، إلى أن سنحت له فرصة الليلة الماضية"، مضيفا: "لقد قرر أوباما في الدقيقة التسعين، بل في الوقت بدل الضائع من مدته الرئاسية، الإمساك بزمام الأمور وإظهار شجاعة القائد من خلال خطوة دراماتيكية وشجاعة؛ لأنه يدرك أن المستقبل مع دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي الجديد) لا يبشر بالخير".
 
ورأي أوبنهايمر أن أوباما "قام بهذه الخطوة الشجاعة من أجل منع اصطدام عربة الإسرائيليين والفلسطينيين بقمة جبل جليدي، وكان التصويت في مجلس الأمن عبارة عن آخر محاولة ممكنة لإنقاذنا من أنفسنا والحفاظ على آفاق الانفصال عن الفلسطينيين بسلام"، وفق قوله.
 
وأشار إلى أن "نجاح أوباما في رهانه، وتمكن القرار من وقف البناء الاستيطاني إلى حد ما، يوقف الهرولة نحو دولة ثنائية القومية"، لافتا إلى أن "أوباما سيدخل التاريخ؛ باعتباره المنقذ والمخلص للصهيونية؛ لأن تسبب قرار مجلس الأمن بعدم منح إسرائيل القدرة على مواصلة استثمار (الاستيطان) مستقبلها في الضفة الغربية، يصبح الكاسب من ذلك هو الشعب اليهودي".
 
واعتبر أن قرار الرئيس الأمريكي الحالي "ليس ثأرا شخصيا لأوباما من نتنياهو على تصريحاته، بل إنه نأي عن مواقف ترامب"، مؤكدا أن "قراره يستند إلى إرادة حقيقية لإنقاذ إسرائيل من نفسها، ومنعها من دفن فكرة الانفصال عن الفلسطينيين على شكل دولتين".
 
وأكد المحلل الإسرائيلي أن "أوباما أثبت على مدار المدتين الرئاسيتين الولاء للشعب اليهودي، وللرؤية الصهيونية ولدولة إسرائيل"، مرجعا ذلك إلى أن الرئيس الأمريكي "فكك القنبلة الإيرانية دون إطلاق رصاصة واحدة، وموّل القبة الحديدية، ومنح إسرائيل الضوء الأخضر للدفاع عن نفسها وأن تنشط في قطاع غزة وأماكن أخرى".
 
وتابع: "لقد ساعد إسرائيل على تدارك الأزمة مع مصر، ووقع أكبر حزمة مساعدات أمريكية لإسرائيل قياسا بأي وقت مضى، والتي ستلزم الرؤساء القادمين من بعده"، مؤكدا أن "قرار أوباما بعدم استخدام حق النقض في مجلس الأمن بشأن مسألة مشروعية المستوطنات هو قرار آخر شجاع لصالح إسرائيل وليس ضدها".
التعليقات (0)